مشروعات "لايف" لدعم التعليم: 34 عاماً من برامج التنمية العلمية المستدامة لدعم المجتمعات النامية

alarab
محليات 02 سبتمبر 2025 , 10:57ص
تسنيم الريدي

يواجه التعليم في الدول النامية تحديات تهدد بعرقلة جهود التنمية والعدالة الاجتماعية، فوفقاً لتقرير UNESCO GEM للعام 2025 يبلغ معدل "فقر التعلم" 73% من الأطفال في البلدان النامية لا يستطيعون القراءة وفقاً لأعمارهم، و251 مليون طفل وشاب خارج إطار التعليم، و650 مليون يغادرون المدرسة دون شهادة ثانوية، ويبلغ معدل الالتحاق العالمي بالتعليم العالي حوالي 39%، بالإضافة ضعف تمويل التعليم، نقص تدريب المعلمين خاصة في المرحلة ما قبل الابتدائية.

لايف للإغاثة والتنمية Life for Relief And Development تأسست عام 1992، حيث بدأت أنشطة دعم التعليم وعودة الطلاب لصفوفهم الدراسية في 45 دولة حول العالم على مدار 34 عام، قامت خلالها بدعم مستمر لما يزيد عن 292 ألف طالب   وبناء وإعادة تأهيل المدارس، ودعم طلبة الجامعات بالكتب والمنح الجامعية وغيرها بنفقات بلغت حوالي 195 مليون دولار.

 

 

تأهيل المدارس وإنشاء مراكز التدريب

بدأت "لايف" نشاطها في دعم التعليم عام 1994 في العراق وأفغانستان وسيراليون بتوفير الكتب الدراسية لكليات الطب في الجامعات، وإنشاء 5 مراكز لتعليم الحاسوب والخياطة، إلى جانب توفير الأدوات الدراسية للطلاب، وإعادة تأهيل 6 من المدارس التي خرجت عن الخدمة، وإنشاء مراكز تدريب وتأهيل المعلمين.

وفي العام 2002 تم بدء بناء العديد من المدارس للأيتام أولها كان في جلال أباد ولاغمان، وفي العام 2006 بدأت "لايف" دعم المنح الدراسية لطلبة كليات الطب في باكستان والضفة الغربية والأردن، وفي عام 2008 تم بناء مدرسة للتعليم العالي في العراق ودعمها بكامل الاحتياجات الدراسية، ومدرستين في أفغانستان.

واستمرت "لايف" نشاطها بدعم التعليم في مصر ولبنان غانا والصومال وهاييتي وجواتيمالا في عام 2010 بدعم المنح الدراسية وتوفير كتب كليات الطب والصيدلة في الجامعات، وبناء 7 مدارس حتى عام 2013.

بناء المدارس ودعم الجامعات بالكتب والمنح الدراسية

وفي عام 2014 تم توسيع نشاط لايف ليضم سوريا والفلبين والولايات المتحدة 4 مدارس في العراق وبناء دورات المياه وتوفير مياه الشرب في 8 من المدارس المحتاجة، وفي العام 2018 بدأت "لايف" بتوفير الأثاث والمقاعد الدراسية للمدارس والجامعات، وبدأت نشاطها في كل من مالي واليمن وأوغندا وكندا والسنغال، هذا إلى جانب البدء في أنشطة دعم تعليم اللاجئين السوريين في سوريا الأردن ولبنان، إلى جانب المشروعات التعليمية في مخيمات النازحين.

ثم في الدومينيكان والبوسنة والمكسيك وبنغلاديش عام 2021 إلى جانب مشروع دعم التعليم العالي في سوريا وإعادة تأهيل 4 مدارس مع الملاعب الرياضية والمعامل.

ومع بدء الحرب في غزة عملت "لايف" على تأسيس أكاديمية "لايف" التعليمية التي ضمت 2,633 طالب ومشاريع الدعم النفسي للأطفال في الخيام التعليمية التي استفاد منها 900 طالب وطالبة، إلى جانب بناء مدرسة في سوريا واستكمال مشروعات التعليم العالي.

وفي عام 2022 بدأت لايف نشاطها في كينيا وأثيوبيا والسنغال وجامبيا، ثم 2023 في إندونيسيا وساحل العاج وموريتانيا والنيجر، وما بين العامين الماضيين انضمت فرق "لايف" للعمل في نيجيريا وصومالي لاند وأثيوبيا وميانمار وتوجو وتنزانيا وماليزيا وسريلانكا.

