القرة داغي: انقلاب تركيا جمع المسلمين الصادقين على قلب رجل واحد

alarab
حول العالم 02 أغسطس 2016 , 11:42ص
محمد نجم الدين
شارك الدكتور علي القرة داغي أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المؤتمر الصحافي التضامني مع تركيا حكومةً وشعباً، والذي نظمته المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي لتهنئة الشعب التركي بمناسبة فشل الانقلاب، أمس الاثنين بمدينة إسطنبول التركية.

وفي ملخص كلمته في المؤتمر وجه التهنئة للشعب التركي رئيساً وحكومةً وشعباً كما وجه التهنئة لكل من يقف مع الحق والحرية وسلطة الشعب وبالأخص في عالمنا الإسلامي وبصورة أخص المظلومين في عالمنا الإسلامي، من فلسطين ومصر وسوريا والعراق واليمن وميانمار والصومال وغيرها.

وقال الدكتور القرة داغي، وفقا لصفحة الاتحاد بـ"فيس بوك": "إن تركيا اليوم أصبحت قبلة المظلومين ، وكعبةً للمضطهدين، وقد حماها الله تعالى بسبب دعاء هؤلاء الذين ليس لهم بين الله تعالى وبين دعائهم حجاب ، وأضاف أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المؤامرة كبيرة جداً ولكن الله سلم حيث قال الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فهؤلاء الانقلابيون المجرمون حسبوا لكل شيء حسابه سوى قدر الله تعالى ودعاء المظلومين فأفشلهم الله تعالى هذا الفشل الذريع، الذي أدى لكف حساباتهم فقال تعالى ( ورّد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا).

وأضاف الدكتور القرة داغي، نحن اليوم نود أن نقدم الشكر والثناء والحمد لله أولاً وآخراً، ثم نقدم تهنئتنا لهذا الشعب العظيم بجميع مكوناته وأحزابه على هذه الوقفة العظيمة الشريفة، والتي أثبتت عظمتها ، فهذا الشعب له تاريخه العظيم في قيادته وريادته التاريخية، وبالتالي فهو قادر على صناعة التاريخ والحياة مرة أخرى بإذن الله تعالى.

كما نتضرع إلى الله تعالى للشهداء بأن يحشرهم مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يشفي الجرحى ويكتب لهم الأجر والثواب والشفاء العاجل.

ووضّح الدكتور القرة داغي موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من هذا الانقلاب الفاشل حيث أجاب عن تساؤل الكثيرين حول هذه الوقفة الكبيرة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتركيا فأجاب أن موقف الاتحاد موقف شرعي، والمطلوب من كل مسلم أن يقف مع الحق مهما كان الثمن وأن يقف مع إرادة الشعوب من الحرية والحقوق، وضد الانقلاب اللاشرعي والخروج المسلح على الحكومة الشرعية، لذلك موقف الاتحاد هو موقف مبدئي ثابت حيث أخذ الله تعالى العهد من العلماء بأن يبينوا الحق ولا يخشوا إلا الله تعالى فقال تعالى:( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ، وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) سورة الأحزاب.

وأضاف أنه بفشل هذا الانقلاب قد انكشف تآمر المتآمرين وازدواجية معظم دول العالم الغربي والشرقي، حيث إنها تدعي أنها مع الديمقراطية ولكن هذا الانقلاب كشف زيف ادعائهم، ومعظمهم لا يريدون للشعوب المسلمة الخير والحرية والديمقراطية التي هم يدعون أنها شعارهم .

وهذا الانقلاب وحد المسلمين الصادقين جميعا وهذا دليل خير أن الأمة الإسلامية من السهل جمعها وتوجيهها إذا وجدت القضية والقيادة الراشدة .

وختم كلمته بأن هذا الانقلاب قد كشف ضرورة العناية بالتعليم الصحيح والمنهج الصحيح المعتدل والفكر المستقيم البناء والقضاء على الأفكار المنحرفة التي لا تعالج إلا بالفكر الصحيح الوسطي المعتدل.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله جولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله جولن" الإرهابية - جولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لاسيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. 




م.ن/م.ب