ضمن عروض مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي تنظمه وزارة الثقافة على مسرح يوفنيو قدمت مساء أمس الإثنين شركة مشيرب مسرحية «بين قلبين» ليكون آخر العروض المسرحية المتنافسة في المهرجان الذي يختتم فعالياته مساء اليوم بإعلان الجوائز وتتويج الفائزين. والمسرحية من تأليف طالب الدوس وإخراج محمد الملا، ويشارك في بطولتها خالد الحمادي، فهد القريشي، علي الشرشني، ناصر حبيب، علي ربشه، سامح الهجاري، محمد المطاوعة وعلي حسين، جاسم السعدي، سودابة خليفة، هيا السعيد.
ودار العرض في قالب تراجيدي حول القائد الذي يسيطر على القرية والفلاحين ويتحكم في أرزاقهم ويسن القوانين التي تناسب مصالحه ومصالح أخيه التاجر، كما يقوم القائد من خلال سيطرته التامة بمساومة شاهد من أجل إنقاذ حياة ابن القائد الذي يحتاج إلى نقل قلب في عملية جراحية، في المقابل يقبع ابن شاهد في المستشفى بعد أن تعرض لرصاصة طائشة أو مقصودة، في انتظار العلاج لتستمر المساومة بين القائد الذي يلجأ لكافة أساليب الإغراء المادي أو الإرهاب المعنوي حتى تدخل على خط المساومة زوجة القائد هي التي تساوم فردوس زوجة شاهد.
وعندما يحاول شاهد الاعتراض يتم القبض عليه باتهامات جاهزة بأنه يسرق المحاصيل بل يتم اتهامه تارة بأنه قتل ابنه ومرة أخرى يتهم بالجنون من خلال استخدام الدعاية السوداء التي يرددها الجموع في القرية دون تحر، ليقف الفلاح شاهد وحده في مواجهة القائد ويثور بمفرده مطالبا بالقصاص بل يعلن إمكانية موافقته إذا وافق القائد على قتل أخيه الذي وجه رصاصته تجاه طفل شاهد. وعندما يعجز القائد عن هذه المواجهة يلجأ إلى حيلة أخرى وهي الادعاء بأن الطفل ليس ابن شاهد مستغلا أن الابن جاء بعد سنوات طويلة من الزواج، ويساعده في ذلك عدد من الفلاحين من بينهم أخو فردوس الذين يطمعون في الثروة مقابل موافقة شاهد الذي تهتز ثقته في نفسه وزوجته.
وعندما ينقل الجميع إلى المستشفى تكون النهاية قد حانت بموت القلبين ليختتم العرض بأنشودة طبقات تعلو طبقات والأعلى تغلب وتسيطر والسفلى تبقى في الأسفل تنتظر الوقت لكي تذبل والعمر على عجل يمضي والقصة دوما تتكرر في إسقاط واضح على كل غاصب محتل يريد أن ينعم بخيرات غيره.
محطات في المسرح القطري
هذا وسوف يختتم اليوم الثلاثاء مهرجان الدوحة المسرحي فعالياته بإعلان جوائز المهرجان التي تتضمن 14 جائزة من أهمها جائزة أفضل عرض متكامل وأفضل نص مسرحي وأفضل إخراج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة، وأفضل سينغرافيا وغيرها من الجوائز التي تتنافس عليها 10 عروض مسرحية منها ثلاثة للفرق المسرحية الأهلية و7 لشركات الإنتاج الفني.
ويسبق إعلان الجوائز عرض مسرحي بعنوان «محطات في المسرح القطري» من إعداد مركز شؤون المسرح.
وستقوم باختيار العروض الفائزة بجوائز المهرجان لجنة برئاسة الروائي الدكتور أحمد عبدالملك، وعضوية كل من الفنان العراقي جواد الشكرجي، والفنان الكويتي الدكتور فهد عبدالمحسن والممثل والمخرج البحريني عبدالله ملك، والمهندس الفنان زايد هزاع من قطر، فيما سيكون السيد يوسف مال الله من مركز شؤون المسرح مقررا للجنة.
ويجسد مهرجان الدوحة المسرحي أهداف وزارة الثقافة في تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، من خلال تقديم عروض مسرحية مميزة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والإخراجية والمعالجات الفنية، فضلا عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة.