د. محمد الكواري رئيس «المركز الوطني» بحمد الطبية في حوار مع «العرب»: جراحة السمنة في قطر تعطي نتائج أفضل من الخارج

alarab
المزيد 02 يوليو 2025 , 01:25ص
حامد سليمان

60 % شفاء من السكري بعض جراحة السمنة.. و95 % تحسناً بالحالة
أكثر من 80 % ممن أجروا جراحة السمنة قبل 10 سنوات يحافظون على الوزن الصحي
إضافة جراحات السمنة لأصحاب مؤشر الكتلة المنخفض
يمكن إجراء جراحة السمنة لشخص لديه مؤشر الكتلة 30 ويعاني من السكري

 

كشف الدكتور محمد الكواري استشاري أول جراحة السمنة ورئيس المركز الوطني لجراحة وطب السمنة بمؤسسة حمد الطبية عن أن أبحاثا للقسم على الأشخاص الذين تم اجراء جراحة السمنة لهم قبل 10 سنوات، أظهرت نتائج إيجابية، وأن أكثر من 80 % ممن أجروا الجراحة قبل 10 سنوات يحافظون على الوزن الصحي. وقال د. الكواري في حوار مع «العرب» إن مرضى السكري، تصل نسبة شفائهم بعد جراحة السمنة إلى 60 %، أما التحسن في الحالة فيصل إلى 95 %.
ونوه د. الكواري باتباع نفس المعايير تقريبا منذ سنوات، وأن المتغير الوحيد هو بإضافة الجراحات لأصحاب مؤشر الكتلة المنخفض، فيمكن اجراء الجراحة لشخص لديه مؤشر الكتلة 30 ويعاني من السكري. وحذر د. الكواري من مضاعفات إجراء جراحة السمنة في الخارج، مشيراً إلى أن جراحة السمنة في قطر تعطي نتائج أفضل مما هو متوافر في الخارج، وأن الاحصائيات تظهر أن هذا النوع من الجراحات في قطر هو الأفضل من ناحية السلامة والنتائج، وأن لها الأفضلية على الكثير من دول العالم في هذا المجال، وأن علاج مضاعفات السمنة أصعب بكثير من علاج حالات السمنة نفسها، فالمريض الذي يجري جراحة السمنة في قطر تكون مدة الإقامة بعد الجراحة يوما واحدا، في حين أن المريض القادم بمضاعفات ناتجة عن جراحة السمنة فتصل مدة اقامته في المستشفى إلى ما بين شهر إلى ثلاثة شهور.  وإلى نص الحوار:
◆ ما المعايير المتبعة في تحديد الحالات التي تحتاج إلى جراحة سمنة؟
¶  نتبع نفس المعايير تقريبا منذ سنوات، ولكن المتغير الوحيد هو بإضافة الجراحات لأصحاب مؤشر الكتلة المنخفض، فعلى سبيل المثال، يمكن أن نجري جراحة السمنة لشخص لديه مؤشر الكتلة 30 ويعاني من السكري، ولم يعد الأمر مقيداً بوصول مؤشر كتلة الجسم إلى 35 بالنسبة للمصابين بالأمراض المصاحبة.
أما على مستوى اختيار الجراحة المناسبة للمريض، فلكل حالة خصائصها وطبيعتها، فالأشخاص بعمر صغير يُفضل جراحة التكميم بالنسبة لهم، وفي الحالات المصابة بارتجاع، فالخيار الأول يكون تغيير مسار، أما إن كان المريض مصابا بالسكري من النوع المتقدم، فيمكن أن يكون لأي من الجراحتين السابقتين نتيجة جيدة، ولكن الجراحة ذات النتيجة الأوضح على صحة المريض هي عملية تغيير المسار، أما الحالات ذات العمر المتقدم يفضل عملية تغيير المسار، وهذا لسببين الأول لأن نسبة الجفاف تكون أقل، كما أن الرجوع في الوزن يكون أقل، وفي حالات الشباب دون الثلاثين عاما، فنحاول أن تكون الحالة على جراحة التكميم، حتى يكون لديها خيار آخر مستقبلاً بجراحة تغيير المسار.

