استضاف المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ندوة حول العلاقات القطرية- الصينية وما شهدته من قفزة كبيرة خلال السنوات الماضية.
حضر الندوة سعادة السيد أركين أمير البك، نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، رئيس جمعية الصداقة الصينية – العربية والوفد المرافق له، وسعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين لدى دولة قطر، وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي مساعد الوزير للشؤون الخارجية وعدد كبير من الدبلوماسيين وموظفي الوزارة.
وقال السيد أمير البك في كلمته الافتتاحية خلال الندوة إن العلاقات بين البلدين حققت قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، عبر تكثيف الزيارات والتبادل التجاري، واهتمام القيادتين في قطر والصين بهذا الموضوع ، مؤكداً أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بكين عام 2014 أعطت دفعاً كبيراً للعلاقات، ونقلتها إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية.
وأضاف أنه يدعم تطوير العلاقات على المستوى الشعبي أيضاً، ويعتقد أن التعاون بين مجلس الشورى القطري والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني سيعود بالفائدة على البلدين. مشيرا إلى أن هذه السنة هي السنة الثقافية القطرية- الصينية التي بدأت فعالياتها في البلدين، وأنها ستشهد تأسيس جمعية الصداقة الصينية- القطرية.
من جهته أشار سعادة الدكتور حسن بن إبراهيم المهندي، مدير المعهد الدبلوماسي إلى أن توخي الإستراتيجية الدبلوماسية الناجحة بين البلدين هو الأمر الملح اليوم لتطوير العلاقات والارتقاء بها نوعياً.
وأوضح سعادته أن العلاقات الدبلوماسية القطرية-الصينية حديثة نسبياً، حيث أقيمت عام 1988 ثم توالت الزيارات بين المسؤولين، وبدأت الاتفاقيات تعقد، وارتفع التبادل التجاري.
مشيرا إلى ضرورة استغلال فرصة السنة الثقافية القطرية- الصينية لتأسيس علاقات شعبية. ومن ثم، تطرق سعادته إلى الدبلوماسية الشعبية معرفاً إياها بقوله "إنها التوجه إلى الناس بالناس... " ويشمل ذلك التعليم والرياضة والفنون والإعلام ومنظمات المجتمع المدني...إلخ.
وأكد مدير المعهد الدبلوماسي أن جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949 أعطت للثقافة دوراً مهماً في الدبلوماسية، وتأكد هذا التوجه واتضح أكثر فأكثر مع الزعيم دنغ شياو بنغ ومبدأ "الانفتاح والخروج" الذي أعلنه. مضيفا إن هناك تشابها في هذا التوجه المنفتح على العالم بين الصين وبين قطر، وأن هناك الكثير مما هو مشترك بين البلدين، بدءاً من تعرضهما لنفس الجروح الاستعمارية، وانتهاء بوجود جالية إسلامية كبيرة في الصين.
ولفت سعادته إلى أن الحضارات المتجاورة تصارعت عبر التاريخ واندلعت بينها حروب (مذكراً مثلاً بالحروب الصليبية)، إلا أن الحضارتين الصينية والعربية، لم تنشب بينهما حرب، ولا كانت بينهما نزاعات، على مر القرون. قائلاً "بالرغم من أن المسيحية سبقت الإسلام فإنها لم تستقر في الصين، بينما تحقق ذلك للإسلام" .
وبين سعادة الدكتور حسن بن إبراهيم المهندي ما اشترك فيه العرب والصينيون منذ القدم، من استخدام الرزنامة العربية، إلى انتقال الفنون والعلوم والمخترعات الصينية التي أخذها الأوروبيون نقلاً عن العرب. مشيرا إلى طريق الحرير القديم، حيث كان "مهرجاناً ثقافياً فريداً من نوعه"، تنتقل القوافل بين المدن والبلدان، وكانت اللقاءات بين الناس نموذجاً رائعاً للتبادل العلمي والثقافي والتجاري.
ورأى في ذلك كله أسساً قوية لإحياء طريق الحرير، وهي الدعوة التي بادر بها الرئيس شي جين بنغ، ودعمتها دولة قطر، واعتبرتها إحدى أهم المبادرات العالمية للتبادل.
وأشار مدير المعهد الدبلوماسي إلى جمعية الصداقة القطرية- الصينية المزمع تأسيسها وما تتطلع إليه دولة قطر من خلالها، قائلاً إن البداية قد تكون عبر الثقافة والفنون والرياضة والإعلام. ولا بد من تبادل الزيارات، لاسيما الشبابية، واستعادة طريق الحرير من جميع النواحي، وعدم حصر المبادلات في التجارة.
وأضاف إن قطر بحاجة إلى التكنولوجيا الصينية، وأن هناك حاجة أيضا لفتح قنوات ثقافية وإعلامية وعلمية وأكاديمية مشتركة، وتشجيع حركة الترجمة والنقل وتنظيم الندوات والمؤتمرات. وأنهى مذكراً بالآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..." قائلاً إن هذا هو أساس التوجه القطري نحو العالم.
م.ن/م.ب