ليست لي خارطة طريق في حياتي الفنية
ثقافة وفنون
03 أغسطس 2013 , 12:00ص
القاهرة - حنان الهمشري
فنانة بألف وجه، محاربة شرسة لا تلتفت وراءها، تنظر دائما للأمام، تعلم أين الهدف وتصوب تجاهه مباشرة، تتحدى كل الصعاب، يحسب لها زملاؤها ألف حساب عند مشاركتها أعمالا فنية، استطاعت وبجدارة أن تجعل اسمها يتصدر العديد من أفيشات الأعمال السينمائية والتلفزيونية.. فرغم أن عمرها الفني ليس ببعيد إلا أنها تخطت كل الصعاب واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانا دافئا وسط نجمات جيلها داخل قلوب الجماهير بأدائها البسيط المتميز وخفة ظلها واختيار الأدوار التي تناسبها.. قدمت كل أنواع الفنون وشاركت كبار النجوم والمخرجين في أعمال كبيرة تألقت فيها.. إنها بطلة «النيران» منة شلبي التي التقيناها وكان لنا معها هذا الحوار..
• عودتك إلى شاشة التلفزيون طال انتظارها، فماذا كان القصد من وراء ذلك؟
- كنت أتمنى من كل قلبي أن أقدم كل عام مسلسلا جديدا، لكن للأسف لم أجد عملا يشبعني فنيا، فبعد النجاح الذي حققه مسلسل حرب الجواسيس كان لا بد أن يتبعه عمل لا يقل أهمية.. فالنجاح له وجهان أحدهما إيجابي وهو زيادة رصيدك لدى الجمهور والآخر سلبي وهو رحلة البحث الدائمة وبشكل دؤوب عن عمل آخر بنفس المستوى أو أفضل.. فالنجاح دائما لا بد أن يتبعه نجاح أكبر لذلك لم أجد في كل ما عرض عليّ خلال الفترة الماضية شيئا جديدا أقدمه لجمهوري الذي اعتاد منى احترام عقله وتقديم أعمال على قدر عال من المسؤولية حتى عرض علىَّ مسلسل «نيران صديقة»، فوجدت فيه ضالتي، والدور جديد عليّ تماما، والعمل بشكل عام مختلف عن كل أعمالي وهو ما وضعني في تحد كبير ومغامرة مختلفة، هذا بالإضافة إلى أن كتابته بعيدة عن الدراما التقليدية، فهو لا يمكن حصره في فئة، بل يمكن اعتباره حالة مختلفة شكلاً ومضموناً.
• منة شلبي، كندة علوش، رانيا يوسف، تردد كثيرا بكواليس العمل أنه كانت هناك خلافات مستمرة بين بطلات العمل، ما صحة ذلك؟
- غير صحيح على الإطلاق، بالعكس فالصداقة التي كانت تجمع بين كل فريق العمل من نجوم ونجمات والمخرج خالد مرعي والمؤلف محمد أمين راضي وكل العاملين خلف الكاميرا خلق جوا من الحميمية حتى إننا كنا نضغط ساعات العمل بكل حب، وأعتقد أن علاقة الحب التي جمعت بيننا كانت عاملا مساعدا هاما لقبول الجمهور للمسلسل ونجاحه.
• وماذا عن غضب رانيا يوسف الشديد بسبب ترتيب الأسماء على تتر المسلسل؟
- لأول مرة أسمع هذا الكلام، فرانيا بشكل خاص تربطني بها علاقة صداقة قوية منذ مسلسل «حرب الجواسيس» قبل أربع سنوات، فهذه التصريحات لا تمثل بالنسبة لي أكثر من كونها مجرد إشاعات تنشرها بعض المواقع الإلكترونية للتضليل وجذب الجمهور والشوشرة على نجاح المسلسل، وسأعود وأؤكد أن علاقتي بزملائي متينة جداً إذ تجمعنا صداقات على المستوى الإنساني.
• هل ما زالت الشائعات تزعجك؟
- تضحك قائلة: الشائعات تطول كل العاملين بالوسط الفني بكل أسف، ولن أخفي أنني كنت في البداية أنزعج منها جدا لكن مع الوقت بدأت أفهم أن النار لا تأكل إلا نفسها ثم تنطفئ، فالشائعة تأخذ بعضا من الوقت وتذهب إلى حالها لذا أصبحت لا أنظر إليها ولاأقف عندها.
