آمال الملا: إقبال واسع من الزبائن في زمن «كورونا»
هيا عبدالله: وسائل التواصل الاجتماعي تصنع البديل
مريم عزيز: إغلاق المطاعم ساهم في رواج تجارتنا
نسرين صالح: نمو المبيعات بنسبة 100 %.. وزيادة أكبر في «العشر الأواخر»
في ظل الظروف التي يعيشها العالم، خصوصاً في شهر رمضان الذي تكثر طلباته، سواء من الملابس المخصصة للعيد والسهرات، أو من حيث الأكلات الشعبية كانت أو الأطباق العالمية، أو حتى الحلويات، ومع ظروف الحجر الصحي، وتفضيل الناس التسوق من بيوتهم انتعشت الأسواق التي تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً لنشاطها، حيث أصبحت النسوة أكثر إقبالاً على تقديم طلباتهن أون لاين، والاستلام عن طريق المناديب. هذه الحركة التجارية الكثيفة خلال الشهر الفضيل ساهمت في إنعاش الأسر المنتجة خلال شهر رمضان بفعل الإقبال الكبير على الأكلات الشعبية والرمضانية التي يتنافسن في إعدادها.
الترويج على الطريقة الحديثة
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في سهولة الوصول والترويج عند الزبائن، وخاصة السيدات العاملات، أو كمساعدة جانبية لربات البيوت اللاتي يعانين من عدم توفر الوقت الكافي لإعداد السفرة الرمضانية، فتنوّعت العروض للوجبات الشعبية والخليجية والشامية، وغيرها من الأطباق المتنوعة.
السيدة آمال الملا تؤكد أن أطباقها المنزلية التقليدية سواء الخليجية من المجابيس، والعيوش، والهريس، أو الأطباق الشامية من المحاشي، والكبة، وورق العنب بنكهاته المُختلفة، تحظى بإقبال واسع، مشيرة إلى أن زبائنها يتعاملون معها على مدار السنة.
وقالت الملا إن «مشاريع الطهي المنزلي تحقق قفزات كبيرة بسبب زيادة الوعي المجتمعي بالتغذية الصحية والنظيفة، كما أن تنوّعها الكبير يُتيح للمستهلك حرية الاختيار وانتقاء الأفضل»، مؤكدة أنها تعمل على التنويع في الأطباق وتهتم بالشكل لتجاري طلبات زبوناتها اللواتي أصبحن أكثر وعياً بنوعية الأطباق ومكوناتها.
وأشارت إلى أنها تعتمد المواد الأولية الطازجة التي يزخر بها السوق القطري، موضحة أنها تتسلم الطلبيات قبل يوم أو اثنين، ليتسنّى لها تحضير الأطباق وتسليمها طازجة وساخنة، لافتة إلى أنها تجهز مُناسبات الضيافة على اختلاف أنواعها، كالجلسات النسائية، وجمعات المواليد الجدد، وحفلات الأعراس، وأعياد الميلاد، والسهرات الرمضانية.
واعتبرت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً مهماً للترويج، لافتة إلى أن فترة الأعياد والمُناسبات، وأيضاً العطل الأسبوعية الأكثر انتعاشاً لعملها.
بديل عن المكاتب
من جانبها، أكدت هيا عبدالله، صاحبة مشغل خياطة، أن مشاغل تصميم العبايات والفساتين اعتادت على الإقبال الكبير مع قدوم شهر رمضان سنوياً، وقالت: إن الإجراءات الاحترازية للحدّ من تفشّي فيروس كورونا «كوفيد - 19» لا تسمح باستقبال الزبائن في المشغل تماماً في ظل الأزمة، حفاظاً على صحة العاملين معها والزبائن؛ لافتة إلى أن الوسيلة الوحيدة للتواصل هي إرسال المقاسات الخاصة بهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وتسلّم الطلب وتوصيله عبر مندوب، مع اتخاذ الاحتياطات الواجب اتخاذها من تعقيم للطلب قبل خروجه من المشغل.
وأشارت هيا إلى أن مواعيد العمل الجديدة -بموجب التدابير الاحترازية- تحد من الزمن المخصص للعمل، وتجعل التعامل المباشر مع الزبونات في أضيق الأطر، وقالت: لا فائدة من وجود عدد كبير من الطلبات في ظلّ عدم القدرة على تنفيذها قبل شهر رمضان، أو في الأيام الأولى منه، لذا نسعى للعمل وحتى في المنزل لتدارك التقصير أو التأخير.
