أكد الدكتور موسى البشير استشاري طب الاسرة في مركز أم غويلينة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن فيتامين (د) عنصر غذائي هام جدا لبناء عظام صحية لأن الجسم لا يمكنه امتصاص الكالسيوم - المُكوِّن الرئيسي للعظام - إلا عند وجود فيتامين د. كذلك فأن هذا الفيتامين له خصائص اخرى مضادة للالتهابات وللأكسدة والواقية للأعصاب وصحة الجهاز المناعي ووظائف العضلات ونشاط خلايا الدماغ، علما بانه لا يوجد في الكثير من الأطعمة طبيعيًا، ولكنه متوفر فى الحليب المعزز، وحبوب الإفطار المدعمة بالعناصر الغذائية، والأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين.
وينتج الجسم فيتامين (د) أيضًا عندما يعمل ضوءُ الشمس المباشر على تحويل مادة كيميائية في جلدك إلى شكل نشط من الفيتامين (كالسيفرول)، وقد ينقص فيتامين د أو ينعدم تمامًا خلال أشهر الشتاء، ورغم أهمية المستحضر الواقي من الشمس، إلا أنه يمكن أن يقلل أيضًا من إنتاج فيتامين د لأجسامنا. ويمكن فحصه في الدم اذا رأى الطبيب ذلك.
فوائد وأهمية فيتامين د
ويضيف الدكتور موسى بشير أن من أهم فوائد فيتامين "د" أنه يعزز صحة العظام ونقصه يسبب الإصابة بالكساح لدى الأطفال وترقق أو هشاشة العظام لدى الكبار، كما أنه يعمل على التقليل من خطر الإصابة بالإنفلونزا, فحصول الأطفال على "1.200" وحدة دولية من فيتامين د يوميًا في فصل الشتاء، قد يقلل من خطر الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 40% تقريبا، إضافة إلى أنه مفيد للحماية من الإصابة بالسكر من النوع الثاني وفي المقابل فإن انخفاض مستويات فيتامين" د" لدى مرضى السكري من شأنها أن تؤثر سلبًا على إفراز الأنسولين وتحمل الغلوكوز.
ومن الضروري أن يحصل الأطفال الرضع على المستويات المناسبة من فيتامين د للحفاظ على صحتهم وذلك من أجل حمايتهم من الإصابة بالربو والأكزيما والعديد من الالتهابات المختلفة وهو أيضا مفيد للمرأة و الحمل سليم, لأن انخفاض مستوى فيتامين د لدى الحوامل يرفع من خطر إصابتهن بتسمم الحمل والخضوع للولادة القيصرية، والإصابة بسكر الحمل.
كما أن هذا الفيتامين هام جدا للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان, ويعتبر فيتامين د مهم في تنظيم نمو خلايا الجسم والتواصل فيما بينها، وهذا يعني أن المستويات المناسبة من فيتامين د لها أثر على خفض خطر الإصابة بمرض السرطان. وهو أيضا بحسب البحوث الطبية من أسباب إصابة الأطفال بالكساح عندما يكون ناقصا في اجسامهم.
كما أنه من مسببات هشاشة العظام عند الأشخاص الذين يحصلون على القدر الكافي من فيتامين د والكالسيوم في النظام الغذائي قد لا يفقدون كثافة العظام المعدنية سريعًا، ويساعدهم ذلك على الوقاية من هشاشة العظام، كما تقل فرص إصابتهم بكسور العظام
لِين العظام
ويمكن استخدام فيتامين د للمساعدة في علاج الاضطرابات العظام الوراثية في وظائف الجسم الناتجة عن عدم القدرة على امتصاص أو معالجة فيتامين د، مثل نقص فوسفات الدم العائلي.
ويرتبط انخفاض مستويات فيتامين د في الدم بالانحدار المعرفي لذلك يجب تناول مكمِّلات غذائية تحتوي على فيتامين د لتعزيز الصحة المعرفية وهو أيضا مفيد في علاج الصدفية ،من خلال الاستعمال الموضعي لمستحضر يحتوى على مركب فيتامين"د" ويسمى"كالسيبوتريين"
الجرعة المناسبة للفيتامين
تختلف الجرعة أو الحصة اليومية من فيتامين د بناء على الفئة العمرية، ووفقًا لإدراة الغذاء والدواء الأمريكية فهي تشمل
-الأطفال الرضع (0-12 شهر): 400 وحدة دولية (10 مايكروغرام)
-الأطفال (1-18 سنة): 600 وحدة دولية (15 مايكروغرام)
-البالغين (حتى السبعين من العمر): 600 وحدة دولية (15 مايكروغرام)
-فوق السبعين من العمر: 800 وحدة دولية (20 مايكروغرام)
-الحوامل والمرضعات: 600 وحدة دولية (15 مايكروغرام)
السلامة والآثار الجانبية
ويمكن القول أن فيتامين "د" يعتبر آمنا في حال تناوله بجرعات مناسبة ،لكن تناوله بكميات كبيرة في صورة مكمّلات غذائية يسبب أضرارًا متعددة. فالأطفال الذين تبلغ أعمارهم 9 سنوات فما فوق، والبالغون، والحوامل والمرضعات الذين يأخذون أكثر من 4000 وحدة دولية في اليوم من فيتامين د قد يشعرون الغثيان والقيء وضعف الشهية وفقدان الوزن والإمساك والضعف والاضطراب والإحساس بالتوهان ومشاكل عدم انتظام ضربات القلب وحصوات الكُلَى وتلفها.
