

أعلنت وزارة الثقافة إطلاق النسخة الرابعة من «موسم الندوات» خلال الفترة من 10 إلى 25 فبراير الحالي بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن جهودها المتواصلة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية. وأوضحت الوزارة، في بيان لها أمس أن موسم الندوات يستقطب نخبة متميزة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، لتتكامل الرؤى من أجل إيجاد مقاربات وأطروحات مستنيرة حول جدليات الثقافة والفكر وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة والتغيرات الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات الثقافية والقضايا الفكرية الراهنة.
وقال الدكتور غانم بن مبارك العلي، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، إن النسخة الرابعة من موسم الندوات تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي والإبداعي، وتوسيع نطاق التأثير من خلال عقد شراكات مع كبرى المؤسسات الثقافية والبحثية في العالم، بما يدعم الحضور الثقافي القطري في الأوساط الأكاديمية والفكريَّة، ويفتح آفاقاً أوسع للنقاش والحوار المثمر. وأوضح أن موسم الندوات يشهد، لأول مرة، مشاركة معهد العالم العربي في باريس، حيث ينطلق بندوة لسعادة السيد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس، هذا بالإضافة إلى ندوة للأكاديمي الأمريكي البارز الدكتور روي كاساغراندا أستاذ العلوم السياسية، مشيرا إلى أن موسم الندوات بات منبراً سنوياً رائدا يُعلي قيم الثقافة والحوار والمعرفة، ووجهة عامرة برؤى وإبداعات أهل الثقافة والفن والأدب والمجتمع وصناع الرأي في مجالات حياتية عدة، مؤكدة أن هذا النهج يترجم رؤيتها الهادفة إلى تطوير المشهد الثقافي وإثرائه، وتشجيع الأفراد والمؤسسات المهتمة بالثقافة على المشاركة في الحوار البناء، مما يُسهم في بناء جسور تواصل مع مختلف شرائح المُجتمع.
7 ندوات وورشة تدريبية
ويتضمن موسم الندوات، سبع ندوات وورشة تدريبية توفر جميعها محتوى ثرياً ومتنوعاً بهدف تعظيم الفائدة من الحوار والنقاشات، حيث ستكون البداية بندوة تقام بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، يوم الإثنين في فندق الشيراتون، ويحاضر فيها سعادة السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس عن الخطاب الثقافي العربي في الغرب.
أما الندوة الثانية فتقام بالشراكة مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحت عنوان «الخليج وذاكرته التاريخية» وذلك يوم الأربعاء 12 فبراير في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويشارك فيها كل من: سعادة السيد خالد بن غانم العلي، عضو مجلس الشورى، والدكتورة آمنة صادق، أستاذة مساعدة في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، والدكتورة العنود آل خليفة، باحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وتسلط الندوة الضوء على أبعاد الذاكرة التاريخيَّة في منطقة الخليج العربيّ ودورها في تشكيل الهوِيَّة الثقافيَّة والاجتماعيَّة.
كما تنظم وزارة الثقافة ندوة بعنوان «كيف نفهم تأثير الحضارة الإسلامية في العالم اليوم؟»، ويحاضر فيها الدكتور روي كاساغراندا الأكاديميّ وأستاذ العلوم السياسيَّة، وذلك يوم الإثنين 17 فبراير في مبنى شؤون الطلاب بجامعة قطر.
كما تقام ندوة بعنوان «التغيُّرات والتحوُّلات الاجتماعيَّة في المشرق العربي» في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الثلاثاء 18 فبراير، ويشارك فيها كل من: الدكتور مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسيَّة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتور حارث حسن، باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر، كاتب قطريّ وباحث.
كما ستنظم وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر، في اليوم التالي ندوة بعنوان «القيم الإنسانيَّة وتحدّيَّات العلاقات الحضارية المُعاصِرة»، يشارك فيها عدد من الأساتذة بكلية الشريعة بجامعة قطر وهم: الدكتور محمد أمزيان، والدكتور عبد القادر جدي، والدكتور علاء هيلات، والدكتور عمر الخطيب.
ويتضمن موسم الندوات، ورشة تدريبية بعنوان «كيف نسرد قصتنا للآخر؟»، يحاضر فيها الأستاذ أسعد طه، وهو صحفي وكاتب وصانع أفلام وثائقية، حيث تهدف الورشة التدريبية إلى تزويد الإعلاميّين ومنتجي المُحتوى بالمهارات اللازمة لصناعة محتوى إبداعي، إضافة إلى تقديم نصائح عمليَّة حول كيفية تطوير الأفكار، والسرد القصصيّ، وكتابة محتوى يجذب الجمهور بأسلوبٍ احترافيّ. وستقام الورشة التدريبية يوم الأحد 23 فبراير في مبنى شؤون الطلاب بجامعة قطر.
ويستضيف موسم الندوات هذا العام الداعية الكويتي فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس، ضمن ندوة بعنوان «الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة»، وذلك يوم الأحد 23 فبراير في قاعة لوسيل بفندق الريتز كارلتون، حيث تُسلط الندوة الضوء على أسس وقواعد بناء حياتنا وفق منهج وثقافة متكاملة تؤثر في مختلف جوانب الحياة الإنسانية. وستركز على عدة محاور، أبرزها: القيم الأخلاقية والاجتماعية في الإسلام، دور الإسلام في تشكيل الهوية الثقافية، وأثر التعاليم الإسلامية في بناء المجتمعات المستدامة.
ويختتم موسم الندوات فعالياته، يوم الثلاثاء 25 فبراير، بندوة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، تقام في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
الجدير بالذكر أن موسم الندوات استطاع خلال نسخه الثلاث السابقة أن يكون منصَّةً بارزةً للحوار الفكري المعمق، فشهدت ندواته حضورًا لافتًا من الخبراء والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وصُناع الرأي، الذين أثروا النقاشَ بأفكارهم ورؤاهم.