أقام الملتقى القطري للمؤلفين جلسته الأسبوعية حول مبادرة «قراءة التراث مع ماريا» حيث تم تخصيص جلسة هذا الأسبوع لمواصلة الحديث عن كتاب «التراث الشعبي في أدب الرحلات»، صور من التراث الشعبي في الجزيرة العربية في كتب الرحالة الأوروبيين في القرن الثالث عشر الهجري، وقد صدر الكتاب عن مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وهو من ترجمة د. أحمد عبدالرحيم نصر.
وقالت ماريا فرناندا ديلريو، الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال تقديم الجلسة عبر قناة الملتقى على «يوتيوب»، إن الكتاب يرصد العديد من جوانب التراث الشعبي في منطقة الخليج العربية، وما شاهده الرحالة الجانب وما سجلوه بأقلامهم من قصص وحكايات عن رحلاتهم إلى شبه الجزيرة العربية، منذ أكثر من مائة عام. وقالت إن الرحالة الأجانب كتبوا عن كل ما شاهدوه وهذا يجعلنا مغرمين بالكتابات التي تكتب عن منطقة الخليج بعيون وأقلام لا تنتمي إلى ثقافة هذه المنطقة. وجاء في مقدمة الكتاب: “إن الرحالة يصدرون أحيانا أحكاما قيمية سلبا أو إيجابا على ما شاهدوه أو سمعوه وهي أحكام مستمدة من قيم مجتمعهم الذي يختلف عن المجتمع العربي الإسلامي، ويصفون بالتفصيل لقرائهم أشياء بديهية للقارئ العربي، أو يشبهونها بما هو مألوف لديهم. لقد حذفت هذه الأحكام والأوصاف والتشبيهات إلا ما ندر وأشرت إلى الحذف في مواضع بثلاث نقاط. واستعملت هذه النقاط أيضا حين يتخلل المادة حديث لا يندرج تحت التراث الشعبي”. وأوضحت ان الكتاب شمل المحاور التالية: الأدب الشعبي، الثقافة المادية، والفنون والحرف الشعبية، العادات والتقاليد والمعارف والاعتقادات الشعبية. الموسيقى الشعبية والرقص الشعبي والألعاب الشعبية، وتضمن الكتاب ما كتبه ريتشارد بيرتون حول الأزياء والزينة والأسلحة القديمة والطعام والشراب والعادات والتقاليد والطب الشعبي والغناء والرقص والموسيقى.
أما عن كتاب الإنجليزي وليام جفورد بالجريف فقد نقل ما جاء في مواضيع الشعر النبطي والأزياء والطعام والشراب والطب الشعبي والعمارة التقليدية والأسواق الشعبية، كما وصف المجالس العربية؛ حيث المجلس ظاهرة لا يستغنى عنها أي بيت في كل أنحاء الجزيرة من أدناها إلى أقصاها.
واختار المترجم من كتاب سنوك هورغرونيه مواضيع مهمة مثل: المجتمع المكي، العلاقات بين الحارات، الطمبورة، المطوفون، العمارة التقليدية، المولد النبوي، زيارة القبور، ذكرى الإسراء والمعراج، الركب إلى المدينة المنورة. وأكدت أن الكتاب يتميز برصد دقيق للحالات الاجتماعية والإنسانية عند مجتمع الجزيرة العربية، كما أن عملية التوثيق لعبت دورا مهما في نقل الكثير من العادات والتقاليد وقيم وأخلاقيات البادية والصحراء بما فيها من ثقافة وفنون متعددة.
ويعد الكتاب مرجعا توثيقيا مهما في جانب تفسير العديد من الألفاظ المحكية، والتطرق إلى ألوان مختلفة من حياة مجتمع الجزيرة العربية لجانب الفنون الشعبية والأزياء والأسلحة القديمة والشعر الشعبي والطعام والشراب والضيافة والمعتقدات والحرف والصناعات الشعبية والمجلس والقضاء والعديد من الشعائر، بالإضافة إلى مجموعة من الصور التوضيحية والهوامش والملاحق التي تضيف الكثير إلى مضمون الكتاب.