«الجزيرة» تميزت بخطها التحريري المنحاز إلى قضايا الإنسان

alarab
محليات 02 نوفمبر 2021 , 12:45ص
الدوحة - العرب

عقد مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، ندوة حوارية، أمس الأول، بالدوحة، تحت عنوان «25 عامًا على إطلاق الجزيرة: ماذا تغير في الإعلام العربي والعالمي؟»، تحدث فيها: أحمد الشيخ، رئيس تحرير قناة الجزيرة الإخبارية سابقًا، ونور الدين ميلادي، أستاذ الإعلام بجامعة قطر، وإبراهيم أبو شريف، أستاذ الصحافة بجامعة نورث ويسترن بقطر، وأدارتها وعد زكريا، المذيعة بقناة الجزيرة مباشر، وذلك بالتزامن مع احتفال شبكة الجزيرة الإعلامية بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها.
ألقت الندوة الضوء على تجربة الجزيرة، وناقش المتحدثون مواكبة قنواتها ومؤسساتها للمتغيرات التي شهدتها البيئة الإعلامية والتمسك في ذات الوقت بثوابتها التحريرية، كما تتبعت تأثير الجزيرة في الإعلام العربي، شكلًا ومضمونًا، وحلَّل المتحدثون في الندوة أثر الجزيرة على وعي المتلقين لرسالتها الإعلامية؛ خاصة بعد نجاحها في إنهاء احتكار العواصم الكبرى للإعلام، والذي ظل لعقود موجَّهًا من الشمال إلى الجنوب، واختتمت الندوة نقاشاتها بالحديث عن مستقبل الجزيرة والإعلام العربي عمومًا في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة، والتي لم يعد الجمهور بسببها متلقيًا فحسب بل متفاعلًا مع الرسالة الإعلامية ومؤثِّرًا في مضمونها، وبعد أن صار في أحيان كثيرة هو نفسه المرسِل وصانع المحتوى. 
قضايا الإنسان
وفي هذا السياق، خلصت الندوة إلى أن ما ميَّز الجزيرة منذ انطلاقتها الأولى عام 1996 هو خطها التحريري الذي انحاز إلى قضايا الإنسان واشتغل تحت سقف عال من حرية الرأي، وهو ما سمح لأول مرة للأصوات المعارضة أن تظهر على الشاشة، وأن يكون ترتيب الأخبار وفقًا للمهم والمؤثِّر، بعيدًا عن الترتيب التقليدي للنشرة والذي كان سائدًا في الإعلام العربي قبل الجزيرة، حيث كان أغلبها متعلقًا بالرؤساء أو الملوك وأنشطتهم وأقوالهم ثم من يلونهم في الهيكلية السياسية حتى لو لم تكن الأخبار الخاصة بهم مهمة أو ذات أولوية بالنسبة للمشاهد. 
وأوضحت الندوة أن الجزيرة أتاحت المعلومة للمتلقي بعد أن كانت حكرًا على مؤسسات الإعلام الرسمي والتي كانت في الغالب محكومة بسقف محدود للغاية من الحرية، مما كان يحرم المشاهد من المعرفة. 
وأكدت الندوة على أن سرَّ تميُّز الجزيرة أيضًا يرجع إلى أنها قدمت الخبر مصحوبًا بسياقه وخلفياته وأبعاده وما وراءه من دوافع وأسباب ومسببات؛ الأمر الذي أسهم في رفع الوعي والفهم والإدراك لدى المشاهد. 
فضلًا عن ذلك، فقد قدَّمت الجزيرة، كما ذهب إلى ذلك المتحدثون في الندوة، سردية أخرى للأحداث خاصة فيما يتعلق بالملفات الشائكة كالملف الفلسطيني وملفات احتلال بعض الدول كأفغانستان والعراق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأصبح المشاهد مع تلك السردية التي قدمتها الجزيرة متحررًا من إسار السردية الأحادية للإعلام الإسرائيلي أو الغربي. 
وأوضح المتحدثون أن مهنية الجزيرة سواء في تعاطيها مع المضمون، ولاسيما من ناحية التوازن والموضوعية والدقة والتنوع، وأيضًا من ناحية الشكل الفني من تصوير وتقديم وإخراج، أوجدت بيئة للمنافسة جعلت العديد من القنوات الحكومية والخاصة تطور من أدائها حتى تحافظ على جمهورها الذي ذهب أغلبه إلى شاشات الجزيرة. 
عصر الإعلام الرقمي
وانتقل الحديث في الندوة إلى دخول الجزيرة عصر الإعلام الرقمي وتميزها في هذا المجال أيضًا وجاؤوا على ذكر تجربة الجزيرة بلس (AJ+) التي توجهت بمضمونها ذي الأربع لغات (العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية) إلى جمهور من الشباب راعت في المادة المقدمة إليه خصوصية هذه الفئة العمرية، فقدمت مضمونًا يناسب اهتماماته ويتماشى وأولوياته، بأشكال وقوالب شائقة وجاذبة ومختصرة وبها ثراء بصري وسمعي يحبِّبهم إليها، وأن هذه التجربة حازت على إقبال كبير فاق التوقعات بعد أن بلغت أعداد المشاهدات لمقاطع الفيديو التي بثَّتها، باللغات سابقة الذكر، المليارات.  