تغيير نمط الحياة
◆ حدثنا عن متابعة الحالات، وهل الأمر يبدأ مع المريض بالجراحات؟
¶ علاج السمنة يبدأ بالعلاج الوظائفي أو تغيير نمط الحياة، ثم ننتقل إلى العلاج الدوائي، ثم العلاج عن طريق بالون المعدة، وصولاً إلى مرحلة التكميم، وفي حال وصول المريض إلى هذه المرحلة يكون في الغالب قد جرب إحدى الطرق السابقة ولم تحقق النتيجة المرجوة. 
◆ حدثنا عن أبرز التقنيات التي تستخدمها حمد الطبية في جراحات السمنة؟
¶ أجرت حمد الطبية، قبل ثلاثة شهور، جراحة لعلاج السمنة باستخدام تقنية الربط المغناطيسي المصغر، والتي تعتمد على تحويل مسار الاثنى عشر باستخدام مغناطيسيات طبية دقيقة لتوصيل أجزاء الأمعاء الدقيقة للمريض بطريقة آمنة ودقيقة دون الحاجة إلى التدبيس أو الخياطة الجراحية، وأود أن أشير إلى أن المرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحة بحالة جيدة. والتقنية المستخدمة في هذه الجراحة ابتكرها الطبيب ميشيل غارنيه، وهو من أهم جراحي جراحة السمنة في الفترة من 2010 وحتى 2012، وهي الفترة التي تم فيها تأسيس قسم جراحة السمنة في مؤسسة حمد الطبية، وهو الذي ابتكر هذا الاجراء، ودولة قطر هي الأولى في الشرق الأوسط وآسيا وافريقيا التي تجرى فيها هذه الجراحة.
والفارق الجوهري في هذه الجراحة هو استخدامها في الوصلات بين الأمعاء والقولون لدى الأشخاص الذين يمكن أن تكون لديهم مشكلة في هذه الوصلات، وفكرة المغناطيس ترتكز على الاستغناء عن الطريقة التقليدية، ووضع المغناطيس بين جهة وأخرى في الأمعاء، بحيث نوصل الأمعاء بطريقة مختلفة، بدلاً من الطريقة التقليدية بالإبرة والخيط والدباسة، فالإجراء الجديد هو بطريقة وصل الأمعاء. 

مخاطر الخارج
◆ هل من مخاطر لإجراء جراحات السمنة في الخارج، وما أبرزها، وهل من حالات تراجع المؤسسة بسبب مضاعفات ناتجة عن اجراء هذه الجراحات في الخارج؟
¶  لا شك أن المريض لديه الحرية في اختيار المكان الذي يجري فيه الجراحة، خاصةً إن كان التخصص متوافرا بالخارج،، ولكن هناك الكثير من التخصصات في الدولة تعطي نتائج أفضل مما هو متوافر في الخارج، ومن بينها جراحة السمنة وغيرها من الأقسام المتميزة في حمد الطبية، ونفخر بأن جراحات السمنة في قطر، ولله الحمد، ووفق الاحصائيات هي الأفضل من ناحية السلامة والنتائج، فلدينا الأفضلية على الكثير من دول العالم في هذا المجال.
وللأسف الشديد، ما زلنا نستقبل حالات مصابة بمضاعفات ناتجة عن اجراء جراحات السمنة في الخارج، ونستقبل حالات لأشخاص أجروا الجراحة في الخارج، وتأثرت حالتهم الصحية، وعلى الرغم من أن الكثير تعرضوا لمضاعفات كثيرة، إلا أن هذه المشكلة ما زالت قائمة. 
وأود أن أوضح أن علاج مضاعفات السمنة أصعب بكثير من علاج حالات السمنة نفسها، فالمريض الذي يجري جراحة السمنة في قطر تكون مدة الإقامة بعد الجراحة يوما واحدا، في حين أن المريض القادم بمضاعفات ناتجة عن جراحة السمنة فتصل مدة اقامته في المستشفى إلى ما بين شهر إلى ثلاثة شهور، وهي مدة كبيرة ولها تكلفة عالية على القطاع الصحي.

