افتتح جاليري المرخية معرض «بين الماضي والحاضر” في كتارا للفن بالمؤسسة العامة للحي الثقافي» كتارا».
يحتفي المعرض بتجربة فنية جماعية تجمع نخبة من الفنانين القطريين المعاصرين، في مركز كتارا للفن بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا.
ويشارك في المعرض، الفنانون: يوسف أحمد، حسن الملا، جميلة آل شريم، فهد المعاضيد، آمنة الدرويش، عبير الكواري، عائشة السليطي، علي دسمال الكواري، إسماعيل عزام، حصة المفتاح، سالم مذكور، فاطمة النعيمي، مريم محمد عبد الله، مسعود البلوشي، محمود المصري، ناهد السليطي.
ويتمحور المعرض الذي يستمر حتى 7 أغسطس المقبل، حول استخدام خامة الباستيل كوسيط بصري إذ يقدم الفنانون أعمالًا فنية تتراوح أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة، لكنها تتسم بكثافة تعبيرية..
وأكد فنانون مشاركون في المعرض تميز التقنية المستخدمة في إعداد اللوحات المشاركة وإن اختلفت المدارس والأفكار لكل مشارك مؤكدين أن لكل منهم ذكريات خاصة مع فن الباستيل
وقال الفنان يوسف أحمد الفنان يوسف أحمد في تصريح لـ «العرب» أعيد في هذا المعرض نبض الحياة في أروقة الدوحة القديمة زمان»لول «عبر عملين، يظهر الدكاكين في السكيك قديما، معتمدًا على الباستيل كوسيط تعبيري يمنحه قوة اللون وسطوعه الفوري دون الحاجة للتقنيات التقليدية.
وعن أعماله في المعرض، أوضح أنه يشارك بلوحتين تصوران سكيك منطقة مشيرب القديمة، مستوحاة من الذاكرة، وقال «مع التقدم في العمر، يصبح الحنين للماضي أكثر حضورًا… صورة قديمة، كتاب، أغنية، أو حتى رائحة، كلها تعيدنا إلى زمن عزيز. حاولت التعبير عن هذا الحنين باستخدام الباستيل بلغة تشبه لغة الفرشاة، تبرز ملامح الضوء والظلال والبناء القديم.”
وأضاف: أن الباستيل قاسم مشترك بيننا كفنانين مشاركين، لكن لكل فنان بصمته وموضوعه وأسلوبه الخاص، وهو ما يعطي المعرض تنوعًا بصريًا غنيًا.”
وكشف يوسف أحمد عن مشروع فني يعمل عليه حاليًا بعنوان “مسيان”، يستعيد فيه أجواء المساء القطرية القديمة، وتحديدًا ما بعد الغروب وقبل حلول الليل، بألوان دافئة مستمدة من ذاكرة الطفولة والمكان
ومن جهته قال الفنان حسن الملا قدّمت لوحتين من أرشيفي الفني، أنجزتهما في فترات سابقة باستخدام الباستيل، الأولى بعنوان “فرحة وطن” توثق لحظة جماعية نابضة في اليوم الوطني، والثانية تسلّط الضوء على الطب الشعبي القطري كمكوّن من مكونات الهوية.
وأضاف: أعمالي هذه تحمل روح الاحتفال والحنين في آنٍ واحد، وأنا سعيد بعودتها إلى الواجهة بعد سنوات، وبأنها تُعرض في سياق يحتفي بالخامة أكثر من مجرد عرض أعمال فنية.
وتحدّثت الفنانة الدكتورة جميلة آل شريم عن عمليها وهما لخيول عربية أصيلة، أحدهما ينطلق من مركز العين كرمز للبطولة، والثاني يُجسّد ثنائية القوة والجمال من خلال خيول تتأطر بقوس معماري إسلامي. ووصفت الباستيل بأنها خامة عنيدة تحتاج إلى مهارة استثنائية.
وعن تجربتها مع خامة الباستيل، أوضحت أن لها طابعًا خاصًا ومختلفًا عن باقي الوسائط، قائلة: “الباستيل تحدٍّ حقيقي للفنان، إذ يصعب معه تحقيق الشفافية التي قد تكون سهلة في الألوان المائية أو الأكريليك أو الزيت. لكن هذا التحدي هو ما يُبرز تميز الفنان وتمكنه من التقنية.
وأضافت: “هذه المشاركة أعادتني إلى خامة قديمة أهملتها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وتحديدًا منذ أيام المرسم الحر في طفولتي، حين كانت هذه الألوان هدية لم تُنسَ. واليوم، أعود بها من الذاكرة إلى اللوحة، في لقاء بين البدايات والنضج الفني.”
أما الفنان مسعود البلوشي فقدّم من خلالها رؤيته الإبداعية مستخدمًا خامة الباستيل، التي تربطه بها علاقة فنية ووجدانية قديمة، مؤكدًا أن خامة الباستيل، رغم بساطتها الظاهرة، تحمل إمكانيات فنية عميقة، وقال: “أول جائزة حصلت عليها في مسيرتي الفنية كانت بلوحة باستخدام الباستيل في عام 1997، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحتفظ بعلاقة خاصة مع هذه الخامة، التي غالبًا ما أستخدمها في رسم المناظر الطبيعية أو كـ”سكتشات” أولية، لكن تقديمها ضمن معرض جماعي بهذا المستوى هو أمر مميز بحق.”
وأشار البلوشي إلى أن عمله الفني الذي شارك به في المعرض يحمل عنوان “بحر كحل”، ويتناول رمزية المرأة في علاقتها بالكحل بوصفه زينة وجمالًا، لكنه في الوقت نفسه نافذة لتأمل معاناة خفية.