

أثرت تهديدات الإدارة الأمريكية الجديدة، بفرض رسوم جمركية على أوروبا، على جدول أعمال قادة دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل لمحاولة تعزيز إنفاقهم العسكري في مواجهة التهديد الروسي وتحت ضغط الرئيس الأمريكي الجديد.
ودعي إلى هذه «الخلوة» غير الرسمية للدول ال27 الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روتيه ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على أن يتم تخصيصها لسبل تعزيز الدفاع عن أوروبا بعد نحو ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لاوكرانيا.
لكن أمام تهديدات واشنطن التي فرضت رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين، حاول الأوروبيون اعتماد اللهجة المناسبة لرد محتمل.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى افتتاح اجتماع غير رسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل «إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد».
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن «علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقا والحمقاء».
ومن جانبها تأمل رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن التي قامت للتو بجولة على عدة عواصم أوروبية، توجيه رسالة مشتركة بوجه المطامع الأمريكية حيال غرينلاند، المنطقة الدنمركية التي تتمتع بحكم ذاتي.
وأكدت، أمس، لدى وصولها إلى العاصمة البلجيكية أن «غرينلاند ليست للبيع».
وإن كان هناك إجماع على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي، فإن كيفية القيام بذلك لا تزال موضع جدل مرير. وتقدّر بروكسل أنه يتحتم على التكتل استثمار 500 مليار يورو إضافية في الدفاع على مدى العقد المقبل.
وتطالب العديد من الدول أيضا بقرض أوروبي كبير. لكن ألمانيا التي تستعد لإجراء انتخابات تشريعية في 23 فبراير لا تريد فتح النقاش حول هذا الموضوع الحساس سياسيا.
وبعد خمس سنوات من بريكست، يعود رئيس وزراء بريطاني، إلى دائرة القادة الأوروبيين، أقله حول مائدة العشاء.
ويبدي رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر منذ وصوله إلى السلطة في يوليو عزمه على إحياء العلاقات مع بروكسل، ويطرح حتى فرضية إبرام اتفاق أمني.
وأورد داونينغ ستريت في بيان أن ستارمر سيؤكد أمام المجلس الأوروبي أن «على أوروبا أن تضاعف جهودها لسحق آلة حرب بوتين في وقت يُظهِر الاقتصاد الروسي علامات ضعف».
وفي المكسيك أعلنت الرئيسة كلاوديا شينباوم، أن الولايات المتحدة قررت تجميد فرض رسوم جمركية على الواردات المكسيكية لمدة شهر.
وقالت شينباوم على «إكس» بعد محادثات مع نظيرها الأمريكي إن «الرسوم الجمركية ستُعلَّق لمدة شهر اعتبارا من الآن».
وأعلنت شينباوم الإثنين أن «المكسيك ستعزز الحدود الشمالية (مع الولايات المتحدة) بعشرة آلاف عنصر من قوات الحرس الوطني فورا لتجنب تهريب المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة، خصوصا الفنتانيل».