تجنب السمنة المفرطة
◆ مع انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين، كيف يتجنب أولياء الأمور وصول الأبناء لمرحلة السمنة المفرطة، وهل يشكل اجراء الجراحة لهذه الفئة العمرية خطراً على الطفل أو المراهق؟
¶  إجراء جراحة السمنة للحالات في سن الطفولة والمراهقة بعد توصية الطبيب هو أمر جيد، فكلما تعجلنا في اتخاذ الاجراء المناسب قلت المضاعفات، ولا يوجد أي خطر لإجراء الجراحة في عمر صغير، خاصةً إن وصل الشخص إلى حالة تستدعي إجراء الجراحة عندها، فتأخير الجراحة ليس في صالح المريض، فالمضاعفات تكون أكثر على المدى الطويل، كما يمكن أن يدخل الطفل أو المراهق في مشكلات صحية تجعل الجراحة أصعب، كما أن علاج السمنة قد يحتاج إلى أكثر من جراحة في حال الوصول لمراحل معينة، فقد يحتاج إلى قص معدة وبعد عامين يحتاج إلى تغيير مسار، إضافة إلى عمليات تجميل مثل الشد أو غيرها، وهذا كله يرجح بحل المشكلة في أسرع وقت ممكن ولا يتم تأجيلها، وتوفر مؤسسة حمد الطبية العديد من التخصصات التي يمكن أن تتعامل مع هذه الحالات، كأطباء الغدد أو غيرها من التخصصات التي قد تفيد مثل هذه الحالات. ولا ننسى التأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، فأي شخص يرى أن هناك مؤشرات سمنة لدى طفله فعليه ان يبدأ التعامل مع هذه الحالة، من ناحية تغيير نمط الحياة، حتى وإن وصل الأمر إلى حرمان الطفل من بعض الأمور، فهو في النهاية لصالح الطفل، فإن كان الأمر بحاجة إلى اخلاء البيت من الحلوى أو أن تعتمد الأسرة بصورة مستمرة على الطعام الصحي، فهذا أفضل من أن يدخل الطفل في دوامة السمنة، فالمضاعفات التي يمكن أن يصل لها الطفل بسبب السمنة كثيرة، خاصةً بالنسبة للمراهقين، فيظل الحل بالتعامل مع المشكلة بشكل أسرع.

فوائد الجراحة
◆ما الفوائد التي تعود على الشخص بعد جراحة السمنة، خاصةً الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ناتجة عن السمنة؟
¶  بالنسبة لمرضى السكري، فتصل نسبة الشفاء بعد جراحة السمنة إلى 60 %، أما التحسن في الحالة فيصل إلى 95 %، وهي نسبة كبيرة، لذا فكل من يعاني من السكري تعد الجراحة مهمة ليس فقط للسمنة ولكن لعلاج السكري أيضاً، فيكون المردود على صحة الإنسان كبيرا.

◆ ما أبرز الأبحاث التي تعمل عليها عيادات السمنة في حمد الطبية؟
¶  نعمل على الكثير من الأبحاث، ومنذ تأسيس قسم جراحة السمنة في حمد الطبية، أي قبل قرابة 15 عاما، كان لدينا توجه نحو الاهتمام بالجانب البحثي، واخر أبحاثنا كان على الأشخاص الذين تم اجراء جراحة السمنة لهم قبل 10 سنوات، لمتابعة مخرجات الجراحة من ناحية رجوع الوزن أو الإصابة بمضاعفات مثل نقص الفيتامينات وغيرها من الأمور، ولله الحمد، فالنتائج كانت إيجابية، فأكثر من 80 % ممن أجروا الجراحة قبل 10 سنوات يحافظون على الوزن الصحي.