أخصائيون لـ «العرب»: 3 نصائح وإرشادات صحية قبل ختام رمضان

alarab
الملاحق 03 أبريل 2024 , 01:32ص
يوسف بوزية

د. زهير العربي:  تجنب العصائر المعلبة والمشروبات الغازية

د. العربي قويدري: تجنب الكافيين وابدأ بالإقلاع عن التدخين

د. رضا الشيخ: عدم تجاوز الحد الموصى به في تناول الحلويات

مع اقتراب شهر رمضان من وداع محبيه، حدد أطباء وأخصائيو تغذية أهم النصائح والإرشادات التي تساعد على صيام ما تبقى من الشهر بشكل صحي وسليم وتجنب المشاكل الصحية الشائعة، وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة وممارسي التمارين الرياضية، مشيرين إلى أهمية تقسيم الوجبات وعدم المبالغة في تناول الإفطار والسحور، مع التأكيد على شرب كمية كبيرة من الماء، وشرب السوائل، مع تجنب الأطعمة المقلية أو المُصنعة، وأخذ القسط الكافي من النوم، وتجنب تناول الوجبات الدسمة قبل النوم مباشرةً، والتقليل من شرب المشروبات المنبهة، أو الغازية، فضلا عن تجنّب تناول الحلويات على الإفطار أو السكريات على السحور، لأنها تزيد الشعور بالجوع والعطش أثناء الصيام.

وأكدوا أن تطبيق هذه النصائح الطبية خلال شهر رمضان، وخصوصا في أواخر أيامه، يساهم في تجنب العديد من المشاكل والأعراض الصحية بعد انتهاء الصيام وعيد الفطر، وتحقيق العديد من الفوائد مثل تقوية المناعة والتخلص من السموم، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وخفض مستويات الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى فوائد نفسية واجتماعية أخرى نتيجة الصوم واتباع النظم الصحية خلال الشهر الفضيل.

التوازن في تناول الأطعمة
وأكد الدكتور زهير العربي، استشاري التغذية العلاجيّة أن صيام شهر رمضان المبارك له العديد من الفوائد الصحية من حيث تقوية المناعة والمساعدة على التخلص من السموم كما يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم. 
وأشار إلى أن الصائم باتباع إرشادات بسيطة، يستطيع أن ينقص وزنه ويُخفض معدلات ضغط الدم والكوليسترول، وعلى النقيض قد يزيد وزن الصائم إذا أفرط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور.
ونوه الدكتور العربي بأهمية التدرج في تناول الأطعمة مع الحرص على تناول الأطعمة الصحية المتوازنة من حيث الكم والنوع لسد احتياجات الجسم على أن تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية عن الوجبات سيئة الحفظ تجنبا للاضطرابات المعوية التي تصل حتى درجة التسمم في بعض الحالات.
ونصح بضرورة تقليل العصائر المعلبة والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى زيادة كمية الأحماض المتناولة خلال هذه الفترة، مما يعرض المعدة للحموضة الزائدة، كما أن زيادة الأحماض نتيجة للمشروبات والعصائر تؤدي إلى خلل في الترسيب الطبيعي للكالسيوم في الأسنان والعظام، مما يؤدي لتسوس الأسنان وضعفها، بالإضافة إلى هشاشة العظام.
ودعا إلى عدم الإكثار من تناول الحلويات ويمكن تناولها باعتدال بعد مرور أكثر من ساعتين من تناول وجبة الإفطار، مع عدم الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والبهارات لتأثيرها الضار على الجسم والجهاز الهضمي بصفة خاصة، والحرص على تناول أغذية تتميز بسهولة الهضم والامتصاص؛ حتى لا يرهق الجهاز الهضمي.
وحذر من الإصابة بحالات التلبك المعوي الناتج عن الإفراط في تناول الوجبات الدسمة والحلويات، الأمر الذي سيتسبب في بعض المشاكل الصحية.

