تتواصل فعالية فن "القلطة" التي ينظمها مركز شباب برزان للأسبوع الثاني، وذلك بحضور نخبة من الشعراء في قطر والخليج.
ويشارك في الفعالية كل من الشعراء الشيخ سحيم بن أحمد آل ثاني والشيخ عيد بن ثامر آل ثاني وعايض الاحبابي وعنان الدحابيب وهادي بن مسفر ال سهل ومحمد بن سالم النابت، كما حضر مجموعة من الشعراء أصحاب الأصوات الندية منهم المنشد سالم بن عريج.
وبدأت الفعالية بأمسية شعرية قدم خلالها الشعراء جميل القصائد و تلت الأمسية فقرة " الشلات" و كان تفاعل الحضور مميزا مع تلك الفقرة، ثم كان الختام عبارة عن محاورة شعرية شارك بها كل من الشعراء مشعل بن عنان وعلي بن عبيد و محمد اللزيوح و محمد بن سالم وعايض الأحبابي.
وتميزت المحاورات بقوة المنافسة تجلت في قوة الفتل والنقض وتطرق الشعراء للقضايا الاجتماعية الهادفة.
من جانبه قال الشاعر سعيد الدحابيب مشرف صفوف فن القلطة إن هنالك مشروعا قيد الدراسة ضمن الأفكار لتطوير فعاليات فن القلطة، وهو مشروع صفوف النخبة، والذي يهدف الى إنشاء صفوف قطرية يكون لها نصيب الأسد من المشاركات الداخلية و الخارجية.
ويعتبر فن القلطة أو "المحاورة" من الفنون الشعبية التي تحظى بمكانة جماهيرية كبيرة في الجزيرة العربية والعديد من دول الخليج العربي، وهو فن يعتمد بشكل كبير على القدرة الشعرية للشعراء المشاركين في أدائه ويقام هذا الفن الأصيل في العديد من المناسبات، خاصة الأفراح إلى جانب حضوره القوي في المهرجانات الشعبية والتراثية وتستمد القلطة أصالتها من تراث الجزيرة العربية، وتتميز عن سائر الفنون الغنائية الأخرى بطابع الارتجال وسرعة البديهة.
كما أن فن القلطة عبارة عن سجال شعري يؤدى بشكل ارتجالي بين شاعرين ويطلق على هذا النمط "الثنائية" كما يمكن أداء القلطة بمشاركة أربعة شعراء ويطلق على هذا النمط "رباعية" ويكون وقوف الشعراء في وسط ميدان المحاورة، حيث يبدأ أحد الشعراء بالمبادرة باختيار اللحن والقافية ويلتزم بها الطرف الثاني وغالبا ما يبدأ الشاعران بالسلام والترحيب بالضيوف والمشاركين بالحضور ، ثم تتوالى الأبيات الأخرى والتي تناقش العديد من الجوانب الاجتماعية والتاريخية وغيرها من القضايا العامة ولا تخلو القلطة في الغالب من الإسقاطات في شتى المجالات الحياتية المتنوعة.
ويقوم فن المحاورة على (الفتل والنقض) والفتل يعني صياغة الشاعر للمعنى والموضوع الذي يقصده في بيت شعري وتغليفه بموضوع آخر من خلال الإشارة إليه بالرموز، والنقض هو الوصول إلى المعنى الذي يقصده الشاعر الآخر والرد عليه بطريقة ذكية غير مكشوفة ويكون الناقض محل المدافع أو الناقد، و للقلطة ألحان عديدة تسمى (الطواريق) وتستند الى بحور الشعر العربي وأوزانه المعروفة.