اشتعلت أمس حدة المنافسات في ثاني أيام النسخة 12 بمهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في سبخة مرمي بسيلين، وتأهل 4 صقور للدور المقبل في بطولة الطلع، كما تأهل 3 شواهين لنهائي بطولة هدد التحدي.
ففي بطولة الطلع، أقيمت منافسات المجموعات من السابعة إلى الثانية عشرة، حيث تأهل كل من تركي بن عبدالله الدوسري عن المجموعة الثامنة، وفريق برزان الذي تأهل بصقرين عن المجموعتين التاسعة والثانية عشرة، وجابر عبيد الغيثاني عن المجموعة العاشرة.
وقال السيد محمد مبارك العلي، رئيس لجنة الطلع، إن اليوم الثاني للمهرجان عرف مشاركة 6 مجموعات من المجموعة السابعة حتى الثانية عشرة في أجواء رائعة اتسمت بالمنافسة والتحدي، مشيراً إلى أنه بسبب الرؤية الأفقية المتدنية، جرى انتظار اتضاح الرؤية لإعطاء انطلاقة المنافسات.
وشهدت بطولة هدد التحدي منافسة قوية بين فروخ الشواهين وزاجل عبدالله فخرو، حيث تمكّن الصقارون من الظفر بالحمام بعد مغامرات ومناورات قوية في سماء سبخة مرمي بسيلين، التي تابعتها الجماهير في موقع المهرجان وعبر قنوات الكأس ووسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يحظى المهرجان بمتابعة جماهيرية عريضة بالداخل والخارج.
وتأهل في بطولة هدد التحدي 3 صقور، تعود لكل من فريق القمة، وعبدالرحمن بن مبارك النابت، وفريق المشغار ليصل عدد المتأهلين في اليومين الأول والثاني إلى 4 متأهلين لنهائي بطولة هدد التحدي؛ حيث يحصل كل متأهل على جائزة قدرها 100 ألف ريال، إضافة إلى المنافسة على الجائزة الكبرى في نهائي البطولة.
وقال السيد علي بن سلطان الحميدي رئيس لجنة هدد التحدي: نلاحظ منافسة وبداية قوية مع انطلاقة المهرجان، خاصة مع هدد التحدي بطولة الإثارة والمنافسة بين الصقور والحمام الزاجل، حيث تأهل في اليومين الأول والثاني 4 صقارين حتى الآن، ما يدل على تمكن الصقارين والاستعداد والتدريب الجيد.
وأوضح أن الفوز بالهدد يكون بصيد الصقر للحمامة الزاجلة أو تزبينها، ويعني ضربها والسيطرة عليها، أو محاصرتها في مكان معين.
وقال الحميدي: «إن البطولة اليوم أمس، شهدت المنافسة بين المشاركين في المجموعة الثانية، لافتاً إلى ضرورة الاستعداد الجيد والمبكر لهذا التحدي الأكبر والأكثر إثارة؛ لأن التدريب الجيد للصقور يساعدها على الوصول لأهدافها.
وأوضح أن المهرجان في عامه الثاني عشر أصبح له طبيعة خاصة، سواء بين الصقارين الذين يعرفون قواعد المشاركة أو بين الجمهور المتحمس للمنافسة، مطالباً الصقارين المشاركين بأهمية التواجد مبكراً في موقع المهرجان، حيث تنطلق المنافسة في هدد التحدي الساعة الثانية عشرة ونصف، حتى يتم الالتزام بالجدول المعلن، وتتاح للجميع فرص متساوية؛ لأن عدم الالتزام يجعل اللجنة تستبعد من يتأخر عن الموعد المحدد سابقاً، وهذا يضيّع مجهوده في تدريب الصقر، ويضيع عليه متعة المنافسة في المهرجان.
وقال: «إن الجميع أصبح بعد البطولات السابقة متمرساً حتى على الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية التي يحرص الجميع على تحقيقها على أرض المهرجان».
