تواصلت أمس فعاليات المنتدى الثاني رفيع المستوى للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، بحضور نخبة متميزة من الخبراء العالميين والمبتكرين وصانعي السياسات والمهتمين باكتشاف وتعزيز تطبيق التكنولوجيات الزراعية المتطورة للنظم الغذائية المستدامة في مناطق الدول الأعضاء التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتضمن المنتدى في يومه الثاني ثلاث جلسات ديناميكية ومائدة مستديرة للسياسات، تناولت أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا الزراعية وتطبيقاتها العملية، إذ سلطت الجلسة الأولى الضوء على الزراعة العضوية والذكية مناخيًا، والطرق المحلية الموفرة للطاقة في المناخات الصحراوية الحارة، إضافة إلى الحلول المبتكرة لتعظيم المحاصيل الغذائية بأقل قدر من التدخل الخارجي.
فيما تناولت الجلسة الثانية مسألة التكنولوجيا والابتكارات المستخدمة لإدارة المياه، ودراسة الممارسات التكنولوجية الناجحة لإدارة المياه في المجالات الزراعية، وتبادل الرؤى والخبرات. وتميزت الجلسة بالعروض المتعلقة بالجيل التالي من أنظمة الري الزراعي، وأنظمة إدارة مرافق الري، والزراعة المستدامة باستخدام الزراعة المائية، والموارد المائية غير التقليدية لصناعة الأغذية الزراعية.
واستعرضت الجلسة الثالثة موضوعات تعزيز إنتاج الأغذية الزراعية من خلال التكنولوجيات الناشئة لمكافحة هدر الأغذية والتقليل منه.
كما تطرقت الجلسة إلى مناقشة النظم التي تدعم الذكاء الاصطناعي لرصد الأمراض التي تصيب المحاصيل والتنبؤ بها، كما استعرضت دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمنصات الإلكترونية في خدمة المزارعين، إلى جانب حديثها عن التطورات المُحققة في تحسين الإنتاجية الزراعية في المناخات القاحلة.
وفي سياق متصل، استضاف المنتدى مائدة مستديرة حول عدة مواضيع رئيسية، بما فيها التدخلات السياسية، والمبادرات الحكومية، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي، والدور التحولي للتكنولوجيا الزراعية والابتكارات في النظم الغذائية. وضمّت حلقة النقاش خبراء وواضعي سياسات بارزين تبادلوا رؤاهم وتوصياتهم.
وقد أسهم منتدى التكنولوجيا الزراعية المتقدمة في مجال الأمن الغذائي تأثيرًا دائمًا على السعي لتحقيق الأمن الغذائي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وذلك من خلال سد الفجوة بين الابتكار والتنفيذ. كما ألهم صناع القرار لاتخاذ إجراءات ملموسة نحو بناء نظم غذائية مرنة من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع، وسيتم تضمين نتائج المنتدى في إعلان الدوحة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي الذي سيتم اختتامه اليوم الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر.
يُشار إلى أن المنتدى الثاني رفيع المستوى يهدف من خلال عرضه للحلول العملية والممارسات الفعالة من حيث التكلفة إلى إتاحة التكنولوجيا الزراعية المتقدمة وخفض التكاليف وزيادة الكفاءة والمساهمة في نهاية المطاف في بناء النظم الغذائية المستدامة وتحسينها في مختلف أنحاء مناطق عمل منظمة التعاون الإسلامي.