النسخة الـ 15 اتسمت بالتركيز على الجوانب الاقتصادية.. غبقة البوحليقة: الفرصة مواتية لتغذية الشباب بمهارات المستقبل

alarab
محليات 03 مايو 2021 , 12:11ص
حامد سليمان

استضافت غبقة البوحليقة في نسختها الرمضانية الـ 15 على التوالي، مجموعة رائدة من المثقفين ورواد الأعمال والدبلوماسيين والاقتصاديين ومشجعي العمل الشبابي في قطر، عبر برنامج «زووم» التزاماً بالإجراءات الوقائية. 
ركز المشاركون في الغبقة هذا العام على 7 محاور تهم المجتمع القطري والمقيمين في قطر. 
افتتح الغبقة السيد حسين البوحليقة، مرحّباً بالضيوف المشاركين وتوجه لهم بالشكر على تلبية الدعوة، رغم الظروف الوبائية التي يعيشها المجتمع القطري والعالم. 

انصب المحور الأول حول السفر والسياحة في زمن الاحترازات، حيث كان المتحدث السيد أحمد حسين، رئيس مجلس إدارة توريست للسفريات، الذي أكد أن جائحة كورونا «كوفيد - 19» تسببت في أزمة اقتصادية حقيقية لمكاتب السفر في قطر وحول العالم، لافتاً إلى أن هنالك عزوفاً وضعفاً في الإقبال على السفر خلال السنة الماضية وبداية السنة الحالية نظراً للأوضاع، مما ترتب عليه خسائر في قطاع السفر والسياحة. 
وأعرب عن أمله في أن يتحسن هذا القطاع بشكل تدريجي، خاصة مع استعداد الخطوط الجوية القطرية لوجهات أكثر طمأنينة للمسافرين ورغبتهم في القيام بالعمرة بعد انقطاع طويل.
وأكد أن قطر اتخذت إجراءات عديدة لتنشيط السياحة الداخلية وإنعاش السوق، وتشجيع المواطنين والمقيمين على الاستثمار في هذا الجانب، خاصة مع اقتراب موعد بطولة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022م. 

دور الشباب في القطاع الخاص 
وفي المحور الثاني، تحدثت به الآنسة صبا الفضالة المدير التنفيذي لمركز الإنماء الاجتماعي، وكان يدور حول عمل الشباب القطري في القطاع الخاص، لتشجيع الشباب على الانخراط والتوجه نحو العمل في القطاع الخاص للشركات العائلية، وتحدثت صبا عن تجربتها في هذا المجال مع شركة «بلدنا»، وكيف كانت نظرة المجتمع حول فتاة قطرية تعمل في شركة خاصة.
وأضافت أنها تخطت تلك المرحلة لتكون عاملاً مسانداً في تحويل العلامة التجارية لـ «بلدنا»، لتصبح الخيار المفضل لدى المجتمع، خاصة مع تحولها من شركة عائلية خاصة إلى شركة مساهمة قطرية، لافتة إلى أن هناك فرصاً حالياً لتمكين الشباب، ليس بالمال المكتسب خاصة لخريجي الجامعة الجدد، إنما في الخبرة التي سوف تستمر معهم في المستقبل لترتقي بهم إلى مناصب عليا.

تحفيز المستقبل 
وجاء المحور الثالث في الغبقة بعنوان كيف تشعل الحافز الداخلي، وقدمه المدرب محمد الحيدر، القطري الوحيد المختص في علم النفس الإيجابي. 
وشكل هذا المحور عاملاً مسانداً لتحفيز الشباب للمستقبل، وماذا يرغب أن يكون عليه، فالثقة بالذات هي العامل الرئيسي والأساسي نحو مستقبل الشاب نفسه في حياته، سواء كانت المهنية أو حتى طموحه في افتتاح عمل تجاري خاص به. 
واستعرض الحيدر من خلال الشرح الذي قدمه أهمية تحريك الحوافز الداخلية للاستمتاع بما يقوم به الفرد، وترك مساحة لنفسه لتغذية الروح والعقل بعيداً عن الهموم ومواجهة ضغوط الحياة. 

