مئات القتلى وإجلاء الملايين بسبب موسم الأمطار في آسيا
حول العالم
03 أغسطس 2015 , 04:03م
أ.ف.ب
أودت الأمطار الموسمية - في الأسابيع الأخيرة - بحياة مئات الأشخاص في آسيا، لا سيما في الهند وباكستان، كذلك في بورما، إذ تخوض فرق الإغاثة سباقا مع الزمن لمساعدة آلاف المتضررين من الفيضانات، والوصول إلى مناطق باتت مقطوعة عن العالم.
وأعلنت السلطات الهندية أن أكثر من 120 شخصا لقوا مصرعهم في الأسابيع الأخيرة؛ بسبب الأمطار الغزيرة التي أدت إلى مصرع 116 شخصا في باكستان. وفي هذين البلدين، تحدث فيضانات وانهيارات في التربة كل سنة، مع موسم الأمطار.
وقال الناطق باسم وكالة هيئة إدارة الكوارث الباكستانية، لفرانس برس، إن أكثر من 850 ألفا تضرروا بالأمطار الموسمية، هذه السنة، في جميع أنحاء البلاد.
وفي فيتنام يبذل عمال الإغاثة جهودا كبيرة للتصدي لانزلاق الوحول السامة، بعدما ضربت الفيضانات مناجم الفحم في كوانغ نين (شمال)، التي تضم موقع هالونغ باي السياحي، المدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
وقُتل 32 شخصا في الفيضانات الأخيرة في فيتنام، بينهم عائلتان طمرتا في الوحول السامة.
في بورما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 46 شخصا، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن هذه السيول الناجمة عن أمطار موسمية غزيرة، تهدد مزيدا من المناطق في آسيا.
وأعلنت السلطات البورمية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46 قتيلا على الأقل، في هذه الفيضانات، التي تلحق أضرارا بأكثر من مئتي ألف شخص، في وسط البلاد وغربها، خاصة حيث اضطر سكان المناطق النائية لاستخدام زوارق وغيرها من الوسائل للتنقل في المياه.
ولقي مئات الأشخاص مصرعهم في الأيام الأخيرة في الهند ونيبال وباكستان وفيتنام، في هذه الفيضانات، وحوادث انزلاق التربة، التي نجمت عنها بسبب الأمطار الموسمية.
ويتعذر الوصول إلى عدد من المدن في المناطق النائية في شمال ميانمار وغربها، بينما يخشى عمال الإنقاذ ألا يتمكنوا من معرفة حجم الكارثة قبل أيام.
وقال بيار بيرون، الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "الجوانب اللوجستية بالغة الصعوبة، وفرق تقييم الأضرار تواجه صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة".
وأضاف أن الأمم المتحدة "قلقة جدا" من الوضع؛ مشيرا إلى أن الفيضانات بدأت تنحسر في بعض المناطق، لكن بعض الأنهار بدأت تفيض وتغرق مناطق أخرى.
وأدى الإعصار كومين - الأسبوع الماضي - إلى تفاقم الوضع؛ إذ رافقته رياح شديدة وأمطار غزيرة. كما أدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى حوادث انزلاق في التربة؛ مما تسبب في تدمير آلاف المنازل والأراضي الزراعية والجسور والطرق.
وروى سكان في كالاي - الواقعة في منطقة ساغاينغ الفقيرة - شمال غرب البلاد، كيف غطت المياه منازلهم.
وقالت آية سو ميات، لوكالة فرانس برس: "لم نتلق أي إنذار، وكنا نعتقد أنها أمطار عادية في هذا الموسم". وأضافت: "خلال ساعات أصبح كل بيتي تحت المياه، واضطر زوجي للصعود إلى السطح لعدم توفر أيَّة وسيلة أخرى للخروج". وقد اضطرا للجوء إلى دير بشكل مؤقت.
وذكر مصور من فرانس برس، في المنطقة، أن منسوب المياه ما زال مرتفعا اليوم، بينما يبحث كثيرون عن أماكن آمنة، مستخدمين زوارق مصنوعة من إطارات سيارات قديمة، وقطع خشب، وقوارير بلاستيك، للتنقل.
وموسم الأمطار مهم جدا للمزارعين في ميانمار، لكن الأمطار والأعاصير تسبب أضرارا جسيمة، في بعض الأحيان.
وقال موظف في إدارة المساعدة وإعادة الإسكان في وزارة الشؤون الاجتماعية، لوكالة فرانس برس، إن "46 شخصا لقوا مصرعهم، وأكثر من مئتي ألف تضرروا، بالفيضانات، في جميع أنحاء البلاد". وأضاف: "نقوم بإسراع مساعداتنا وأعمال الإغاثة".
وكانت الأمم المتحدة حذرت - الأحد - من ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات، وتزايد حوادث انهيارات التربة في بورما، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة منذ أيام.
وأعلنت السلطات في المناطق الأربع، الأكثر تضررا، في وسط البلاد وغربها، حالة "كارثة وطنية".
وكانت جمعية الصليب الأحمر البورمية ذكرت أن 300 منزل، في راخين، دُمرت أو تضررت، بينما تم نقل 1500 شخص إلى ملاجئ. وقال رئيس الجمعية - مونغ مونغ خين - في بيان: "يتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في الأيام المقبلة، مع وصول تقارير فرق الإغاثة التي أرسلت إلى مناطق نائية متضررة بالفيضانات، في ولاية راخين".
وتستقبل ولاية راخين أصلا نحو 140 ألف نازح، معظمهم من المسلمين الروهينجيا، الذين يعيشون في مخيمات مكشوفة على الساحل، بعد فرارهم من اعمال عنف بين هذه الأقلية والبوذيين في 2012.
وفي تشين تزايدت حوادث انزلاق التربة، وأدت إلى تدمير أكثر من 700 منزل، في هاخا عاصمة المنطقة. وفي موقع غير بعيد عن هذه المنطقة، تم إيواء 5000 شخص في مخيمات للإغاثة، كما ذكرت صحيفة نيولايت أوف ميانمار الرسمية.
ووعد الرئيس ثين سين بأن تبذل الحكومة ما بوُسْعها لتقديم المساعدات، لكنه أشار إلى أن أجزاء من تشين مقطوعة تماما عن العالم.
وأكدت وزارة الصحة البورمية أنها توزع مواد طبية في جميع أنحاء البلاد، بدون أن توضح كيف ستوصلها إلى المناطق المقطوعة.