رئيس الإكوادور يستقبل رجال أعمال قطريين قريباً
حوارات
02 نوفمبر 2015 , 08:08ص
اسماعيل طلاي
أكد سعادة قبلان أبي صعب، سفير جمهورية الإكوادور لدى قطر أن العلاقات بين البلدين متميّزة وتشهد نقلة نوعية منذ تدشين سفارتي البلدين العام 2012، مشدداً على التقارب بين الدولتين بكافة الأصعدة، معرباً عن اعتزازه وفخره بالاستقبال الحافل والمميّز الذي حظيت به سفينة «السلام» الإكوادورية بالدوحة، من قِبل أعلى السلطات الرسمية، الأمر الذي يعكس «المحبة والتقدير» بين البلدين.
وأثنى سعادته على التطور الذي تشهده المبادلات التجارية بين البلدين، مع تزايد اهتمام رجال الأعمال والشركات الخاصة القطرية للاستثمار في الإكوادور، كاشفاً عن زيارة مرتقبة شهري نوفمبر وديسمبر المقبل لوفد هام من رجال الأعمال القطريين يرأسه سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إزدان» القابضة لأجل بحث فرص استثمارية في قطاع العقارات والسياحة والمنشآت والعمران، إلى جانب القطاع المصرفي والتأمين والاتصالات، وسيخصّص استقبال حافل، وعلى أعلى مستوى للوفد، حيث سيستقبل سعادة الشيخ الدكتور خالد آل ثاني من قِبل فخامة رئيس جمهورية الإكوادور، ونائب الرئيس، ومختلف الوزراء، ورجال الأعمال، وأبرز الفاعلين الاقتصاديين. وتطرق سعادة السفير بالحديث إلى قضايا مختلفة حول العلاقات بين البلدين، تطالعونها في نص الحوار التالي..
¶ ما الأهمية التي تكتسيها زيارة سفينة «السلام» لدولة الإكوادور إلى الدوحة، والرسالة التي تحملها؟
- هذه السفينة مصنفة بالنسبة لدولة الإكوادور «سفيرا متجولا»، ينقل رسالة سلام ومحبة إلى العالم، وهي أيضا تنقل بعض تاريخ وثقافة وفن دولة الإكوادور إلى العالم.. وهذه مهمتها الأساسية، إلى جانب مهمتها في تدريب الناشئين من المنضمين إلى البحرية الإكوادورية على متن هذه السفينة أثناء سفرها.
¶ ولماذا تم اختيار قطر ضمن وجهات عالمية أخرى، ضمن المحطات التي تقف فيها السفينة؟
- هذه السفينة تقوم برحلة حول العالم، تزور خلالها 14 دولة من القارات الأربع عبر العالم، وقد اختارت قطر ضمن محطاتها، لما لقطر من مكانة وحضور دوليين، ودورها الفاعل والمهم في المنطقة والعالم. كما أن اختيار قطر، هو رسالة محبة إلى الشعب القطري والحكومة القطرية، لأجل توطيد العلاقات وأواصر الصداقة بين البلدين، فنحن نعتبر قطر دولة صديقة، ودولة نتشرف بأن تكون لنا علاقة مميّزة معها.
وحضور السفينة إلى الدوحة، خير دليل على محبتنا لبلدكم، وإرادة دولة الإكوادور لتوطيد العلاقة بين البلدين.
¶ هل كانت هناك زيارات للسفينة وطاقمها طيلة فترة رسوها بميناء الدوحة؟
- بالفعل كانت هناك برامج غنية وثرية منذ لحظة وصول سفينة السلام يوم الخميس الماضي، حيث حظي طاقم السفينة باستقبال رسمي بحضور السلطات القطرية وشخصيات بارزة، على رأسها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، ورجال أعمال قطريين، يتقدمهم سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني، وقيادات عسكرية، وسفراء معتمدين لدى قطر.
كما تشرفنا باستقبال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا».
