حذر الدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري من خطورة سمنة الأطفال على صحتهم، مشيراً إلى أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة تعد بداية طريق المشكلات الصحية، وأن السمنة لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بمقدار أربعة أضعاف، مشدداً على أهمية تحسين عادات الأكل لدى الاطفال وممارسة التمارين الرياضية كونها من أفضل الطرق المتبعة للحد من السمنة عند الأطفال.
ونوه في حوار لـ «وقاية» إلى أن اخر الإحصاءات تشير إلى أن السمنة بين طلبة المدارس من القطريين قد بلغت 45.9%، في حين تبلغ بين الطلاب من غير القطريين 40.9%، وأنه من المهم جداً خفض معدلات السمنة بين البالغين والأطفال والمراهقين.
ولفت إلى حرص القطرية للسكري على زيادة الوعي بأهمية اتباع نمط حياة صحي والتحكم او الوقاية من السكري، وأن الجمعية خلال شهر رمضان تنظم جلسات تثقيفية للمرضى بشكل فردي أو جماعي، كما تم تفعيل خدمة WHATSAPP طوال ايام الاسبوع للرد على استفسارات المرضى، والتعاون مع مؤسسة حمد الطبية بخدمة الخط الساخن عبر الهاتف.
وأشار إلى أن مرض السكري يُعد أحد أخطر التحديات التي تواجه دولة قطر والعالم، وأن دولة قطر تحتل المراتب الاولى في توفير اعلى معايير للرعاية الصحية، لافتاً إلى حرص قطر على توفير كافة انواع العلاجات الحديثة والمعتمدة دوليا، ومسايرة كل ما هو جديد في الطب حول العالم.. وإلى نص الحوار..
◆ ما أبرز جهود الجمعية في شهر رمضان؟
■ تسعى الجمعية دائماً لتوصيل برامجها وخدماتها لمرضى السكري وأسرهم ومن هم عرضة للإصابة بالمرض داخل المجتمع القطري، كما وتسعى الجمعية الى رفع وتحسين مستوى الحياة عند سكان دولة قطر وذلك عن طريق زيادة الوعي بأهمية اتباع نمط حياة صحي، وبالتالي التحكم او الوقاية من السكري. لذا ولضمان صيام مرضى السكري بشكل آمن، تنظم الجمعية سنوياً جلسات تثقيفية للمرضى بشكل فردي او جماعي قبل وخلال شهر رمضان المبارك، ويتم ايضاً تفعيل خدمة WHATSAPP طوال ايام الاسبوع الى جانب قنوات التواصل الاجتماعي، وذلك للرد على استفسارات المرضى وتثقيفهم كما وتوفر الجمعية، وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، خدمة الخط الساخن عبر الهاتف، والتي تتيح لمريض السكري أو أسرته الاتصال وطلب المساعدة الطبية المتعلقة بالسكري والصيام والذي يعمل من الساعة 8 مساءً حتى 11 مساءً طوال أيام الأسبوع.
ايضاً تنفذ الجمعية خلال الشهر الفضيل بالتعاون مع الإدارة العامة للأوقاف - إدارة المساجد برنامج توعوي بعدد من مساجد الدولة، حول ماهية السكري بأسلوب مبسط ومختصر للمصلين اضافة إلى القيام بالفحص العشوائي لنسبة السكر بالدم بعد صلاة التراويح مباشرة.
◆ تزايد واضح في تعاون الجمعية مع مؤسسات الدولة المختلفة.. حدثنا عن هذا الجانب..
■ مما لاشك فيه بأن الجمعيات الخيرية في قطر وعدد من القطاعات الاخرى تقوم بدور كبير وهام في اداء رسالتها الانسانية القائمة على مساعدة المحتاجين من كافة شرائح المجتمع، لذا تحرص الجمعية القطرية للسكري على تفعيل الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني المختلفة ويكون تفعيل هذا الجانب الهام وفق خطة تهدف لتنويع برامج العمل الخيري والإنساني لجميع شرائح المجتمع.
◆ كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية؟
■ تكمن مهمة الجمعية في تقديم الرعاية للمتعايشين مع السكري ليتمكنوا من العيش حياة طبيعية ومنتجة، ومن خلال أنشطتها وبرامجها في مجال التثقيف الصحي، تقدم الجمعية التثقيف الصحي للمتعايشين مع السكري وللمعرضين للإصابة به حيث يبلغ عدد المراجعات المرضى السكري حوالي 10 آلاف مريض سنوياً.