شعبية كبيرة بالمنطقة
من جهته أكد السيد محمد بن عبداللطيف المسند نائب رئيس جمعية القناص القطرية ونائب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان مرمي 2021، أن المهرجان حقق على مدار السنوات الماضية جماهيرية كبيرة ليس على مستوى قطر فحسب، بل على المستوى الخليجي والدولي نتيجة النجاح في التنظيم وتميز بطولاته وتنوعها، ما أسهم في نجاحه عاماً بعد عام، مؤكداً أن المهرجان يفتح أبوابه للجميع من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، والذين غالباً ما تكون مشاركاتهم إيجابية، وتزيد المنافسة في البطولات الدولية، وتزيد من متابعة المهرجان إعلامياً وشعبياً.
وأكد المسند أن اللجنة المنظمة ترحّب بالجميع بين إخوانهم الصقارين القطريين، مشيراً إلى أنه حتى الآن سجل 44 صقاراً في بطولة هدد التحدي الدولي والمقرر إقامتها يوم 26 يناير الجاري، وأن التسجيل لا يزال مفتوحاً أمام الجميع حتى 24 يناير في بطولة الدعو الدولي التي سوف تقام 25 يناير الجاري.
وأوضح أنه جرى تأخير موعد المسابقات الدولية حتى يتمكّن المشاركون من الخليج من تدريب طيورهم بوقت كافٍ على أرض المهرجان، ولتقضي الصقور فترة في المكان للتأقلم مع البيئة والمكان، وبالتالي نتيح للجميع فرصاً متساوية .
وقال: «إن المشاركة من الصقارين الخليجيين تستلزم حضورهم شخصياً، ولا يجوز مشاركة الصقر دون حضورهم، كاشفاً عن إتاحة المشاركة للأشقاء الخليجيين في بطولة المزاين، حيث ما زال التسجيل متاحاً بها في فئتي «الحر» و»الفرخ الحر».
وتوجّه نائب رئيس جمعية القناص القطرية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان بالشكر للحكومة الرشيدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالتراث القطري وتراث الصقارة على وجه الخصوص، وتدعم كل ما يعزز هذا التراث ويحافظ عليه كجزء من الموروث الشعبي، كما توجه بالشكر لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني لرعايته المستمرة للمهرجان، واهتمامه بدعم الصقارين.
كما توجّه بالشكر إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» التي تدعم سنوياً المهرجان، مشيداً في الوقت ذاته بالصقارين الذين يحافظون على نجاح المهرجان من خلال الالتزام بالمواعيد المقررة، وبالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا «كوفيد ـ 19».
منافسات مثيرة
بدورهم، أشاد الصقارون بتنظيم المهرجان والنجاح المستمر سنة بعد أخرى، مؤكدين أن التنافس له متعة خاصة وخاصة مع تكوين فرق، مما يساعد في تكريس المنافسة لأنها تكون بروح الفريق وليس فردياً فقط وإن كان التحدي مازال متاحاً فردياً، كذلك فإنما لكل تحدٍّ طعم ومذاق خاص.
وقال عبدالرحمن بن مبارك النابت أحد المتأهلين لنهائي هدد التحدي: إن المنافسة قوية ونحمد الله على التأهل، ونستعد للمشاركة القادمة في النهائي، مشيداً بالتنظيم والبطولة وأهميتها في الحفاظ على الموروث الشعبي في قطر والخليج.
وقال محمد بن عبدالله أحد المتسابقين في بطولة الطلع إن البطولة مهمة ولها طبيعة خاصة، حيث تستهدف تدريب الصقر على الصيد والاطلاع على الفريسة، وهي بطولة لها جمهورها الخاص الذي يتابعها باستمرار، وتحتاج إلى تدريب جيد، مشيداً بتنوع البطولات في المهرجان بما يلبي حاجة واهتمام الصقارين.
ومن المقرر أن تتواصل اليوم الأحد بطولات المهرجان، حيث يتم التنافس بين المشاركين في المجموعات من الثالثة عشرة وحتى الثامنة عشرة في بطولة الطلع، فيما تكون المنافسة بين أفراد المجموعة الثالثة في هدد التحدي.