أيادي الخير القطرية تنقذ سوريين من هجرات قسرية
محليات
03 سبتمبر 2015 , 02:44م
الدوحة - قنا
خوفا من الحرب وتداعياتها يهيم مواطنون سوريون على وجوههم المرعوبة بحثا عن ملاذ آمن قاصدين " قوارب الموت" لتلتقطهم أيادٍ ملطخة بالإتجار بالبشر، فيهانون، ويستغلون، ويضربون، ويقتادون عبر هجرات غير شرعية، ليواجهوا بعد كل هذا العذاب نهاية دراماتيكية تقشعر لها الأبدان حين يتحولون إلى مجرد خبر ترصده عدسات التلفزة كجثث تتقاذفها الأمواج خاتمة قصة بدأت مأساوية لسوري حلم بالبقاء على قيد الأمل.
قبالة سواحل تركيا ثمة مشهد هزّ الضمير الإنساني، طفل سوري قذفته الأمواج مُسجّى على وجهه ، وذلك على مرأى ومسمع من مجتمع دولي لم يحرك ساكنا ، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتناقل صورته المُفجعة وآخرون قضوا غرقا معه في ذات المشهد، ويبدو أن التفاعل الاجتماعي مع تلك المأساة مهما بلغ ، لن يغير من واقع الهجرة القسرية - على الأقل في المدى المنظور- طالما راوحت الأزمة السورية مكانها.
السوريون المهاجرون هربا من مجهول إلى مجهول هم جزء لا يتجزأ من رقم أممي زاد على أكثر من 300 ألف شخص حول العالم عبروا طريق البحر الأبيض المتوسط هذا العام بحثا عن الأمن والاستقرار ، فيما تتصاعد أزمة المهاجرين طالما استمرت النزاعات والحروب ، وهكذا يُرصد كل يوم قصصا مأساوية لسوريين حاولوا النجاة من واقع مرير برا أو بحرا ، والمحصلة " هروب من موت إلى موت " وشتات سوري وصل لمختلف أنحاء العالم ، فيما الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأزمات الهجرة تتفاقم في ظل استغلال مافيا تهريب البشر والإتجار بهم على ما تؤكده منظمات دولية.
وفي ظل هذا الواقع المتردي ثمة نور في آخر النفق يضيئه أهل الخير فيُحدث فرقا ولو بسيطا في حياة المدنيين المهددين، هذا النور الذي سطع دعما ومساندة وعونا للأشقاء السوريين أخذته على عاتقها "قطر الخيرية" منذ بداية الأزمة ، عبر ذراعيها الإغاثي والتنموي، وبالتعاضد مع محسنين من داخل قطر وهيئات دولية ذات صلة ، فكان لسوريا نصيب وافر من الاهتمام الذي يوازي حجم الأزمة، بهدف سامٍ هو تثبيت السوري بأرضه وحمايته بعيدا عن مناطق النزاع، وبالتالي توفير حدود - ولو دُنيا - من الاستقرار منعا للهجرات.
يقول خبير الإغاثة في" قطر الخيرية" محمد أدردور، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، "في ظل أزمة الهجرة الناجمة عن الأوضاع في سوريا كانت قطر الخيرية ومنذ بداية الأحداث أول من تنبه لثتبيت السوري بأرضه ووطنه عبر التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتمكين المرأة وتوفير التعليم والمياه والرعاية الصحية الأولية ، وهي كذلك أولى المنظمات التي مدّت يد العون للداخل السوري والمناطق المحاصرة بغية تخفيف المعاناة ، وحُكما مكافحة عمليات الترحيل القسرية".
وأضاف أنه من أجل تثبيت السوري في وطنه عملت "قطر الخيرية" على تنفيذ العديد من المشاريع الناجحة ومنها بناء 4 قرى بنظام البيوت المركبة ، حيث تتضمن كل قرية 100 وحدة سكنية تشمل كل المرافق وتقع في مناطق آمنة في الشمال السوري متاخمة للحدود السورية- التركية ، وتُمنح لمستهدفين وفقا لمعايير مدروسة، مؤكدا أن متابعة المواطنين على الأرض مستمرة وهم مستقرون ومعنوياتهم عالية ويشعرون بالفخر كونهم لا يزالون في وطنهم رغم كل ما يواجهه من تحديات جِسام ، وهم بذلك بمنأى عن مناطق التوتر والصراع، مشيرا إلى أن " قطر الخيرية" جنّبت تشريد حوالي 400 أسرة يقطنون تلك البيوت.