عبدالهادي العبيدلي رئيس قسم الإخراج: «الخوف والتوتر» لازماني في أول أيامي بالمبنى

عبدالهادي العبيدلي رئيس قسم الإخراج في الجزيرة تحدث لـ »العرب» عن تجربته في العمل مع الشبكة، وقال: تجربتي كانت ممتعة في قناة الجزيرة. أتذكر أول يوم دخلت فيه قناة الجزيرة كنت متوتراً وخائفاً كون المكان له رهبـة إعلاميـة خاصـة يلتمسها كل زوارها، وتعلمت من الزملاء الفنيين والصحفيين الكثير، فقد كان العمل اليومي يتسم بالطابع العاجل والأخبار السريعة والالتزام بالموعد واحترام الوقت وسرعة اتخاذ القرارات وسرعة البديهة من أساسيات العمل كمخرج في القناة.
وأضاف: عاصرت في الجزيرة أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب أفغانستان وحرب العراق مروراً بأحداث فلسطين ولبنان، وكانت جميعها تقوم على صقل الموهبـة الفنـية لديَّ.
وتابع العبيدلي: الجزيرة دائما في تجدد مستمر، وتحافظ على نفسها في صدارة الإعلام العربي بصحفييها وفنييها، فالاهتمام المباشر من قيادة الجزيرة للكادر البشري لتطويره واطلاعه على أحدث التكنولوجيا الحديثة تكسب الموظف زخما قويا من المعلومات التي من شأنها أن يتأسس الموظف ويكون قادرا على مواكبـة كل جديد في عالم تكنولوجيا الإعلام.
واختتم بالقول: في عامها الـ 25 أتمنى للجزيرة دوام الصدارة والشموخ على صدارة قنوات العالم العربيـة والعالميـة، ستبقى دائما على نهجها الفريد وأتمنى لها ولجميع موظفيها في أنحاء العالم كافـة دوام التقدم والتطور.

فراس السليطي مدير قطاع العمليات: دورتان تدريبيتان لموظفينا سنوياً.. ونحن على العهد

قال فراس السليطي مدير قطاع العمليات في شبكة الجزيرة: إن الجزيرة تفردت منذ بدايتها وذاع صيتها، حيث إنها واكبت حرب الخليج الثانية، وكانت مصدرا للخبر، وأول من أذاع الأخبار والصور.
 وتطرق السليطي في تصريحات، قبيل بدء فعاليات الحفل أمس، إلى الخطة الإستراتيجية التي نفذتها الشبكة في مجال التغطيات الإخبارية وتدريب الكوادر، وكيف أنها استطاعت أن تكون صحفيين شاملين قادرين على تغطية الأحداث بمفردهم، دون الحاجة إلى فريق يساندهم.
وأضاف السليطي أن الجزيرة على مدى الخمسة والعشرين عاما من عمرها تفردت بالخبر العاجل والتحليل العميق وعملت على تنمية مهارات العاملين فيها.
 ونوه بأنه من ضمن الخطط السنوية للقطاع أن يستفيد كل موظف من دورتين تدريبيتين كل عام، سواء من خلال المدربين الأكفاء الموجودين في الشبكة وفي الإدارة تحديدا أو من خلال التدريب بمعهد الجزيرة، إذ لا يقتصر التدريب على مدرسة معينة أو منهاج معين بحيث يتم اعتماد المدرسة الأمريكية والمدرسة الأوروبية والمدرسة العربية أيضا، وفي نفس الوقت يعتمد القطاع على الشركات الخارجية التي يتم ارسال المتدربين إليها كي يتعلموا وهو ما ينعكس بالإيجاب على مستوى الشاشة. 
وأشار إلى التجديد الذي حدث يوم أمس على الشبكة من الناحية التقنية، لافتا إلى تقنية «الستيدي كام» التي أصبحت تسمح للمذيع بالتحرك داخل الاستوديو بانسيابية أكبر ومرونة.
وفي كلمته الأخيرة قال السليطي: نحن على العهد، ونسعى دوما لإرضاء الجمهور.