د. خالد العوض: «البروسيلا» تنتقل عن طريق الحيوانات.. ومربو المواشي بين الأكثر عرضة للإصابة

alarab
الملاحق 03 أبريل 2024 , 01:50ص
حامد سليمان

أكد الدكتور خالد العوض - مدير حماية الصحة بإدارة الصحة الوقائية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية - ان الحمى المالطية «البروسيلا» هو مرض بكتيري تسببه أنواع بكتيريا البروسيلا المختلفة، وينتقل عن طريق الحيوانات بشكل مباشر أو غير مباشر، ويصيب غالبًا الأشخاص العاملين في قطاع الثروة الحيوانية، حيث إن استهلاك الحليب والجبن المصنوع من الحليب (الجبن الطازج) هو المصدر الرئيسي للعدوى في الإنسان.

وقال د. خالد العوض في تصريحات خاصة لـ «وقاية»: كما أن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان يعتبر نادرًا جدًا، ولا تزال الحمى المالطية مشكلة على الصعيد العالمي؛ لأنها العدوى البكتيرية الأكثر انتشارًا من الحيوانات إلى البشر في جميع أنحاء العالم، فالحيوانات قد تحمل البكتيريا دون ظهور أي أعراض.
وأوضح أن المسميات الأخرى للمرض هي: البروسيلا – مرض بانغ – داء البروسيلات – حمى قبرص – حمى جبل طارق – حمى الماعز.

طرق انتقال المرض
وأضاف العوض: أما عن طرق انتشار المرض فهي إما عن طريق شرب الحليب غير المبستر أو منتجاته، أو تناول لحوم غير مطهوة بشكل جيد من حيوانات مصابة بالمرض، وكذلك الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة أو إفرازات هذه الحيوانات (نسيج، دم، بول، إفرازات، أجنة مجهضة وبالأخص المشيمات) من خلال وجود شقوق في الجلد، او عن طريق الهواء في الحظائر والإسطبلات، وأحيانًا بين العاملين في المختبرات والمسالخ.
وأردف: كما ان هناك وسائل نادرة لانتقال العدوى، مثل الانتقال من الأم إلى الجنين عبر المشيمة او الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي وكذلك الانتقال عن طريق نقل الدم أو عن طريق زراعة النخاع من شخص مصاب بالبروسيلا. 

فترة الحضانة
وعن فترة حضانة المرض قال الدكتور خالد العوض مدير حماية الصحة: تظهر الأعراض عادة في غضون 5 أيام إلى 60 يومًا وأحيانًا لعدة أشهر. والفئات الأكثر عرضه للإصابة هم الأطباء البيطريون ومربو المواشي وعمال المسالخ والصيادون والعاملون في المختبرات الطبية.

الأعراض والمضاعفات
وأشار إلى أن الأعراض الأولية تشمل ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، والشعور بقشعريرة، وفقدان الشهية، والصداع. وألم في العضلات والمفاصل والظهر، والاعياء او الخمول، اما مضاعفات الإصابة بالحمى المالطية «البروسيلا» فهي عدوى بطانة القلب الداخلية (التهاب الشغاف) والتهاب المفاصل والتهاب الخصيتين والتهاب الطحال والكبد والتهابات الجهاز العصبي المركزي.

التشخيص والعلاج
وأوضح أن تشخيص الحالة المرضية يكون عبر الفحص السريري، او التحاليل المخبرية من خلال إجراء اختبارات للبحث عن البكتيريا في عينات من الدم، ونخاع العظام، أو سوائل الجسم الأخرى، ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات ويعتمد على توقيت وشدة المرض، فقد يستغرق الشفاء منه بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، وذلك بتناول المضادات الحيوية لمدة ستة أسابيع على الأقل.