◆ كيف ترون سمنة الأطفال وتأثيرها في زيادة معدلات الإصابة بالسكري في المجتمع؟
■ تعد سمنة الأطفال من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون، ويُعتبر الوزن الزائد في مرحلة الطفولة بداية طريق المشكلات الصحية، وقد يؤدي إلى مشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الدهنيات في الدم، والسكري من النوع الثاني، وقد اثبتت الدراسات بأن السمنة لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي، ويعتبر تحسين عادات الأكل لدى الاطفال وممارسة التمارين الرياضية من أفضل الطرق المتبعة للحد من السمنة عند الأطفال.
◆ هل من برامج تقترحها الجمعية للحد من معدلات السمنة المرتفعة بالمجتمع؟
■ كشفت دراسة لوزارة الصحة العامة أن 70% من سكان دولة قطر مصابون بزيادة في الوزن والسمنة، كما أظهرت الدراسة أنَّ نسبة السمنة بين طلبة المدارس من القطريين قد بلغت 45.9%، و40.9% بين الطلبة من غير القطريين، لذا فإنه من المهم جداً خفض معدلات السمنة بين البالغين والأطفال والمراهقين من خلال زيادة الوعي بالأنماط الغذائية الصحية، والتشجيع على ممارسة أي نشاط بدني لمدة 30 دقيقة يوميا على الأقل.
◆ هل من أدوية جديدة للسكري توفرت في الآونة الأخيرة داخل قطر أو يخطط أن يتم توفيرها؟
■ مرض السكري يُعد أحد أخطر التحديات التي تواجه دولة قطر والعالم في وقتنا الحالي، ويتم حاليًا إجراء مسح شامل جديد للأمراض المزمنة بالدولة ومن بينها السكري الذي أصبح يمثل واحدًا من أولويات الصحة مما يستدعي تقديم الرعاية الطبية، وقد احتلت دولة قطر المراتب الاولى في توفير اعلى معايير للرعاية الصحية، حيث توفر وزارة الصحة العامة نموذجا لرعاية شاملة المرضى السكري في دولة قطر، وذلك من خلال مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، مما يعكس التزام الدولة بالأولويات على نطاق منظومة الصحة والمصممة خصيصاً لتحسين صحة السكان.
كما وتحرص الدولة على توفير كافة انواع العلاجات الحديثة والمعتمدة دوليا، وقد حدثت تطورات جديدة وتقنيات في علاجات مرض السكري، ولله الحمد أن دولة قطر تساير كل ما هو جديد في الطب حول العالم، أما بالنسبة للخلايا الجذعية والتي يمكن أن تُحدث فرقا في علاج هذا المرض الذي يؤثر على جميع الفئات العمرية، والتي تعتمد على أخذ الخلايا الجذعية من الشخص نفسه، وتطويرها في المعمل، ثم إعادة زراعتها مرة ثانية في بنكرياس المريض لتتطور وتصبح قادرة على إنتاج الأنسولين، فمازالت هذه التقنية في مراحل الأبحاث.
◆ حدثنا عن المشاركات الخارجية للجمعية
■ تهدف الجمعية القطرية للسكري الى تبادل أحدث المعلومات حول التطور في رعاية المشخصين بالسكري مع شركائها في الحقل الصحي، وهذا ما يضمن معايير مهنية عالية للمختصين في مجال الرعاية الصحية في قطر الذين يعملون مع المشخصين بالسكري ويقدمون الرعاية لهم، لذا تحرص الجمعية القطرية للسكري على تواجدها في كافة المؤتمرات وورش العمل حول السكري والتي تستهدف مقدمي الرعاية الصحية المهتمين بالسكري والقضايا المسائل المرتبطة به، حيث توفر هذه المؤتمرات المعرفة والخبرة وتبادل المعلومات من خلال تقديم أحدث التطورات في إدارة السكري وأمراض الأيض، مما يساهم في زيادة الوعي بالسكري كأزمة صحية كبيرة والمساهمة في الوقاية والتشخيص المبكر والإدارة الفعالة للسكري.