قال الدكتور محمد محسوب، وزير الشؤون القانونية المصرية الأسبق، إن أول اعتقال له كان في السابعة عشرة من عمره، مشيرًا إلى أن دموع إسراء الطويل ذكرته بتلك الواقعة.

وأضاف محسوب - في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" -: "دموع إسراء الطويل ذكرتني بالمرة الأولى التي اعتُقلت فيها، ولم يتجاوز سني السابعة عشرة، فجر عيد الأضحى، تهمتي أبيات شعر وخطبة ألقيتها في مدرستي الثانوية، في سجن القلعة أمضيت 12 يومًا في تحقيق وتعذيب مرّت كأنها 12 سنة".

وأضاف: "لم أر والدتي إلا من خلال سيارة الترحيلات بعد شهرين، بعد تنقلي بين عدة سجون لسبعة أشهر، أُفرج عني .. بسببها غيّرت مساري التعليمي لكلية الحقوق، ظلّ الاختطاف والمتابعة والتقارير الأمنية تُلاحقني في كل خطوة من حياتي".

وتابع "محسوب": "رغم تفوقي وتصدري لدفعتي بالجامعة رُفض تعييني بأي وظيفة .. حتى عُينت في جامعة المنوفية بعد قضايا وإجراءات مطولة، كان يوم تسلمي لوظيفتي حدثًا تاريخيًا في سجلات أمن الدولة بالمنوفية، يشهد عليه مدير أمنها وقتذاك، والذي أصبح وزيرًا للداخلية لاحقًا، كنت كلما سافرت أو عُدت تُلاحقني تقارير أمن الدولة لِمَ سافرت وليتك ما عُدت".

واستطرد: "حتى عمادة كلية الحقوق وصلتْ لي مُضطرةً، ورغم أنوفهم، بعد أن استُبعد كل الأساتذة بالكلية للتحقيق، ولم يتبق سوى أصغر أستاذ، اكتفوا بتسميتي قائما بأعمال العمادة ثلاثة أشهر، تُمد مرة بعد مرة، انتظارًا لعودة أستاذ مُعار أو ترقية آخر ليس له تاريخي من سوء الأدب مع نظام مبارك، شاء الله أن قامت ثورة يناير ليكون تعييني عميدًا بعدالة الثورة، والباقي تعرفونه ...".

وأردف "محسوب" أن قصته تكررت مع آلاف المصريين، واليوم تتكرر مع إسراء وآلاف من جيلها، بل ربما بصورة أشد بشاعة، معربًا عن ثقته "بانتصار هذا الجيل ورفضه لتكرار قصة الاستبداد، فكل طفل في مصر يعلم أن ما يجري مع إسراء اليوم إن مرّ .. سيجري معه غدًا عندما يُصبح يافعًا".

واختتم: "أرى إسراء غدًا مع جيلها تقود مصر للحرية والعدل، وأرى سدنة النظام يتدافعون لتحيتها وتقديم قرابين الطاعة، لكن جيل إسراء لا يقبل طاعة، ولن يغرّه نفاق من تعود على النفاق، إنما سيصنع مستقبلًا مختلفًا، أكثر إشراقًا وحرية وكرامة وعدلًا، فصبرًا إسراء".

يذكر أن المصورة إسراء الطويل، بكت عقب حكم محكمة جنايات الجيزة بتجديد حبسها 45 يومًا، بتهمة بث أخبار كاذبة تستهدف تكدير السلم العام والانضمام لجماعة إرهابية على خلاف القانون، حيث أشعلت إسراء مواقع التواصل الاجتماعي.
//إ.م /أ.ع