وينبغي اجتناب تناول جرعات فيتامين "D" مع هذا الديجوكسين المخصص لعلاج أمراض القلب. ويمكن أن تسبب الجرعات العالية من فيتامين د فرط كالسيوم الدم والذي يزيد خطر مشكلات القلب المميتة مع الديجوكسين.
ينبغي اجتناب تناول جرعات فيتامين د مع دواء ضغط الدم ديلتيازيم. يمكن أن تسبب الجرعات العالية من فيتامينD فرط كالسيوم الدم، وهو ما يمكن أن يقلل فاعلية الدواء. وقد يؤدي تناول أورليستات لخسارة الوزن إلى تقليل امتصاص فيتامين د، كما يؤدي تناول أدوية ضغط الدم المدرات الثيازيدية مع فيتامين "د" إلى زيادة خطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم. ويمكن لتناول أدوية الستيرويدات مثل بريدنيزون أن تقلل امتصاص الكالسيوم وتعطيل معالجة الجسم لفيتامين د.
ويمكن للاستخدام طويل الأجل للجرعات العالية من المُليِّنات المنبهة أن تقلل فيتامين D وامتصاص الكالسيوم، ويمكن أن يتسبب تناول جرعات عالية من هذا الفيتامين مع دواء ضغط الدم فيراباميل في الإصابة بفرط كالسيوم الدم، كما قد يقلل من فعالية دواء فيراباميل.
أهمية الكالسيوم
ويعد الكالسيوم من المعادن المهمة والضرورية لجسم الإنسان وخاصة العظام والحفاظ على صحة الأسنان ولضمان عمل القلب والأعصاب والعضلات بشكل صحيح. جسم الإنسان لا يقوم بإنتاج الكالسيوم، وهذا يعني أنه من المهم الحصول عليه من خلال الطعام بشكل أساسي أو المكملات الغذائية في حال وجود داعٍ لذلك. الجهاز الهضمي لا يعمل على امتصاص الكالسيوم بالشكل الكبير، حيث يمتص من 15 - 20% فقط من الكالسيوم الموجود في الطعام، وهنا يأتي دورفيتامين د الذي يساعد في تعزيز هذه العملية. ولكن في حال عدم احتواء نظامك الغذائي على مستويات كافية من الكالسيوم، يقوم جسمك باستخدام ذاك الموجود في المخزن(العظام).
أهمية الكالسيوم للعظام
ويضيف الدكتور موسى بشير: تصبح العظام ضعيفة وهشة في حال عدم حصول الجسم على مستويات مناسبة من الكالسيوم أو عدم قدرته على امتصاص الكالسيوم بالكفاءة المطلوبة، حيث تعد العظام المخزن الرئيسي للكالسيوم في الجسم، ويتم تجديد خلايا عظام الإنسان كل عشر سنوات تقريبًا، وهذا يعني أن جسمك يحتاج إلى مستويات جيدة من الكالسيوم سواء خلال مرحلة الطفولة أو لدى البالغين.
وتنبع أهمية الكالسيوم للعظام من خلال كثافتها، والتي تكون في أوجها بين 25 - 35 من العمر، ولكن مع التقدم بالعمر تنخفض كثافة العظام، مما يسبب ضعف وهشاشة العظام وتكون أكثر عرضة للإصابة والتكسر.
وعن أهمية الكالسيوم للجسم فانه يقوم بتنظيم عملية تقلص العضلات في الجسم، والمشاركة في عملية تخثر الدم، والعمل على خفض خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع بما فيه خلال فترة الحمل، وتحسين مستويات الكوليسترول في الجسم والمساعدة في بناء الأسنان والحفاظ على صحتها والتقليل من أعراض فترة ما قبل الحيض.
الحصة اليومية من الكالسيوم
نظرًا إلى أهمية الكالسيوم للعظام والجسم، فمن المهم أن تقوم بتناول الحصة اليومية الموصى بها منه وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (National institutes of health)
أما عن مصادر الحصول على الكالسيوم فيمكن القول انه من الحليب ومشتقاته مثل الجبن واللبن والزبادي، واللفت والسبانخ والقرنبيط وبذور السمسم والعدس والفاصوليا البيضاء والسردين والخبز المدعم بالكالسيوم والحبوب ومنتجات الصويا وعصير البرتقال.
أما تعريف نقص الكالسيوم في الدم ، فهو نقص الكالسيوم في الجسم، وهذا النقص إذا استمر على المدى الطويل يؤدي إلى هشاشة العظام وإعتام عدسة العين ومشاكل الأسنان وتغيرات في الدماغ.
مكملات الكالسيوم
وفي حالات عدم تحمل اللاكتوز مثل النباتيين أو غير محبي منتجات الألبان، فيجد هؤلاء صعوبة في الحصول على ما يكفي من الكالسيوم في نظامهم الغذائي، لكن يمكن أن تساعد مكملات الكالسيوم في إضافة الكالسيوم إلى النظام الغذائي، وتحديداً كربونات الكالسيوم وسترات الكالسيوم، وهما أكثر أشكال مكملات الكالسيوم الموصي بها. وتُعد سترات الكالسيوم اختيار أفضل لكبار السن، الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة.
ولمكملات الكالسيوم أيضا اثار جانبية وقد تكون سلبية مثل الإمساك والغازات والانتفاخ او الإصابة بحصوات الكلى، لذا يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول مكملات الكالسيوم.