رياضة معتدلة
وأكد الكابتن محمد الأحرق، مدرب رياضي وأخصائي تغذية، ضرورة ملاءمة روتين الرياضة المتبع مع جدول الصيام من خلال تخصيص وقت من اليوم لأداء تمارين رياضية منخفضة الشدة خلال الشهر الكريم.
وأوضح أنه يمكن التمرن في حال كان الصائم يشعر بالراحة نفسيا وبدنيا مع عدم الإجهاد ويكون التمرن قبل الإفطار حيث يستهلك الجسم ما يختزنه من دهون لتوفير الطاقة للجسم، وأداؤه قبل الإفطار مباشرة يساعد على تعويض ما خسره الجسم من سوائل ومعادن خلال التمرين فور الانتهاء من التمرين بتناول الإفطار.
واقترح التدرج بالقيام بتمرين منخفض الشدة لتتزايد لاحقا مع الحرص على عدم إجهاد النفس بتمارين مرتفعة الشدة لضمان الاستمرارية.
ودعا كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة أن يمارسوا التمرن بعد الفترة المسائية مع اتباع نظام غذائي صحي لضمان تحقيق التوازن بين ثلاثة أمور أساسية وهي التغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والاعتناء بالصحة النفسية لتحقيق النجاح في الحصول على حياة صحية سليمة، وتحقيق معادلة العقل السليم في الجسم السليم، مشيرا إلى أهمية الفيتامينات والأملاح المعدنية للجسم من خلال الحصول عليها بكميات مناسبة. كما بين الأحرق أهمية الرياضة للحصول على جسم سليم فهي تساعد في عملية الهضم وعلى تحسين الدورة الدموية، وتحد من الإصابة بآلام المفاصل والظهر، وتحسن جودة النوم وقدرة الدماغ على التركيز وعلاج الاكتئاب، كما تزيد من الثقة بالنفس.

استثمار شهر رمضان
من جهته، دعا الدكتور العربي قويدري، أخصائي علم النفس العلاجي، إلى استغلال شهر رمضان للإقلاع عن التدخين، مع تجنب تناول القهوة والشاي الثقيل والمشروبات الغازية، فالكافيين قد يزيد من توقك للتبغ، والاستعاضة عنه بشرب العصائر الطازجة (غير المحلاة بالسكر) والحليب.
وأكد أن شهر رمضان المبارك يحمل رسالة تربوية في التغيير إلى الأفضل من حيث التخلي عن الكثير من السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة؛ لا سيما تلك التي تسبب أضراراً بشكل أو بآخر بالصحة، وعلى رأسها التدخين؛ مشيرا إلى أن بعض المدخنين الذين لديهم «نوايا حسنة» يغتنمون فرصة صيام الشهر الفضيل للتخفيف من هذه العادة، أو حتى محاولة الإقلاع عنها إطلاقاً، خصوصا مع عدد الساعات التي يقضيها الصائم بعيداً عن السجائر.

زيادة الشعور بالجوع
وحذر د. رضا أحمد الشيخ، رئيس قسم التغذية في أحد المستشفيات الخاصة من الإكثار من تناول الحلويات أو تجاوز الحد الموصى به طبياً في تناول السكريات خلال شهر رمضان، وذلك لما تسببه من زيادة الشعور بالجوع وزيادة الوزن خاصة إذا كان الفرد خاملًا ولا يمارس أي نشاط رياضي، وبالتالي ترتفع كمية السكر في جسده وتهدده بالعديد من الأمراض التي تبدأ بزيادة الوزن وتنتهي بزيادة فرص الإصابة بداء السكري النوع الثاني. وأكد ضرورة اتباع الصائم لنظام صحي متوازن ومتنوع خلال فترة الإفطار والسحور، والتقليل من استهلاك الحلويات خاصة أثناء وجبة الإفطار أو بعدها مباشرة، لتجنب تلك الأعراض والأمراض.
وأوضح أن تناول كميات كبيرة من الماء أثناء السحور لتفادي الشعور بالعطش، هو أحد الأخطاء الأخرى الشائعة، مبينا أن شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة عند السحور ليس سلوكا صحيا، كما أن الماء الذي تشربه عند السحور تتخلص منه الكلى في ساعات النهار الأولى، وبالتالي فقدان الجسم لكمية كبيرة من الماء بالدخول للحمام ومن ثم الجفاف والعطش، كما أنه يجب تجنب تناول أكل فيه أملاح كثيرة على السحور ويفضل أن تكون وجبة خفيفة مثل الزبادي، لأن ذلك يتسبب في تكوين الألياف الخاصة بتقليل الجوع كما يجب لعب رياضة ما بين وجبتي الإفطار والسحور.