خيام لايف التعليمية في غزة ... الدعم النفسي مع العلم

تواصلنا مع بعض الطلبة الذين دعمتهم "لايف" للعودة لصفوفهم الدراسية فتقول صفية 12 سنة من غزة: "فقدت أملي في استكمال الدراسة مع الحرب وتهدم بيتنا، لكن انضمامي لأكاديمية "لايف" خفف عني آلام الخوف، وبدأت أركز في العلم والذي حسَن نفسيتي وأعطاني الأمل، كما وفروا لنا وجبات الفطور مما جعلنا نتعلم بدون جوع".

ورزان 8 سنوات من اليمن: "بعد منحي مستلزمات الدراسة لم أعد استعير الأقلام والأدوات المدرسية بسبب الفقر والذي كان يسبب لي الحرج دائماً من سخرية الآخرين".

 

حتى الأمهات شعرن بالدعم حيث تقول فاطمة والدة 6 من الأيتام في أفغانستان: ضغط بدء العام الدراسي كان يثقل كاهلي لأعيل أطفالي، فتوقفوا عن التعليم، لكن دعمهم للعودة للصفوف الدراسية منعني من التفكير في تزويج البنات مبكراً".

دعم عودتهم لصفوفهم الدراسية ... تخفيف ألم التنمر!

ويتفق معها فيض الله من بنغلاديش البالغ من العمر 11 سنة: " كنت أتألم وأنا أخرج إلى العمل حين أرى الأطفال ذاهبون للمدرسة، دعم "لايف" حقق لي حلم حياتي لأنني أعشق العلم وأتمنى أن أكون طبيباً عالماً".

وحواء من الصومال 9 سنوات تقول بسعادة بالغة: " فقدت الأمل أن أذهب للمدرسة بسبب الفقر، لكن "لايف" منحتني ما أحتاجه لاستكمال التعليم، وهو حقي ككل أطفال العالم".

وإيساتو 14 عاماً من سيراليون احتضنت حقيبتها المدرسية المليئة بكل الأدوات والمستلزمات وتقول عبر دموعها: " مشاعر الانتماء والدعم تسبق سعادة عودتي لعام دراسي جديد كنت أتمناه".

أما محمد 6 سنوات من الضفة الغربية فقد سعد بملابس الدراسة قائلاً: "كل عام اذهب بحذاء مثقوب، منحتني "لايف" هذا العام السعادة بملابس وحقيبة ومستلزمات جديدة".

عبدي 7 سنوات من أندونيسيا يعبر عن آلام اليتم قائلاً: " ليس لي أب يشتري لي مستلزمات العام الدراسي كباقي زملائي، لكنني سأصبح مثلهم هذا العام ولن أخجل "!

ومثله آيي كيواي 8 سنوات من بورما فقد كل أدواته في الإعصار، لكنه حصل على حقيبة بها كل ما يحتاج وأكثر، وحفل ترفيهي للنازحين أعاد إليه الأمل وأحيا حلمه بأن يصبح معلماً.

 

 

توفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال

وعن أهمية دعم التعليم تقول ماريما توراي مدير مكتب لايف سيراليون: "غياب الطلاب عن المدرسة لا يؤدي فقط إلى فجوات تعليمية عميقة، بل يهدد بتفاقم معدلات الأمية، التسرب المدرسي، وزواج القاصرات وعمالة الأطفال، فدعم عودة الطلاب إلى المدارس يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، حيث تعمل لايف على توفير بيئة تعليمية آمنة، مرنة، وشاملة، تدمج برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتراعي الفئات الأكثر هشاشة".

وعن المنح التي تقدمها "لايف" يضيف نعيم روحاني مدير مكتب أفغانستان: " تُعد المنح الدراسية الجامعية من أهم الأدوات التنموية التي تسهم في دعم الشباب وتمكينهم في الدول النامية، فهي تتيح للطلاب من خلفيات اجتماعية واقتصادية محدودة فرصة الوصول إلى التعليم العالي، والذي غالبًا ما يكون بعيد المنال بسبب التكاليف المرتفعة، فنساهم في بناء رأس مال بشري مؤهل، ونعزز المساواة في الفرص بين الفئات المجتمعية، خاصة النساء والمجتمعات الريفية أو المهمشة، كما يعزز سد الفجوات في التخصصات الحيوية كالصحة، التعليم، والهندسة، ويقلل من هجرة الأدمغة عند توافر بيئات عمل مناسبة بعد التخرج، وتحقيق التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف التعليم العالمي العادل والمنصف".