د. المريخي: الأمة الإسلامية أعدل الأمم

alarab
محليات 03 ديسمبر 2022 , 12:35ص
الدوحة - العرب

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب «إن يوم القيامة مواقف ومشاهد، كل موقف أو مشهد يزلزل النفوس ويفزع القلوب ويرعد الفرائس يفر فيها المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ويتمنى الكافر لو كان ترابا، وتسقط فيها الأنساب بين الناس «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون».
وأضاف: إن الله تعالى قال في القرآن الكريم «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، لافتا إلى أن الله تعالى جعل أمة النبي صلى الله عليه وسلم وسطا يعني عدلا وخيارا وليس معنى الوسط أن تكون بين طرفين، إنما الوسط العدل والخيار، ذاكراً قوله تعالى «قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون» يعني قال أعدلهم وأحسنهم طريقة وهو أصلهم وأعقلهم، فالأمة المحمدية أعدل الأمم وأصلحها بل هي خير أمة خلقها الله، وأفضلها وأكرمها. 
وأضاف: الأمة المحمدية هي الأمة العدل الصالحة المستقيمة وعندها العلم الوافي والدراية بحال الأمم مع رسلهم مع أنها جاءت آخر الأمم، ولكن تشهد على الأمم بما أعلمها الله، ودلها رسولها في الشريعة الكاملة المطهرة، والتي جاءت بخبر الأمم مفصلا. 
وأوضح أن الوسطية اعتدال وخيار وموازنة بين المتطلبات، وهي اعتدال في العقيدة والعبادات، وليس معناها التوسط بين الحق والباطل والإيمان والفسق، ولا تعني الوسطية التخلي عن ثوابت الإسلام وعقائده ومقتضياته ومتطلباته، ولا تعني الوسطية التقرب للآخرين من أجل مرضاتهم ولا إرخاء الحبل للشهوات والهوى، ولا تعني الوسطة الخلط بين الأديان أو جمع الفضيلة مع الرذيلة، إن الوسطية الحقة هي التمسك بجميع تعاليم الشريعة السمحة بذاتها لأن الإسلام بذاته هو الوسطية الحقة في العقيدة والعبادات والسلوك والمعاملة.
وتابع: ولما غلبت الدنيا على النفوس واستولت الشهوات الحسية والمعنوية وخيمت على القلوب ابتدع الناس مذاهب وفرقا وأحزابا وزعموا أنها الوسطية وإذا ما قورنت هذه الوسطة المزعومة بما كان عليه السلف وجدت مخالفة لها صراحة، فأنى لهم أن يتشرفوا بالوسطية، فإذا كانوا يزعمون أنهم الوسطية وهم ينهجون خلاف مناهج السلف بل عندهم ما ينكره السلف الصالح رحمهم الله، فماذا يسمى السلف إذن إذا كانوا هؤلاء وسطية؟! وهم المخالفون صراحة للسلف.
وأكد د. المريخي أن الوسطية الحقة هي ما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الأبرار وأهل القرون ومن تبعهم بإحسان، والشهداء يوم القيامة كثر ولا حول ولا قوة إلا بالله فالله تعالى أول الشاهدين على عباده بما عملوا، «وما تعملون من عمل إذا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه» وقال تعالى «إن الله كان على كل شيء شهيدا»، ثم تشهد الرسل على أممها وأقوامها «فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا».
وحث خطيب الجمعة المسلمين على أن يكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون»، فليحذر الذي يحاربون الرسول بالدعوة إلى نبذ السنن وهجر الأحاديث وترك الهدي بحجة أنها ضعيفة جهلا وتخبطا وخوضا فيما لا يخصهم ولا يعنيهم.