فاطمة مريش لـ«العرب»: مختبر متكامل لتدريب طلاب الصيدلة

alarab
حوارات 03 نوفمبر 2015 , 02:08ص
محمد الفكي
كشفت الدكتورة فاطمة مريش، الأستاذ المساعد ورئيس قسم العلوم الصيدلانية في كلية الصيدلة في حوار خاص مع لـ «العرب»، عن مختبر متكامل بالكلية لتدريب طلاب الصيدلة بشكل عملي على الممارسات المختبرية والمهنية.

 وقالت إن الطالب يخضع لاختبار يجمع بين عدد من المقررات في آن واحد، وذلك لمساعدة الطلبة على الربط بين المقررات، مشيرة إلى أنه على الرغم من صعوبة هذا النوع من الاختبارات، فإنّ الطلاب حققوا نتائج باهرة واستطاعوا بجدارة الربط بين المقررات وتحقيق الغاية المطلوبة من هذه الاختبارات، مضيفة أن المختصين في العلوم الصيدلانية يتميزون باهتمامهم وشغفهم باكتشاف الأدوية وتطويرها، من خلال إجراء أبحاث علمية في المختبرات، وتحدثت عن أقسام وتخصصات ومستجدات الكلية في الحوار التالي:

حدثينا عن تخصصات الصيدلة، وبماذا يتميز قسم العلوم الصيدلانية؟

- هناك اختصاصان رئيسيان في الصيدلة: العلوم الصيدلانية، بالإضافة إلى الصيدلة السريرية والممارسة الإكلينيكية، ويتميز المختصون في العلوم الصيدلانية باهتمامهم وشغفهم باكتشاف الأدوية وتطويرها من خلال إجراء أبحاث علمية في المختبرات. ويشمل قسم العلوم الصيدلانية متخصصين في مجالات متعددة، منها أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يقوم المتخصصون في هذا المجال بإيجاد حلول وطرق وقاية مناسبة لتفادي أمراض عديدة ذات صلة بالقلب، مثل قصور القلب وانسداد الأوعية الدموية وغيرها.

ونقوم حاليا في كلية الصيدلة باستخدام الخلايا والحيوانات المخبرية لإيجاد الأدوية المناسبة لمساعدة مرضى القلب والأوعية الدموية، ومحاولة إيجاد طرق طبية تُمكننا من وقاية الفرد من مثل هذه الأمراض.

كيف يُمكن لجهود البحث العلمي في قسم العلوم الصيدلانية أن تُسهم في تخفيض معدل الإصابة بأمراض القلب؟

- كما هو معلوم لدى الجميع، يتعرّض الشخص الطبيعي لكثير من ضغوطات الحياة بشكل يومي، وهو ما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم في الجسم. ومع مرور الوقت يحاول القلب التكيف مع ضغط الدم الزائد مما يؤدي لزيادة حجمه، وهو ما يسمى بتضخم عضلة القلب.

وبما أن القلب هو العضو المسؤول عن توزيع الدم لبقية أعضاء الجسم، فإن زيادة حجم القلب ينتج عنها شد قوي في عضلاته، ما يسبب آلاما شديدة وتلفا في خلاياه، والتي غالبا ما تؤدي إلى فشل وقصور في عضلة القلب. وتتركز دراستنا حاليا على محاولة إيجاد طريقة لتفادي حدوث قصور في القلب عند بلوغه لهذه المرحلة، كما أننا بصدد إجراء دراسة لفهم وظيفة مختلف البروتينات الموجودة في القلب، والتحقق من علاقتها أو ارتباطها بحدوث قصور في عضلة القلب. وفي حال وجدنا علاقة تربط ما بين هذه البروتينات وحدوث هذا المرض، فإننا سنقوم بإجراء دراسة أخرى لإيجاد مثبطات فعالة لعمل هذه البروتينات، وبالتالي تجنب وصول القلب إلى مرحلة متأخرة وتجنب قصوره.

كيف كانت بداية البحث في مجال بروتينات القلب، وما أهم الإنجازات التي قمتم بتحقيقها في قسم العلوم الصحية حتى الآن؟

- كانت البداية الفعلية لإجراء هذا البحث منذ العام الثاني من انضمامي لكلية الصيدلة في جامعة قطر، حيث قمنا بتطوير المختبر البحثي وتجهيزه بأحدث الأدوات وإعداد الخطط اللازمة لإتمام الأبحاث العلمية في هذا الإطار، بالإضافة إلى التسلّح بالمهارات والقواعد الأساسية لإجراء البحوث العلمية الدقيقة.

إضافة إلى ذلك فقد حصلنا على منح لتمويل هذه الأبحاث من قبل برنامج الأولويات الوطنية لرعاية البحث العلمي، ومن مكتب البحث الأكاديمي في جامعة قطر. ومن ضمن الإنجازات التي حققناها في مجال بحوث بروتينات القلب، إن قمنا بنشر أربع أوراق بحثية في مجلات علمية محكّمة معتمدة عالميًا.