وأقيم احتفال ثقافي وفني على شرف طاقم السفينة، وهذه مناسبة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير لإدارة الحي الثقافي، كما تشرفنا كثيرا بالحضور النوعي وعالي المستوى للمسؤولين والشخصيات العسكرية القطرية للحفل الذي نظمناه أمسية أمس الأول على متن السفينة، وعلى رأسهم الصديق العزيز سعادة الشيخ حسن بن خالد آل ثاني، سكرتير حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى لشؤون العائلة. كما قمت بصفتي سفيرا لدولة الإكوادور بالدوحة رفقة قائد السفينة بزيارة بروتوكولية التقينا خلالها اللواء إبراهيم سعد الكبيسي، قائد القوات البحرية الأميرية القطرية بالوكالة، وكان اللقاء فرصة لتبادل المشاورات والآراء حول التعاون بين القوتين البحريتين، وقدم قائد السفينة «درع السفينة» للواء إبراهيم سعد الكبيسي قائد القوات البحرية الأميرية القطرية بالوكالة.
وقدم اللواء بدوره «درع القوات البحرية الأميرية القطرية» لقائد السفينة الإكوادورية. وتسلم سفير دولة الإكوادور بالدوحة درعا من قائد القوات البحرية الأميرية القطرية بالوكالة. كما قام طاقم سفينة «السلام» بزيارة إلى القاعدة البحرية، بهدف التعرف على المراكب البحرية القطرية، والقاعدة بشكل عام. كما قام وفد من البحرية الأميرية القطرية يضم 40 فردا بزيارة سفينة «السلام»، لأجل تبادل الخبرات والمعلومات. وأبدى القائدان رغبة قوية لتبادل زيارات مماثلة مستقبلا، وتعاونا أكبر وأوسع بين القوات البحرية لكلا البلدين.
¶ الحضور اللافت لكبار المسؤولين ورجال الأعمال القطريين لاستقبال السفينة، ما دلالته بالنسبة لكم؟
- هذا يترجم شعور المحبة والتقدير، وعمق العلاقة الشخصية، وعلاقة البلدين، العلاقة بين قيادة الدولتين. وهذا التفاعل الإيجابي والمميّز بين قيادتي وشعبي البلدين.
¶ كيف تقيّمون العلاقات الدبلوماسية بين قطر والإكوادور منذ تأسيسها؟
- تمر العلاقات بين قطر والإكوادور بأهم مراحلها، وهناك تقارب بين الدولتين على كافة الأصعدة، وهذا ناتج عن اهتمام القيادتين في الدولتين بتوطيد العلاقات والتقارب بين البلدين. وبطبيعة الحال، فقد بدأت العلاقات تتميّز وتتفاعل بين البلدين منذ افتتاح سفارة الإكوادور بالدوحة شهر فبراير 2012، وتلاها افتتاح سفارة قطر في العاصمة الإكوادورية في العام نفسه، لتنطلق اللقاءات وتبادل الزيارات بين البلدين، وعلى رأسها زيارة صاحب السمو الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني شهر مايو 2013، على رأس وفد رفيع المستوى، وتلتها زيارة فخامة الرئيس رافيل كوريا إلى الدوحة العام الماضي. وتكررت اللقاءات والزيارات بعدها بين البلدين، الأمر الذي فّعل علاقة التقارب. واليوم يمكنني القول: «إن العلاقات ممتازة جدا ومميّزة بين بلدينا، وهناك انفتاح من الطرفين».
¶ هل من زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين في الأفق؟
- دوما هناك زيارات واتصالات وتقارب، ونأمل أن يكون هناك لقاء بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وفخامة السيد رفاييل بيسينته كوريا دلغادو رئيس جمهورية الإكوادور، على هامش قمة الدول العربية وأميركا الجنوبية في نوفمبر المقبل بالرياض.
