«الفاشر» مدينة الحسم في صراع الحرب بالسودان

alarab
حول العالم 02 سبتمبر 2025 , 01:24ص
الخرطوم - أ. ف. ب

تفرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينة الفاشر في غرب السودان منذ أكثر من عام، في مسعى للسيطرة عليها في ظل الحرب مع الجيش التي اندلعت في أبريل 2023. وباتت المدينة التي تشهد أعمال عنف وحشية آخر جبهة استراتيجية في النزاع في وقت تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها باعتبارها آخر مدينة في منطقة دارفور ما زالت في قبضة الجيش. وتحاول «الدعم السريع» التي خسرت معظم أجزاء وسط السودان بما في ذلك الخرطوم في وقت سابق هذا العام، تعزيز سلطتها في الغرب وتأسيس حكومة منافسة.

ويسيطر الجيش وحلفاؤه حاليا على أقل من 13 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة المدينة البالغة 80 كلم مربعا، خصوصا المنطقة المحيطة بالمطار في غرب المدينة، بحسب صور للأقمار الصناعية من «مختبر الأبحاث الإنسانية» التابع لجامعة ييل.
وتمتد باقي المناطق الخاضعة لسيطرته من مخيم أبو شوك للنازحين في الشمال والذي يعاني قاطنوه من المجاعة إلى سجن شالا في الجنوب وحتى السوق الكبير شرقا.
وقال ناثانيل رايموند الذي يجري تحقيقات مرتبطة بالحروب وهو المدير التنفيذي لمختبر الأبحاث الإنسانية في ييل لفرانس برس إن المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش هي حاليا «الأصغر منذ بدء الحصار».
وسيطرت «الدعم السريع» على معظم أجزاء مخيم أبو شوك الذي تعرّض لهجمات متكررة خلال الأسابيع الماضية إذ استولت على مقر الجيش وسط المدينة واستهدفت مستشفيات ومناطق ذات كثافة سكانية عالية قرب المطار.
وتظهر صور الأقمار الصناعية من مختبر ييل أضرارا كبيرة لحقت بهيئة المياه التابعة للمدينة، ما يعرقل إمكان الوصول إلى مياه الشرب النظيفة.
وأقامت الدعم السريع سواتر ترابية على امتداد أكثر من 31 كلم تحيط بالفاشر لمحاصرة سكانها، «ما يخلق منطقة قتل حرفيا»، بحسب تقرير ييل الأخير.
وبدأ الجيش إقامة هذه السواتر لكن «الدعم السريع» أكملتها وعززتها، بحسب رايموند.
وأفاد الباحث بأن السواتر تشكّل «هلالا» على الجانب الشمالي، بينما يخضع الجزء الجنوبي لسيطرة قوات الدعم السريع بالكامل بعدما استولت على مخيم زمزم الذي يعاني أيضا من المجاعة، في أبريل. وقال ريموند «لا يوجد مخرج» إذ يواجه الأشخاص الذين يحاولون عبور الحواجز الموت على الأرجح لأن مقاتلي قوات الدعم السريع يطلبون رشاوى مقابل السماح بمرورهم ويعدمون من يشتبه بأنهم على ارتباط بالجيش.

 الوضع الإنساني
وبالنسبة للوضع الإنساني ما زال نحو 300 ألف مدني عالقين داخل الفاشر ومحرومين الغذاء والمياه والدواء والمساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
وأُعلنت المجاعة العام الماضي في زمزم وأبو شوك ومخيم ثالث قريب.
وفي الفاشر، يعاني نحو 40 % من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات الأمم المتحدة. يأكل المدنيون علف الحيوانات بينما يموت كثيرون ممن يهربون إلى الصحراء جوعا أو جراء العنف.
وتظهر صور الأقمار الصناعية توسّع المقابر. ويتحدّث المدنيون الذين يعانون الجوع عن اضطرارهم للاختباء داخل ملاجئ مؤقتة لحماية أنفسهم من القصف المتواصل.