هرمونات الحمل تزيد خطر الإصابة بأمراض الفم
أمراض اللثة أثناء الحمل ترتبط بنتائج سلبية كالولادة المبكرة
قلّة الوعي حول أهمية العناية بالفم أثناء الحمل شائع بين الحوامل
إهمال التهابات الأسنان قد يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى
أكدت الدكتورة ريم طالب، استشارية طب الأسرة في مركز السد الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الحملة التي أطلقتها المؤسسة «أهلاً بصحة الفم والأسنان»، تهدف إلى لفت انتباه النساء الحوامل لموضوع بالغ الأهمية يتناول صحة الفم والأسنان باعتبارها جزءاً مهماً من صحتهن خلال فترة الحمل.
وقالت د. ريم طالب في تصريحات لـ «وقاية» إنَّ التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تزيد من خطر إصابة النساء الحوامل بأمراض الفم والأسنان، فقد أظهرت الدراسات العلمية أن احتمال حصول تسوّس الأسنان والتهاب اللثة يتضاعف خلال فترة الحمل، لا سيما في الثلث الثاني من الحمل، إذ تعاني أربعون إلى خمسين في المائة من النساء الحوامل حول العالم من مشاكل وآلام في الأسنان واللثة.
وأضافت: لا تصاب النساء بأمراض الفم والأسنان خلال الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية فحسب، بل ترجع إلى أسباب أخرى أيضاً كالغثيان والتقيّؤ وانخفاض تدفّق اللعاب وبعض التغييرات في نظام الغذاء وعدم الاهتمام بنظافة الفم.
وأشارت إلى أن أمراض اللثة أثناء الحمل ترتبط بنتائج سلبية كالولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض، إضافة إلى ذلك، فإنّ إهمال التهابات الأسنان وعدم علاجها خلال الحمل قد يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى (بالإنتان) ومرحلة ما قبل تسمم الحمل والإجهاض، علاوة على ذلك، هناك ارتباط بين أمراض الفم لدى النساء الحوامل وتسوس الأسنان المبكر لدى الأطفال، لا سيما من خلال انتقال البكتيريا المسببة لالتهاب الأسنان واللثة من فم الأم إلى فم طفلها.
نوَّهت استشارية طب الاسرة بمركز السد الصحي إلى أنه من المهمّ أن تحافظ النساء الحوامل على تغذية متوازنة لتجنّب مشاكل اللثة والأسنان خلال فترة الحمل، وأنه من الضروري أن تلبّي الأم احتياجاتها من الكالسيوم عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته كالألبان والأجبان والخضراوات الورقية الخضراء.
ونصحت النساء الحوامل أيضاً بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب واللحوم والأسماك والبيض الغنية بالفيتامينات في نظام غذائي متوازن، مع تجنّب السكر والحلويات قدر الإمكان، فينعكس الغذاء المتوازن إيجاباً على النمو الطبيعي للجنين، خاصة أن نموّ أسنان الجنين يبدأ في الأسبوع السادس من الحمل.
وشددت على أن دراسات عديدة أكدت على أن العوائق الأكثر شيوعاً التي تحول دون حصول النساء الحوامل على الرعاية الصحية المتعلقة بالفم والأسنان ترتبط بقلّة الوعي حول أهمية العناية بالفم أثناء الحمل، إضافة إلى المفاهيم الخاطئة حول مدى أمان علاج الأسنان خلال هذه الفترة.
وأكدت الدكتورة طالب على أهمية مناقشة موضوع صحة الفم خلال الحمل مع طبيب الأسرة، وزيارة طبيب الأسنان خلال الحمل، أو حتى قبل الحمل للتأكد من سلامة الفم والأسنان، وعدم وجود مشاكل قد تتفاقم في أشهر الحمل وتؤدّي إلى نتائج سلبية على الأمّ والطفل.
وتقدم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حزمة رعاية شاملة للنساء الحوامل، حيث تتميز هذه الحزمة بسهولة الوصول إليها وباستنادها على أفضل معايير الرعاية الصحية، وتهدف إلى مراقبة الحالة الصحية للمرأة خلال الحمل عبر تنظيم المواعيد والزيارات الطبية لتلقي رعاية ما قبل الولادة بشكل منتظم وذلك بهدف توفير التدخل الطبي في الوقت المناسب للحفاظ على الحمل ومساعدة النساء الحوامل على بلوغ مرحلة الولادة بشكل سلس وإيجابي.
وتعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على توفير خدمة حجز رعاية ما قبل الولادة بمجرد تأكيد الحمل في المركز الصحي، حيث يُنصح بإجراء حجز مبكر للكشف الذي يفضل إجراؤه قبل 10 أسابيع من عمر الحمل، ويشمل حجز الكشف: مراجعة التاريخ الطبي والجراحي وأمراض النساء والتوليد السابق، وطلب إجراء الفحوصات الاعتيادية (المختبر والموجات فوق الصوتية)، ووصف المكملات الغذائية وغيرها.
وتتلقى النساء الحوامل رعاية ما قبل الولادة في المركز الصحي حتى الأسبوع 34 من الحمل، ثم يتم بعد ذلك إحالتهن إلى الرعاية الثانوية لمواصلة متابعتهن بشكل منتظم حتى بلوغ مرحلة الولادة. في حالات الخطر المحتملة، يمكن إحالة المرأة الحامل إلى الرعاية الثانوية، والخدمة متوفرة في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية.