منافسات «مرقاة قطر» تطرح مواهب استثنائية

alarab
ثقافة وفنون 03 نوفمبر 2021 , 12:45ص
الدوحة - العرب

أظهرت مبادرة مرقاة قطر للخطابة التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين عبر قناته على يوتيوب ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، مواهب استثنائية في هذا الفن.
ويشرف على المبادرة الخبير اللغوي الدكتور أحمد الجنابي والإعلامي محمد الشبراوي.
وقدم الخطباء خطبا في مستويات متقدمة مع اقتراب التصفيات النهائية للفعالية التي تواصلت على مدار أكثر من 7 أشهر بشكل أسبوعي.
وقال الدكتور الجنابي إن مستوى الخطباء تقدم وتطور أداؤهم الخطابي حيث وصل الخطباء إلى مستويات متقدمة في أنواع الخطب جميعها الارتجالية والمكتوبة والمحفوظة والنقدية.
واستهلت المشاركات الخطيبة الدكتورة خديجة عادل بخطبتها المكتوبة الرابعة، التي اختارت فيها الحديث عن الأسبوع العالمي للعمل الموافق للأول من نوفمبر وأثرت خطبتها بمجموعة من الشواهد والسواعد الدينية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية إضافة إلى الحجج المنطقية والعلمية والأبيات الشعرية التي تؤكد أهمية العمل للفرد والمجتمع.
وقدمت الخطيب حفصة ركراك خطبتها المكتوبة الثانية التي تتطلب الحديث عن جائحة كورونا بطريقة أدبية بأسلوب السجع، وجاءت بعنوان: «الضيف الثقيل». 
أما الخطبة الثالثة فكانت للخطيب سمر منيب، وهي خطبة منزوعة الظاء، وكانت في مجال عملها، وهي صاحبة قناة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقدم الخطيب أحمد عذاب خطبته الارتجالية في المستوى الرابع حيث ألقى عليه المحكم الدكتور فؤاد القيسي مقولة: لكل مقام مقال، واستحضر الخطيب ثقافته العامة، وأكمل المقولة وشرحها.
وفي جادة الخطب المحفوظة قدم الخطيب فيصل الهدوي خطبة في المستوى الرابع في مجال الخطب المؤثرة، وجاءت بعنوان: «السموحة على التقصير»، وكانت خطبة حزينة تحدث فيها عن وفاة والدته.
وفي خطبة استثنائية جمع الخطيب إبراهيم الدرعمي بين السعادة والأحزان في خطبة مزدوجة ليتمكن من استكمال المستويات الخمسة من الخطب المحفوظة قبل اختتام فعاليات المرقاة، وجاء الاستثناء بمقترح من أحد أعضاء لجنة التحكيم، وتم التصويت عليه من المحكمين الذين شهدوا بأن الدرعمي يمتلك قدرات خطابية يستحق منحه هذا الاستثناء لإكمال الدورة الخطابية.
وكانت الخطبة الاخيرة في المستوى الخامس والأخير من جادة الخطب النقدية، وقدمها الخطيب عبد الجبار الفارس، وقام بنقد الخطبة المزدوجة لزميله الدرعمي من ناحية بناء الخطبة.
وفي مرحلة التحكيم وفّق الخطباء بين الخطب المقدمة ومعايير المرقاة، وحكمت الأستاذة رشا الصلاح الخطبة الأولى في الجلسة لخديجة عادل، وقالت إن الخطيبة تحتاج لربط أقوى بين الفقرات؛ لكنها تمكنت من تقديم تعابير مجازية مناسبة، ودعتها إلى تنويع طبقات الصوت، مشيرة أنها قدمت شواهد كثيرة ووافية، وكانت الخطبة ممتعة إجمالاً، وحكم الأستاذ أحمد حزام خطبة حفصة ركراك، وأكد أن الخطيب قد حققت الهدف العام، وهو التصوير الصوتي، والهدف الخاص المتمثل في السجع؛ لكن السجع الممدود خطف بريق الكلمات المسموعة وقوتها، وأنها استخدمت مقدمة سردية حكائية مناسبة، وجاءت الخاتمة متدرجة موجزة، وكانت ألفاظًا فصيحة، ووظفت تعابير الجسد بشكل مناسب، ونصحها باستخدام الألفاظ القوية والتابعة للمعاني، أما الخطبة الثالثة لسمر منيب فحكمتها الأستاذة رانيا مصطفى التي أوضحت أن الخطبة حققت الهدف، وكانت خالية تماماً من حرف الظاء، وصبت في مجال اهتمام الخطيب ووظيفتها، وأحسنت في التقديم، وكان السرد سلساً، وكانت الخطبة متماسكة، وتنوعت نبرات الصوت، وكان التواصل البصري مستمراً طيلة الخطبة، وأعطت الفصل والوصل حقهما مما زاد من جمال الخطبة.
وحكم الدكتور فؤاد القيسي الخطبة الارتجالية لأحمد عذاب، وقال إن الخطيب انطلق من مقولة مشهورة، وكانت بدايته جيدة، وعكست فطنته، وحسن تصرفه؛ لكن الخطبة فقدت التدرج و الخاتمة، ونصح بإعادة الخطبة لتحقيق الفائدة.
وعن خطبة فيصل الهدوي قالت المحكمة لمى ساحوري إن الخطبة ملامسة للمشاعر، وتمكن الخطيب من التأثير في الحضور، وبذلك حقق الهدف من الخطبة، ودعته إلى استخدام مفردات جديدة في الخطبة القادمة.
وحكم الأستاذ عبد الله الخلف الخطبة المزدوجة المرتحلة بين السعادة والحزن للخطيب الدرعمي، وقال إن الخطيب سافر بنا بين السعادة والأحزان، فقد اصطحب الحضور في رحلة في التاريخ والجغرافيا، وأجاد في بناء الخطبة رغم تناقض محتواها.
وختم المحكم المهندس خالد الأحمد مرحلة التحكيم من خلال تحكيم الخطبة النقدية لعبد الجبار فارس، وأشار أن الهدف من هذه الخطبة هو اقتراح مقدمة وعرض وخاتمة جديدة في حين أن الخطيب الناقد اكتفى بإبداء الوصف والإعجاب، واقترح عليه إعادة الخطبة.
وفي ختام الجلسة قدم الأستاذ فايز الخطيب كلمة المرقاة، وأكد أن الخطب كانت متنوعة من حيث المضمون والمستوى موضحاً مقومات الخطبة التي يجب أن يلتزم بها الخطيب، وأولها البناء الذي يجب أن يكون متماسكاً حسب مضمونها ونوعها، والعنصر الثاني اللغة، فالخطيب يجب أن يمتلك ناصية اللغة كونها صلة الوصل بينه وبين الجمهور، وأما العنصر الثالث فهو الأداء، ودعا الخطباء أن يتمثلوا الخطبة؛ ليتمكنوا من نقلها بأداء مقتنع، وهو ما يأتي من خلال الممارسة والتدريب.