وأكدت التزامها بالتدابير الاحترازية، وتعقيم الأكياس قبل إرسالها إلى زبوناتها، وأنها تحرص على التقنين في استقبالهن داخل المشغل.
ونصحت هيا بأهمية عدم مجازفة السيدات بالخروج من المنزل والذهاب للمشاغل في حال سمحت باستقبالهن، نظراً للظروف التي يمرّ بها العالم كله، وقالت: لا مجال للمخاطرة، خاصة أن ارتداء ملابس جديدة ليس أمراً ملحّاً في مقابل الحفاظ على الصحة العامة التي تُعدّ أولوية قصوى في ظل أزمة «كورونا»، واعتبرت هيا أن إغلاق المولات والمحلات في أوجه الأطفال الأقل من ١٦عاماً جعل الأولياء يتهافتون على المصممات وأصحاب مشاغل الخياطة لاقتناء ثياب العيد لأولادهم.
المطابخ المنزلية تكسب
مريم عزيز طباخة تروج لأطباقها عبر «فيسبوك» و»إنستجرام»، وجدت رواجاً كبيراً خلال هذه السنة والعام الماضي، بسبب إغلاق المطاعم، تقول مريم: رب ضارة نافعة، أزمة كورونا التي كانت سبباً في خسارة عدد كبير من المطاعم هي نفسها التي فتحت الكثير من الأبواب أمام صاحبات المطابخ المنزلية والشعبية، خاصة أن زبائنها هم من فئة الشباب المغتربين الذين يعيشون في قطر بدون أسرهم، ويحنون إلى أطباق الوطن التي تتقنها، وأكدت مريم صعوبة تكوين قاعدة زبائن جديدة تقوم بشراء المنتجات الغذائية المنزلية، وأن التعويل فقط خلال شهر رمضان كان على الزبائن القدامى.
وأضافت أنها تقوم هذا العام على غرار العام الماضي بتجهيز وجبات كاملة خاصة بالإفطار والسحور، لكنها لا تضمن عملية التوصيل، فهي تطلب من زبائنها القدوم بأنفسهم لاقتناء طلباتهم.
وأكدت مريم أنها ما زالت تستقبل طلبات بفضل سمعتها بين أبناء جاليتها في النظافة، وتعقيم المواد الغذائية التي تقوم بصناعتها منزلياً، لكنها أشارت إلى تراجع عدد الطلبات التي لا تُقارن بما كانت عليه قبل الأزمة.
وأعربت عن تفهّمها التخوّفات، أو ربما الحذر لدى البعض، في ظلّ الأجواء الاستثنائية الحالية، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من صاحبات المشاريع المنزلية يحاولن الإعلان عن المنتجات لكلّ منهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كنوع من التبادل الإعلاني فيما بينهن، نظراً لتوقّف المعارض والتفاعل المباشر بين أصحاب المُنتجات والزبائن.
جذب الزبائن
ويشهد المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً ملحوظاً من الراغبين في تسويق منتجاتهم من الحلوى الرمضانية وجذب الزبائن، عبر مشاريع نسائية تميز بعضها بالتخصص في حلويات العيد، ما جعل من تلك المشاريع المنزلية منافساً قوياً للمحال المعروفة، بفضل ما تقدمه من تشكيلات للحلويات محلية الصنع.
وكان من اللافت ارتفاع الحجوزات لشراء الحلويات عبر تطبيقات البيع الإلكترونية، كما أكدت بعض النساء لـ «العرب» أنها تتبادل الهدايا بالحلوى في ظل «كورونا» والحظر الجزئي، وتعتبر هذه الهدايا بديلاً عن التزاور.
وقالت نسرين صالح، صاحبة مشروع حلويات على موقع «فيسبوك» و»إنستجرام»، إنها انتظرت موسم رمضان لتعزيز مبيعاتها، والتعريف بمشروعها الذي أطلقته قبل نحو 6 أشهر، لتشهد نمواً بالمبيعات منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل مقارنة بباقي الأيام.
وأكدت أن نمو المبيعات بنسبة 100%، بالرغم من محدودية العدد اليومي، مؤشر على جدية الفرصة خلال الشهر الفضيل، وهو ما ستعمل على الاستفادة منه عبر زيادة منتجاتها، وتنويع الأصناف والنكهات خصوصاً خلال العشر الأواخر التي تعرف التجهيز للعيد، وذكرت نسرين أنها تعمل في هذا المجال منذ أكثر من سبعة أعوام، وأنها لاحظت زيادة في الطلبات بعد جائحة كورونا، بسبب عدم رغبة الناس في التجول بين المحلات، وتفضيلهم التسوق الإلكتروني.