العام الثقافي 2021
كان للعام الثقافي «القطري - الأميركي 2021» نصيب في غبقة البوحليقة من خلال المحور الرابع، الذي استُضيفت به السيدة كريمة داؤود، دبلوماسية من السفارة الأميركية في قطر، رئيس فريق السفارة في العام الثقافي.
وتحدثت كريمة عن الفعاليات التي أقيمت خلال هذا العام، وكانت غالبيتها من خلال العالم الرقمي، نظراً لظروف واشتراطات التباعد والاحترازات الصحية، حيث وصفت فكرة العام الثقافي واختيار سنة مع كل دولة بالناجحة والمميزة، وهي مدخل لتبادل الثقافة والمعرفة بين كلا الطرفين. 
قامت كريمة بالرد على الاستفسارات التي تفاعل بها الحضور حول الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، التي شجعت على التواصل مع الملحقية الثقافية من خلال الموقع الإلكتروني للاستفسار حول الدراسة بأميركا.

حضور اقتصادي 
ولم يغب الجانب الاقتصادي عن الغبقة، حيث تم تخصيص 3 محاور تهم الرأي العام، كان أولها موضوع الاستثمار الناجح وانتهاز الفرص، وجرت استضافة السيد يوسف البوحليقة، المستشار في سوق البورصة والمحلل الاقتصادي في السوق القطري، والذي بدوره شجع الشباب على الاستثمار واستغلال الفرص التي تأتي حالياً لهم، فهذه الفترة الاستثنائية رغم أنها شهدت خسائر اقتصادية فإنها مرة وستنتهي قريباً، وبعدها تعود الحياة وعجلة الاقتصاد إلى ما كانت عليه من نمو.
وأكد البوحليقة ضرورة الابتكار والإبداع في مجال التجارة لدى الشباب، فاليوم الساحة أصبحت تستقطب الأفكار الجديدة والفرص أكثر، واستغلال موضوع التسويق الإلكتروني أصبح مطلباً اليوم كحل بديل عن التسوق العادي، الذي يتطلب احترازات وإيجارات وغيرها من احتياجات وتكاليف تثقل التاجر المبتدئ، وعليه نصح السيد يوسف البوحليقة بالتوجه نحو آلية التواصل والتجارة عن بُعد على غرار «أمازون» وغيرها من الشركات. 
ثم انتقل الحديث الاقتصادي إلى العملات الرقمية ووضعها في السوق القطري، حيث تحدث في هذا المحور المخترع القطري محمد الجفيري، الفائز بجائرة أفضل مخترع في العالم سنة 2018 من الأمم المتحدة.
واستهل محمد الجفيري حديثه عن الأهمية الكبرى التي جعلت سوق العملات الرقمية يصبح الملاذ الأول للمستثمرين، وشرح كيفية ظهور تلك العملات الرقمية في العالم وتفوقها، لما تحتويه من طرق آمنة للاستثمار، إلا إنها أيضاً لا تتناسب مع توجهات العديد من الدول في العالم؛ نظراً لعدم معرفة من هم خلفها وأين منشأها، وربما كونها حديثة في المنطقة فليس هنالك رؤية واضحة حولها، كما أن ربط العملات الرقمية يلعب دوراً مهماً وقيمتها الحقيقة هو ما يجعلها أمراً في غاية الخطورة؛ لأن التضخم فيها غير واضح. 
كما استعرض الجفيري عدة مواقع تساهم في المساعدة والتوسع في فهم العملة الرقمية، إلا أنه أكد أن القانون القطري ينص على عدم التعامل معها كعملة، وهو ما يجعلنا في قطر نحترم هذا القانون حتى إعادة النظر بها، علماً بأنها الوسيلة الأنسب للتحويل بفوائد لا تكاد تذكر، على عكس الكثير من شركات التحويل والتي تستنزف أموالاً كبيرة من جيوب المستثمرين. 
واختتمت الغبقة بالمحور الاقتصادي الأخير، وقدمه المستشار العقاري وائل صابر، حول نصائح وثقافة تملك العقار في بريطانيا، حيث قدم السيد وائل مجموعة تعاريف قد يجهلها العديد من المهتمين والراغبين بشراء العقار في بريطانيا، من ناحية الفرق بين الملك والتملك الوقتي، والإيجار والمشاركة في ذات الملك، كما أوضح العديد من النقاط التي تهم المشتري والبائع قبل وبعد الشراء، وآلية الاستفادة من الحسومات التي وفرتها المملكة المتحدة للراغبين بشراء العقارات خلال هذه الفترة قبل نهاية يوليو المقبل.