• دائما ما ترددين أن الشخصيات المثالية لا تستهويك.. ماذا تقصدين؟
- لا بد أن تكون الشخصية التي أقدمها من لحم ودم أي إنها من وحي الواقع وليست من وحي خيال المؤلف فقط، ورفضي للشخصيات المثالية لا يعني أنني لم أقدمها، لا على العكس فقد قدمتها في فيلم «واحد من الناس» امرأة مثالية جدا كل أحلامها تنحصر بأن يكون لديها شفاط في مطبخها وتحب زوجها ثم ماتت، فرغم أنها دائما ما كانت متواجدة طوال أحداث الفيلم إلا أنني لم أشعر أنها أشبعتني فنيا، لكن كنت في منتهى السعادة عندما قابلتني فتاة بعد عرض فيلم «بعد الموقعة» في مهرجان كان السينمائي وقالت لي أنا شفت نفسي في شخصيتك في الفيلم.
• كيف تتعاملين مع الشخصيات التي تؤدينها؟
- لا بد أن أشعر بالتوحد مع الشخصية التي سأقدمها، فلا تعلمين كم يكون مرهقا جدا لي أن ألعب شخصية ما أمام الكاميرا لا أشعر معها بالتوحد، أظل أشعر أنني لا أمتلك زمام الشخصية، فمن الضروري جدا أن أترك منة في المنزل وأذهب إلى الاستوديو في ثياب الشخصية وتفاصيلها، هنا فقط أشعر بكل المتعة بأدائها ويتلقاها الجمهور بشكل جيد.
• أعداد الأعمال الدرامية المعروضة بالماراثون الرمضاني هذا العام كانت أقل من الأعوام الماضية؟
- تقاطعني قائلة.. أتمنى أن تكون خلال الأعوام القادمة أقل ويصبح لدينا أكثر من موسم درامي لعرض تلك الأعمال حتى يستطيع المشاهد متابعة المسلسلات المعروضة بهدوء دون ضغط.
• ما الخطوط العريضة لخريطة حياتك الفنية؟
- لا أحب وضع أسس معينة لخريطة حياتي الفنية لكي أسير عليها، وهذا طبعي لكني دائماً ما أحب التجديد والتغيير في الأدوار وحتى في حياتي العادية، فدائماً أحب التنوع في كل شيء، فمثلاً دوري في فيلمي الأخير «بعد الموقعة» كان معقدا جداً ومختلفا عن أي دور آخر قدمته، وكذلك مسلسل «نيران صديقة»، فالتجديد والتميز بين الأدوار هما الخطوط العريضة لاختياراتي.
• مِن مَن تشعر منة شلبي بالغيرة؟
- بكل الصدق أنا شخصيا لا أغار من أي مخلوق سواء في الفن أو في الحياة الخاصة.. وذلك لعدة أسباب منها اقتناعي التام بأن كل شيء قسمة ونصيب وبأن العمل رزق يقسمه الله، وما على الإنسان إلا أن يجتهد ويكون في حالة استنفار دائم لإخراج طاقاته الفنية أمام الكاميرا، ولا أحد ينكر أن هناك اختلافا كبيرا بين كل النجمات الموجودات حاليا، ولكل منهن ما يميزها عن الأخرى، فمنى زكي لها ما يميزها وكندة علوش أو رانيا يوسف لهما ما يميزهما، لذلك لا توجد أي شبهة غيرة سوى في دور يعجبني أتمنى أن أقدم دورا مماثلا.. والتنافس مطلوب وهو في النهاية لمصلحتنا جميعا.
* هل كان الفنان محمود عبدالعزيز أول المهنئين لك على مسلسلك الجديد؟
- نعم، وهذا شيء أعتز به جدا، فالفنان محمود عبدالعزيز هو أستاذي ومعلمي الأول، فقد تعلمت الكثير منه عندما وقفت أمامه في أول أعمالي السينمائية «الساحر»، علمني كيف يكون التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، ساعدني كثيراً في احتوائي، وفي تشجيعي، وكان سبباً في الأداء القوي الذي خطوت به، وأنا أعتبر فيلم «الساحر» من أهم أعمالي الفنية على الإطلاق، لذلك مع كل عمل جديد أقدمه لا بد وأن أعرف رأيه.
• هل كان الفن طموحك من البداية، أم إن الصدفة كان لها دور؟
- إنني أعشق التمثيل منذ الطفولة، وكنت أمارسه على كل من حولي وأولهم ماما، فكنت أخدعها بأنني مريضة حتى لا أذهب إلى المدرسة، وكانت تصدقني، وعندما كنت أريد البكاء أبكي وأضحك ولم أتخيل نفسي يوماً بعيدة عن التمثيل. وعندي حكمة في الحياة هي أنني أعيش الحاضر وأتفاءل بالمستقبل ولا أقلق من الماضي، وهذا هو سر سعادتي.
• وهل أنت راضية عن نفسك وأدوارك؟
- عمري ما رضيت عن أي عمل عملته ربما لأن هذا الإحساس يعني نهاية الفنان، وهناك أفلام أرى أنها جميلة ورائعة ثم بعد عام أو عاميين أجد أنني كنت فيها ممثلة عادية وأن أدائي فيها عادي ولا يزيد على %50 أو %60 على الأكثر.