والد طفل سوريا الغارق يروي تفاصيل "رحلة موت" عائلته

alarab
حول العالم 03 سبتمبر 2015 , 06:24م
وكالات
روى عبدالله والد الطفل إيلان السوري، الذي لفظته الأمواج على شواطئ مدينة بوردوم التركية، بعد غرق مركب عائلته، في محاولة للهروب إلى اليونان، تفاصيل رحلة الموت لطفليه ولزوجته، فاجعة تهز ضمير العالم يدونها بحديث صوتي لموقع "روزنة السوري".

أكد الموقع السوري أن عبدالله الذي تنحدر أصوله من بلدة عين العرب "كوبانى"، كان يعمل فى الحلاقة الرجالية في حي ركن الدين في دمشق، خرج من سوريا حاله كحال معظم السوريين باحثًا عن حياة أفضل، حمل معه ابنه الصغير "آلان" ذي السنتين - والذي انتشرت صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي
والصحف العربية والعالمية- وابنه "غالب" ذي الأربع سنوات وأمهم ريحانة، على أمل أن يحظى بفرصة جديدة لعائلته الصغيرة بعيدًا عن الصراع والأهوال.

قال والد "الطفل السوري الغارق" والذي تحول لأيقونة عن أحوال النازحين  السوريين "جئت إلى تركيا واضطررت للعمل فى مجال البناء بأجرة 50 ليرة تركية يوميا كي لا أمد يدى أو استجدى من أحد، وهذا المبلغ لم يكن ليكفينا لذلك  كانت أختي تساعدنا بإيجار المنزل".

ويضيف: "أبي وأختي أمنا لي مبلغًا ماليًا على أمل الذهاب إلى أوروبا للحصول على حياة أفضل لعائلتي ومنزل يؤوينا أو حتى (كامب) لا فرق، حاولت مرات عديدة على أمل أن نصل إلى اليونان وفي كل المحاولات السابقة كنا نفشل"، مشيرًا إلى أنه قبل فترة وجيزة التقى بمهربين أحدهما تركي، والآخر سوري عرضوا عليّه التوجه لليونان فى رحلة بحرية بتكلفة 4 آلاف يورو له ولزوجته ريحانة، مضيفًا "وكانا يريدان أن يأخذا مني ألفي يورو لقاء أطفالى!.. لكني قلت له بأنني لا أملك المزيد".

 وأشار والد "إيلان" إلى أنهم كانوا 12 شخصًا على متن قارب صيد "فايبر" طوله حوالى خمسة أمتار فقط، وبعد مسافة قصيرة بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير،مستطرداً " قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولدي وزوجتي، وحاولنا التشبث بالقارب
المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة".

وبصوت مصدوم غلبه البكاء تابع "أبو غالب" " توفى الأول جراء الموج العالي، اضطررت لتركه لأنقذ ابني الثاني، وتوفى ابني الثاني وبدأ الزبد يخرج من  فمه، تركته لأنقذ أمهم، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضًا، وبقيت بعدها 3 ساعات فى الماء إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذني".

 وختم "أبو غالب" حديثه بالقول: "أريد أن أوجه كلماتي إلى كل العالم انظروا إلى حال السوريين وترأفوا بهم، ساعدوهم وخففوا حملهم، مشيرًا إلى أنه لن يعاود المحاولة مرة أخرى للوصول لأوروبا.