

احتفل مجلس الشورى، أمس، بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسه، وذلك في فعالية أقامها بهذه المناسبة في مقر المجلس، بحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس، والأمين العام للمجلس، وعدد من الأعضاء والموظفين السابقين والحاليين بالمجلس.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الحفل، أعرب سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، عن خالص تهانيه لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس مجلس الشورى، مؤكدا أن المسيرة المباركة للمجلس انطلقت وفق الرؤية الحكيمة للقادة حكام وأمراء البلاد الذين وضعوا لبنات هذا الصرح التليد الشامخ، ليمثل إرادة ومشاركة أبناء الشعب القطري الوفي في إدارة شؤون بلادهم.
وأكد سعادة رئيس المجلس أن القيادة الحكيمة آمنت بالمشاركة الشعبية في التشريع، وهو ما تجسد في مواضع عديدة سواء في المادة الأولى للنظام الأساسي المؤقت عام 1970، والنظام الأساسي المؤقت المعدل 1972، وفي الدستور الدائم للبلاد الذي صدر في عام 2004.
وتابع سعادته قائلا «لقد قيض الله لبلادنا قيادة حصيفة اهتمت ورعت تطوير المشاركة الشعبية، واتخذت التدرج وسيلة لبلوغها»، مبينا سعادته أن ذلك يعد دليلا على أهمية الشورى التي جعلها الله منهجا في الحياة وسبيلا لتصريف شؤون البلاد.
وأضاف سعادته «لذا جاءت أنظمتنا للحكم مستمدة من ديننا الحنيف، وأكدها الدستور الدائم، فنشأ المجلس في البدء كمجلس يضم عشرين عضوا لمعاونة الحاكم في التشريع، وتدرج متوافقا ومستجيبا لمقتضيات نمو وتطور المجتمع ومقومات الدولة، حتى أصبح اليوم لدينا مجلس انتخب ثلثاه انتخابا حرا مباشرا».
واستذكر سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، الآباء المؤسسين للمجلس، مشيدا بما بذلوه من جهود وبما قدموه من إنجازات عبر مسيرة المجلس.
الدستور الدائم
وفي هذا السياق، استحضر سعادته، الخطوة التي اتخذها المغفور له بإذن الله سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، في التاسع عشر من أبريل عام 1972 بتعديل النظام الأساسي المؤقت الصادر في 2 أبريل 1970. والذي نص على تنظيم السلطات في الدولة وعلى إقامة مجلس شورى يسهم في تشريع القوانين.
وأضاف سعادته «هذا ما يذكرنا بالدور المهم الذي قام به صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله» بإصدار الدستور الدائم لدولة قطر في عام 2004 بعد عرضه على الاستفتاء وإجازته بنسبة 97.66% من أصوات الناخبين».
وثمن سعادته، الرعاية الخاصة التي حظي بها المجلس من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهو ما تجلى في تعديل تشكيل المجلس وتعيين 4 عضوات لأول مرة في تاريخ المجلس عام 2017، وإصدار قانوني رقم (6) ورقم (7) لسنة 2021، وما شهده المجلس لأول مرة في تاريخه بانتخاب ثلثي أعضائه عبر التصويت الحر المباشر.
إسهامات وإنجازات
وتطرق سعادة رئيس المجلس في كلمته، للإسهامات العديدة والمهمة للمجلس في مجال التشريع، على مدى نصف قرن، مبينا أن جميع قوانين الدولة والصكوك القانونية الهامة قد خضعت لبحث ونظر ودراسة مجلس الشورى ونالت موافقته المسبقة قبل صدورها.
وأشاد سعادته، بالجهود التي بذلها جميع من ساهم في إنجازات المجلس خلال مسيرته من رؤساء ونواب رؤساء وأعضاء وسكرتارية وموظفين، بكافة تخصصاتهم، منوها بدور من قادوا مسيرة المجلس منذ أول رئيس تولى رئاسة المجلس في ظل الاستقلال عام 1972.
وبين سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم أن المجلس لم يعمل بمعزل عن الشعب الذي يمثل إرادته بكافة شرائحه من النساء والرجال والشباب، الذين ساهموا مباشرة أو بطرق غير مباشرة في إنجازات المجلس، مؤكدا أن المجلس يضع مصلحتهم ومنفعتهم في عين الاعتبار.
ونوه سعادته بدور وسائل الإعلام، مثمنا جهودها في نقل أخبار المجلس وفعالياته وأنشطته عبر السنوات دون انقطاع بتجرد وحياد.
مشاركة شعبية
من جهتها، أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، أن الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على تأسيس المجلس، يعد انعكاسا ودليلا على إيمان القيادة الرشيدة بأهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار.
وأضافت سعادتها أن دعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، للمجلس وإجراء الانتخابات في أكتوبر الماضي، يعد تتويجا لهذه المسيرة التاريخية الحافلة.
ووصفت سعادتها تلك المسيرة التي امتدت لنصف قرن بالريادية في مشاركة الشعب في اتخاذ القرار، وقالت: «منذ خمسين عاما آمنت القيادة الرشيدة والآباء المؤسسون بضرورة مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار، والاستفادة من خبراتهم في سن القوانين والتشريعات».
واستعرضت سعادتها المسيرة التاريخية للمجلس، منذ تأسيسه في عام 1972، عندما كان مكونا من عشرين عضوا، إلى اليوم الذي بلغ فيه عدد الأعضاء 45 عضوا أغلبهم منتخب انتخابا مباشرا»، مؤكدة أن التطور التدريجي في مسيرة المجلس كان متوافقا ومتناسبا مع متطلبات كل مرحلة.