كما أنني قمت بالإشراف على رسالة أول خريجة ماجستير في العلوم الصيدلانية، وهي الطالبة إيمان عبدالعزيز والطالبة صدف رياض التي حصلت على ماجستير العلوم الصيدلانية. وقد قدمت الطالبة صدف مؤخراً في فرنسا عرضا تقديميا حول أحد الأبحاث التي قامت بإجرائها في الجامعة، كما تمت دعوتها أيضا لإلقاء محاضرة في ماليزيا.

خلال مسيرتكم العلمية، حدثينا عن أبرز الإنجازات التي قمتم بتحقيقها؟

- لقد أتممت مرحلة البكالوريوس في جامعة ألبرتا بكندا، كما أنني حصلت على الدكتوراه من الجامعة ذاتها، وقد التحقت بعد ذلك بجامعة قطر كأستاذ مساعد، ثم عينت رئيسا لقسم العلوم الصيدلانية منذ عامين.

 ومن ضمن الجوائز التي حصلت عليها جائزة الزمالة «من أجل المرأة في العلم» لعام 2013.

وقد كنت ضمن العالمات العرب العشر اللواتي حصلن على هذه الجائزة المقدمة من لوريال- اليونسكو، حيث يتم إعطاء هذه الجائزة للمرأة تقديرًا لجهودها القيمة في المجالات العلمية والبحثية، كما تسلط الجائزة الضوء على دور المرأة في إحداث تغيير حقيقي في مجال العلوم بشكل عام.

 إضافة إلى ذلك فقد حصل البحث الخاص ببروتينات القلب على منحة من برنامج الأولويات الوطنية لرعاية البحث العلمي NPRP، وقد تمت دعوتي لإلقاء محاضرات في العديد من الجامعات العربية والعالمية.

ما أهمية إطلاق كلية الطب بالنسبة لكلية الصيدلة في جامعة قطر، وهل هناك خطط لعقد شراكة بين الكليتين؟

- لا بد أن تكون لدى كلية الصيدلة وكلية الطب أهداف مشتركة، نظرًا لاختصاص الكليتين في المجال الصحي واهتمامهما بتحسين جودة الرعاية الصحية في دولة قطر. كما أن هناك أهدافا رئيسية مشتركة يسعى للوصول إليها كل مختص في مجالي الطب والصيدلة، ومن ضمنها التعرف على أنسب الأدوية لمساعدة المريض، وذلك من خلال التعرف على حالة المريض بشكل شامل، وهو أمر لا يمكن إنجازه دون التعاون بين الصيدلاني والطبيب المختص، لذا فإن مصلحة المريض وصحته تحتّم علينا التكاتف والعمل كفريق واحد لتبادل الخبرات والمعرفة والوصول إلى الغاية المشتركة وهي خدمة المريض وتقديم الرعاية الصحية الأمثل اللازمة له.

عند تدريس الطلبة في الكلية، هل يتم الأخذ بعين الاعتبار الممارسات الإكلينيكية إضافة إلى الدراسة النظرية؟

- بالنسبة لقسم العلوم الصيدلانية في كلية الصيدلة، فإن هناك مختبرا متكاملا لتدريب الطلبة بشكل عملي على الممارسات المختبرية والمهنية. وعندما يتم تدريس الطلبة الدروس النظرية فإن تطبيق تلك الدروس هو الهدف الذي يسعى إليه أي أستاذ، وهو ما نشجع عليه جميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية حتى يتم ترجمة المعرفة الأساسية والنظرية إلى واقع عملي يُثري تجربة الطالب ويعزز مفاهيمه العلمية. ونحن في الكلية نقوم حاليا بتدريس مادة الكيمياء الطبية، إضافة إلى أننا نقوم بتنظيم ورش عمل لتوعية الطلبة بأهمية الكيمياء في الصيدلة لترغيبهم بدراستها وممارستها. وهناك مادة أخرى أقوم بتدريسها وهي «الفيزيولوجيا المرضية، وتكمن أهمية دراسة هذه المادة في معرفة حالة الجسم قبل وبعد المرض ما يسمح للطالب باختيار الدواء المناسب لكل حالة مرضية على حدة.

وتقوم الكلية أيضا بتوفير «سلسلة من المحاضرات المتكاملة للمادة، وذلك لإتاحة الفرصة للطلبة لمزاولة الممارسات الإكلينيكية تزامنًا مع دراسة الصيدلة.

 وفي محاولة من الكلية لتحقيق التوازن بين الدروس النظرية والمهارات العملية الإكلينيكية، وضعت الكلية ما يُسمى «بالامتحان المتكامل، حيث يخضع الطالب لاختبار يجمع بين عدد من المقررات في آن واحد، وذلك لمساعدة الطالب على الربط بين المقررات.

 ورغم صعوبة هذا النوع من الاختبارات فإنّ الطالبات حققن نتائج باهرة، واستطعن بجدارة الربط بين المقررات وتحقيق الغاية المطلوبة من هذه الاختبارات. كما يقدم قسم الصيدلة السريرية والممارسة الصيدلية مجموعة مساقات تركز على الخطط العلاجية والممارسات السريرية المثلى، كما يقوم بالإشراف على التدريب العملي للطلبة في المستشفيات وصيدليات المجتمع، لإكساب الطلبة المهارات اللازمة والتحقق من ذلك.