الوقاية من الإصابة
وأكد الدكتور العوض على أهمية الوقاية، لافتاً إلى أنه لا يوجد لقاح بشري للوقاية منه، لذلك من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع العدوى، حيث تشمل:
• الحرص على طهو اللحوم جيدًا حتى تصل درجة الحرارة من 63 إلى 74 درجة مئوية لمدة نصف ساعة.
• الامتناع عن تناول منتجات الألبان غير المبسترة، بما فيها الحليب، والأجبان.
• يجب بسترة اللبن ومنتجاته سواءً كانت من البقر، أو الضأن، أو الماعز، أو الجمل أو غلي اللبن غلياً فعالًا عندما لا يمكن إجراء البسترة.
• اتخاذ احتياطات السلامة في أماكن العمل، مثل التعامل مع جميع العينات في المختبرات.
• الحرص على غسل اليدين قبل وبعد التعامل مع الحيوانات.
• اتخاذ الاحتياطات عند العمل مع الحيوانات وذلك باستخدام قفازات مطاطية، ونظارات، وملابس، واقية.
• التأكد من تغطية الجروح بالضماد.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتشر داء البروسيلات في العالم ويُبلغ عن الإصابة به في معظم البلدان، ويسبب الداء أعراضاً مشابهة للأنفلونزا، ومنها الحمى والتوعك وفقدان الوزن نادراً ما ينتقل الداء من شخص إلى آخر، وداء البروسيلات داء بكتيري تسببه أنواع مختلفة من البروسيلا التي تصيب بعدواها قطعان الماشية والخنازير والماعز والأغنام والكلاب في المقام الأول.
إن داء البروسيلات داء بكتيري تسببه أنواع مختلفة من البروسيلا التي تصيب بعدواها قطعان الماشية والخنازير والماعز والأغنام والكلاب في المقام الأول ويُصاب البشر عموماً بالداء بواسطة مخالطتهم مباشرة للحيوانات المصابة بعدواه عن طريق تناول منتجاتها الحيوانية الملوثة أو شربها، أو عن طريق استنشاق العوامل المسببة للداء والمنقولة بالهواء، علماً بأن معظم حالات الإصابة به سببها تناول أنواع الحليب أو الأجبان غير المبسترة المشتقة من حيوانات الماعز أو الأغنام المصابة بالعدوى.
وداء البروسيلات واحد من أكثر الأمراض الحيوانية المنشأ المستشرية على نطاق واسع والمنقولة بواسطة الحيوانات، ويخلف النوع البشري منه في المناطق الموطونة به عواقب جسيمة على الصحة العمومية. ويسهم توسيع نطاق أنشطة صناعة المنتجات الحيوانية والتوسع الحضري وعدم مراعاة تدابير النظافة الصحية في تربية الحيوانات ومناولة الأغذية إسهاماً جزئياً في بقاء الداء من مخاطر الصحة العمومية.
يصيب الناس من جميع الأعمار ومن الجنسين كليهما. وتُرد معظم حالات الإصابة بالداء في صفوف عموم السكان إلى استهلاك أنواع الحليب الطازج أو مشتقاته مثل الأجبان الطازجة، وهي حالات تتسبب منتجات الأغنام والماعز في الإصابة بمعظمها.
يُنظر أيضاً إلى الداء على أنه خطر مهني يحيق بمن يعملون في قطاع الثروة الحيوانية، حيث يتعرض العاملون مع الحيوانات ممّن يلامسون دماءها ومشيمتها وأجنتها وإفرازات رحمها لخطورة الإصابة بالداء بشكل متزايد. وتؤثر طريقة انتقال الداء هذه في المقام الأول على المزارعين والجزارين والصيادين والأطباء البيطريين وكوادر العاملين في المختبرات.
والبروسيلة المالطية من أكثر أنواع البكتيريا انتشاراً في أنحاء العالم بأسره والمسببة لداء البروسيلات البشري، ويُعزى ذلك جزئياً إلى مواجهة صعوبات في تمنيع حيوانات الماعز والأغنام الطليقة في المراعي الحرة.