مهرجان المحامل.. يُبهر الزائرين في يومه الثاني

alarab
محليات 03 ديسمبر 2020 , 12:50ص
سندس سلامة 

أشقاء من الكويت وعمان والعراق: التنظيم رائع.. وجئنا لنقل تراثنا للأجيال الجديدة

تستمر فعاليات مهرجان كتارا للمحامل لليوم الثاني، والذي شهد مشاركة واسعة، وإقبالاً لافتاً من المواطنين والمقيمين، وزوار من دول أخرى، تهتم بالماضي والتراث الخليجي، وكيفية صناعة المحامل، ورحلات الغوص. ويسهم المهرجان منذ انطلاقته قبل 10 سنوات، في التعرف على الجوانب الثقافية والاجتماعية لأهل البحر، وما صاحب ذلك من حرف تقليدية وصناعات فنية، وأيضاً المحامل التي تحمل الكثير من المعاني لدى القطريين، فهي مصدر فخر واعتزاز لهم، وتذكّر بالماضي الجميل، عبر ظاهرة تراثية وفنية رائعة.
وعن المسابقات التي يتضمنها مهرجان المحامل التقليدية في نسخة هذا العام، أوضح جهاد الجيدة، عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، أنها تشمل المسابقة الرئيسية، وهي «حداق السيف» المسابقة المحببة لأغلب الشباب وصغار السن، ومسابقة «التجديف» الفردية أو الزوجية، إضافة إلى مسابقة «التفريس» وهي عبارة عن استخدام عصا البامبو في سرعة وإدارة القارب، مشيراً إلى إلغاء مسابقتي «الغوص» و»السنيار». 


مشغولات الغوص
مال الله حميد، أحد المشاركين في المهرجان، يؤكد أن الحدث فرصة لنقل التراث للأجيال الجديدة، وخصوصاً التراث القطري الذي يعكس بساطة الحياة، وصولاً للتطور الحضاري الذي تشهده البلاد. وعن مشاركته يوضح أنه مختص بصناعة القرقور، أو شبكة الصيد، من الخشب من سعف النخيل، حيث يحفف ويفصل عن بعضه، وأخيراً يوضع في الماء. وينوه بأن صناعة القرقور تستغرق من نصف يوم إلى يوم، وذلك بالاعتماد على حجمه، ويحتوي القرقور على طعوم للأسماك لصيدها. 
ويضيف أنه دائم المشاركة في المهرجانات المشابهة، لكنه يثني على مهرجان كتارا للمحامل من نواحي التنظيم، وتنوع المنتجات التي تعكس الماضي، وتحديداً فترة الغوص على اللؤلؤ، لافتاً إلى أن تنظيم مثل هذه المهرجانات يساهم في إحياء التراث والموروث الشعبي، ويعرّف الشباب بطريقة عيش «الزمان لول». 

العراق حاضر بمنتجات فلكلورية
تشارك العراق في النسخة العاشرة من المهرجان، حيث تعرض جزءاً كبيراً من التراث بمقتنيات تعكس تاريخ بلاد الرافدين.
إبراهيم عبيد جاسم ينضم للمهرجان للسنة الثانية، ويقول: لقد جلبنا منتجات عديدة مثل التمور العراقية، والأعمال اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، خصوصاً لب النخيل، مثل المهفة، والأشياء التي توضع على الرأس، إضافة إلى السجاد، وكثير من المنتجات الموجودة في المهرجان مشغولة من القصب العراقي.
ويضيف أن مشاركته تهدف لنقل التراث العراقي للأجيال الشابة، مؤكداً أن الجناح العراقي يشهد إقبالاً كبيراً، وحقق نسبة مبيعات جيدة، وذلك لحب الناس للمقتنيات القديمة، وينوّه بأنها تحمل قيمة جمالية كبيرة تعكس تراث الخليج وتبرزه بطريقة رائعة، وفي الوقت ذاته يتميز المهرجان بطابع ترفيهي؛ لذا يعتبر من أفضل المهرجانات على مستوى الخليج. 

 حضور عُماني 
 ومن سلطنة عُمان التقينا السيد عبدالله، والذي يشارك في المهرجان للسنة الثالثة على التوالي، حيث يحرص على المشاركة في المهرجان؛ نظراً لأنه يحظى بشعبية كبيرة بين المتمسكين بالتراث. 
 ويقول إنه يبيع منتجات تعكس الموروث البحري، وأخرى كانت تستخدم لإضافة النكهات على الأطعمة، مثل: اللومي، والعسل، إضافة إلى اللبان العماني المعروف، والذي لديه فوائد طبية كثيرة. ويوضح أنه من أهم المنتجات التي يحب الناس اقتناءها حتى الوقت الحالي، تلك المصنوعة من السعف، مع أنها تستخدم للزينة فقط.
 
الفن الشعبي 
 مع استمرار جولتنا في المهرجان وصلنا لجناح دولة الكويت. والتقينا الفنان أسامة الجاسم، المختص بفن الأرابيسك ويعمل أيضاً في حرفة صناعة المنتجات التراثية، حيث يصنع المباخر والأبواب الخشبية والصناديق وغيرها. 
يرى الجاسم أن المشاركة في مهرجان المحامل فرصة لتبادل الخبرات، والأفكار، وتعرف الزوار بالمورث الشعبي لكل دولة، مشيراً إلى أن التراث الخليجي فيه الكثير من الجوانب المشتركة، بالإضافة إلى اكتساب خبرات جديدة ونقلها للناس. 
ويضيف أنه من خلال المهرجان ننقل الهوية الكويتية للأجيال، بالإضافة إلى أن مهرجان كتارا له طابع ثقافي كبير، حيث يمكّن الناس من التعرف إلى الحياة في الزمان القديم، وربط الأجيال بموروثها أكثر من الكتب المختصة، حيث توفر الفعاليات صورة كاملة لحياة الأجداد. 
وينوّه بالحرص الجماهيري على حضور المهرجان، للتعرّف على الموروث البحري، رغم جائحة كورونا، ويؤكد أنه رأى تنظيماً مذهلاً للمهرجان، والتزاماً بالإجراءات الاحترازية. 

مزاد لبيع منكهات الطعام 
 وضمن الفعاليات الموجودة في المهرجان، مزاد لبيع المنكهات التي كانت تضاف للطعام، وما زالت تستخدم إلى الآن، مثل: اللومي، والقرفة، والفلفل المجفف، وبهارات أخرى، ومعظم المنتجات قادمة من سلطنة عمان الحاضرة بقوة في المهرجان، أما عن الأسعار فهي تعتمد على نوعية المنتجات المباعة.