¶ ماذا عن المبادلات التجارية بين البلدين؟
- في السابق، كانت قيمة التبادل التجاري في درجة الصفر، وبعد افتتاح السفارتين بدأ التبادل التجاري ينشط ويزداد بين البلدين، رغم بعد المسافة، وعلى الرغم من أنه لم يصل بعد المستوى الذي نتطلع إليه، لكن العلاقات التجارية بدأت تنمو في زمن قصير، ونأمل أنها ستمضي نحو الأفضل مستقبلا. وقد وقعت قطر مع جمهورية الإكوادور في السنوات الثلاث الأخيرة ما يزيد على 14 اتفاقية بين الدولتين، وهذا أمر مهم جدا في رسم الإطار القانوني للتعامل بين المؤسسات والقطاعات الاقتصادية بين الدولتين.
¶ هل هناك استثمارات للقطاع الخاص القطري في بلادكم؟
- هناك اهتمام كبير من قِبل رجال الأعمال القطريين للاستثمار في الإكوادور، لما يؤمّنه بلدنا من استقرار سياسي، ونمو اقتصادي، وقوانين اقتصادية ملائمة ومشجعة تحفّز المستثمر الأجنبي، والقطري بشكل خاص للقيام بمشاريع استثمارية في الإكوادور. وهناك عدد لا بأس به من رجال الأعمال القطريين زاروا الإكوادور، وتعرفوا عن قرب على مجالات الاستثمارات. وهناك شركات في الإكوادور برؤوس أموال قطرية، ويملكها رجال أعمال قطريون. منها مجموعة نفطية اسمها «جينتي أويل»، استثمرت إلى يومنا، بحدود 700 مليون دولار، وهي تتطلع للاستثمار في مشاريع جديدة بحقول النفط. وفي مجال السياحة.
وإجمالا، هناك اهتمام لرجال أعمال وشركات خاصة للاستثمار في الإكوادور، وفي مشاريع سياحية ضخمة بملايير الدولارات، تشمل إنشاء مجموعة فنادق سياحية ومطاعم، ومختلف المرافق السياحية. وقد بلغت المفاوضات بشأن تلك المشاريع مرحلة متقدمة جدا، وأتمنى أن تصل مرحلة توقيع الاتفاقيات قبل نهاية السنة، لتنطلق هذه المشاريع الاستثمارية القطرية على أرض الواقع، وهي مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات. سنكشف عنها لاحقا، بمجرد التوقيع عليها، وبعض المشاريع بين القطاع الخاص القطري وقطاعات حكومية في دولة الإكوادور.
¶ هل هناك ترتيب لزيارات مقبلة لرجال أعمال قطريين لدفع عجلة الاستثمارات بين البلدين؟
- بالفعل، في المستقبل القريب، هناك وفد قطري كبير ومهم جدا لمجموعة «إزدان» القابضة، برئاسة رجل الأعمال البارز، والصديق العزيز سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني، والذي سيشرفنا في الإكوادور على رأس مجموعة من مديري شركات مجموعة «إزدان» بين نوفمبر وديسمبر 2015، بهدف الاطلاع على المجالات التي يمكن الاستثمار فيها بالإكوادور، خاصة بالقطاعات العقارية والسياحية والمنشآت والعمران، والقطاع المصرفي والتأمين والاتصالات، وسيخصّص استقبال حافل، وعلى أعلى مستوى، حيث سيكون لسعادة الشيخ الدكتور خالد آل ثاني لقاء مع فخامة الرئيس، ونائب الرئيس، ومختلف الوزراء، ورجال الأعمال، وأبرز الفاعلين الاقتصاديين الذين لهم علاقة بالقطاعات التي سيشملها برنامج الزيارة. ونحن نرحب بهذه الزيارة، وسعداء بها، وكلنا ثقة بكفاءة وقدرة وبعد نظر سعادة الشيخ الدكتور خالد آل ثاني، والإكوادور تفتح ذراعيها وقلبها لسعادة الشيخ والوفد المرافق له.