وأكدت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، أن هذا الإرث وهذه الأمانة تتطلب حملها بكل مسؤولية، عبر وضع المصلحة الوطنية على رأس الأولويات.
وثمنت سعادتها جهود جميع من أسهم في إنجاح مسيرة المجلس، مشيدة بجهود الموظفين الذين تم تكريمهم اليوم، وواصفة هذا التكريم بالمستحق، وداعية جميع الموظفين إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل رفعة بلدهم وتحقيق تنميته وازدهاره.
مرحلة جديدة
أكد سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة أمين عام مجلس الشورى، أن الاحتفال بذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس مجلس الشورى، يمثل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة في تاريخ المجلس مليئة بالإنجازات التي ستعزز من جهود التنمية، معرباً عن تهانيه لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله» بهذه المناسبة.
وأشار سعادته في تصريح له بمناسبة الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس مجلس الشورى، إلى أن مسيرة المجلس خلال الخمسين عاماً الماضية كانت مليئة بالإنجازات وفق كل مرحلة تاريخية، متطلعاً إلى مزيد من الإنجازات مستقبلاً.
وقال سعادته إن هذه الاحتفالية تمثل تقديراً للجهود التي بذلها موظفو الأمانة العامة ودافعاً لهم لبذل المزيد من الجهود بما يحقق رفعة وطنهم.
وفي هذا السياق، هنأ سعادته الموظفين المكرمين ممن أمضوا عشرين عاماً وأكثر في العمل، مثمناً جهودهم في هذا الجانب وقال «إن الجهود التي بذلها الموظفون خلال مسيرة المجلس التاريخيية مقدرة وكان لها الأثر البارز في إنجاح مسيرة التشريع في بلادنا، ودليل ذلك تكريم المجلس لهم اليوم تقديراً لجهودهم التي بذلوها».
ولفت سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة أمين عام مجلس الشورى، إلى أن الأمانة العامة للمجلس ستبذل كل ما في وسعها لمواصلة المسيرة الناجحة للمجلس عبر تسخير كافة الجهود لخدمة المسيرة التشريعية، بتتبع خطى المؤسسين وما بذلوه من تضحيات، دون اغفال التطوير والتحديث في عمل الأمانة العامة.
أسرة واحدة
من جانبه، قال سعادة السيد فهد بن مبارك الخيارين، السكرتير العام السابق لمجلس الشورى، في كلمته التي ألقاها نيابة عن الموظفين المكرمين: «إن الاحتفال بهذه المناسبة، يؤكد أننا أسرة واحدة تسودها المحبة والإخاء، وترفرف عليها السعادة والوفاء والإخلاص، وذلك بفضل التعاون والشراكة بين الرؤساء وأعضاء المجلس الحالي منهم والسابق».
وأعرب السيد الخيارين، باسمه وباسم المكرمين، عن شكره لسعادة رئيس المجلس ولسعادة نائب الرئيس والسادة أعضاء المجلس والأمين العام للمجلس، معبرا عن عظيم تقديره على هذه اللفتة الكريمة، «التي تعد مصدر فخر واعتزاز وعرفان»، معتبرا هذا التكريم تكريما للمجتمع بأسره لاهتمامه ومتابعته لعمل المجلس، «الذي لا يكتمل إلا من خلال تضافر وتآزر جهود الجميع بعضنا مع بعض».
وخلال الحفل، قام سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، بتكريم قدامى موظفي المجلس، معربا عن شكره وتقديره لهم لما بذلوه من جهود في خدمة هذا الصرح الوطني الكبير والمهم.
وشمل التكريم 23 موظفا ممن قضوا سنوات في خدمة المجلس تجاوزت العشرين وبلغت الخمسين عاما، وهم: سعادة السيد فهد مبارك الخيارين، السيد عبدالرحمن محمد الجفيري، السيد علي سلطان العسيري، السيد محمد خلف الزامل الكواري، السيد عبدالرضا مهدي الماجد، السيد محمد إبراهيم شهبيك، السيد مبارك معجب الخيارين، السيد محمد خلف الكواري، السيد محمد عايض العتيبي، السيد علي محمد العبيدلي، السيد محمد بخيت مشعان، السيد أحمد عوض النوبي، السيد عبدالله محمد شريف، السيد محمد سالم التمتام المري، السيد خالد إبراهيم الصفدي، السيد عبدالله نصرالله الحاج سالم، السيد عبدالمجيد إبراهيم التميمي، المغفور له بإذن الله عمير حسين القحطاني، السيد عبدالمعطي محمد حمد، السيد عبدالله عباس الحداد، السيد عبدالله عبدالعزيز الغانم، المغفور له بإذن الله متعب عبدالرزاق المنصوري، السيد محمد سعيد النعيمي.
وتم خلال الحفل عرض فيلم قصير عن مسيرة مجلس الشورى، كما دشن سعادة رئيس المجلس الموقع الإلكتروني للمجلس بحلته الجديدة.
وعلى هامش الحفل، أقيم معرض اشتمل على وثائق تاريخية وصور، وثقت مسيرة المجلس منذ نشأته إلى اليوم.
كما قام سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة أمين عام مجلس الشورى، رئيس جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية، بتكريم سعادة السيد فهد بن مبارك الخيارين، السكرتير العام السابق لمجلس الشورى.