¶ ما قراءتكم للدور الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية لحل الأزمات في العالم، والمنطقة على وجه الخصوص؟
- قطر اليوم، لها حضور فاعل ومهم جدا، ليس فقط على صعيد المنطقة، بل عالميا. وبروز قطر السياسي أمر لافت، وهي تلعب دورا مهما جدا في المنطقة والعالم. وبالنسبة للأوضاع التي تشهدها المنطقة، فنحن في دولة الإكوادور نتمنى أن تنتهي الصراعات الدموية التي تشهدها المنطقة العربية، ويتوقف هذا الدمار، ويعود الاستقرار إلى المنطقة وشعوبها، لأنها منطقة تستحق العيش بأمن وسلام، ولها تاريخ وتراث متجذر. وكافة الرسائل السماوية التي تدعو للسلم والسلام ولدت وانتشرت انطلاقا من هذه المنطقة؛ فكلنا أمل ودعاء أن يستقر الأمن والاستقرار للمنطقة العربية.
¶ كم عدد الجالية الإكوادورية ومجال نشاطها في قطر؟
- الجالية الإكوادورية صغيرة، لا تتعدى 80 شخصا، إلاّ أن السفارة تغطي المنطقة والعديد من الدول، لاسيما دول مجلس التعاون من الكويت والإمارات، والسعودية، وسلطنة عمان والبحرين. إلى جانب سوريا ولبنان والأردن ودول عديدة. والإكوادوريون في قطر يعملون في شركة الخطوط الجوية القطرية وقطاع الغاز والنفط.
¶ تستعد قطر لتنظيم مونديال 2022، كيف تتوقعون أن يكون التنظيم؟
- نحن نهنئ قطر على نيلها شرف احتضان مونديال 2022، وقد فازت بكل جدارة واستحقاق، وكلي ثقة أنه سيكون مونديالا ناجحا ورائعا، ولا أشك أن ما ستقوم به قطر عمل جبار ومتميّز، وسيخلّد في التاريخ أن هذا المونديال من أفضل الطبعات التاريخية لفترة زمنية طويلة. نهنئ قطر وقيادتها وشعبها بمونديال 2022، ونتمنى لهذه الدولة الصديقة كل النجاح والتوفيق.
¶ ما رسالتكم للقطريين الذين يعشقون السياحة لإقناعهم بزيارة بلدكم؟
- نقول لهم: «إن الإكوادور تحب قطر، وشعبنا يحبكم، وهو شعب مسالم يعشق الزوار، ويحب الشعوب العربية، وبخاصة القطريين. بلدنا جميل، ومتنوع، ومن يزور الإكوادور لمدة أسبوع، يمكنه التعرف على أميركا اللاتينية، لأنه بلد العوالم الأربعة، ففيه الشواطئ الرائعة على مسافة ألف كيلومتر، ويمكن للسائح تناول الإفطار على شواطئ الإكوادور، ويكمل يومه في أعلى القمم الجبلية عبر العالم، والمكلّلة بالثلوج، والطبيعة الرائعة. ولهم أن يزوروا منطقة الأمازون التي تعتبر رئة العالم، وهناك جزيرة «غالاباكوس» الرائعة، والفريدة من نوعها عبر العالم، والتي تعتبر اليوم معلما سياحيا وتراثا عالميا.
والأهم من كل ذلك، سيجد القطريون في استقبالهم شعبا محبّاً للحياة، وللسائحين والزوار. وكلي ثقة أن كل قطري سيزور الإكوادور سيشعر أنه فعلا في بلده الثاني. ونحن في السفارة نقوم بدورنا المهم في تعريف المجتمع القطري والخليجي بدولة الإكوادور، وأبوابنا مفتوحة لكل السياح القطريين والخليجيين لنقدم لهم كافة التسهيلات، لاسيما وأن القطريين لا يحتاجون لتأشيرة لدخول الإكوادور، فهم في بلدهم، والأبواب مشرعة لهم بمصراعيها.
س.ص