محسوب يكشف تفاصيل خطيرة قبل الانقلاب على مرسي بيوم واحد
حول العالم
02 يوليو 2016 , 10:09ص
العرب
كشف الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية السابق تفاصيل خطيرة عن خطة عبدالفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية قبل الانقلاب والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي بيوم واحد.
وقال الدكتور محسوب في تدوينة بموقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "في يوم 2 يوليو 2013
في لقاء جمع بعض ممثلي الأحزاب عرض الدكتور سعد الكتاتني ما عرضه عليهم الجنرال (عبدالفتاح السيسي)وهو تنحي الرئيس مرسي وعودته لبيته معززا مكرما بمخصصات رئيس جمهورية، ومشاركة حزب الحرية والعدالة في حكومة بعدد من الوزراء وكذلك عدم المساس بالجماعة أو بحزبها".
وأضاف أن "الدكتور الكتاتني طلب رأي الحضور، فقلنا له جميعا إن هذا عرض مقدم لكم، وأنتم من يتحمل تبعات القبول أو الرفض أمام الشعب والتاريخ.. فأجاب الكتاتني أنهم انتهوا إلى رفض الصفقة لأنهم لا يقبلون تسليم السلطة لانقلاب عسكري.. فشكرناه.. وذكرنا أن موقفنا سيكون رفضا لما يجري لإدراكنا أنه لا يستهدف فصيلا بل كل الشعب وكل مطالبه خصوصا التحول الديمقراطي ومكافحة الفساد".
وتابع إن الدكتور الكتاتني أعلن عن استعداد الرئيس المعزول للدعوة لانتخابات مبكرة، لكن الجنرال يشترط أن تجري خلال 15 يوما، وهو ما يعني فراغا في السلطة الذي لن يشغله سوى الجنرال نفسه وسيتحكم في نتائج أي انتخابات تجري في ظل سيطرته".
وأوضح أن الرئيس المعزول كان يحبذ أن تأتي الانتخابات الرئاسية بعد البرلمانية مباشرة.. بحيث تجري الانتخابات الرئاسية بظل حكومة منحها البرلمان الثقة، وبرلمان اختاره الشعب.. وأن ذلك لا يحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر.
ونوه محسوب إلى أن الحضور عرضوا وجهة نظرهم في وجوب إعلان ذلك للشعب ضمن مبادرة تشمل حلولا لكثير من المشكلات، منها حل الخلاف على بعض مواد الدستور بتشكيل لجنة من كافة القوى تحدد نقاط الخلاف وطريقة حلها، والدعوة لحوار وطني وتشكيل حكومة ائتلافية خلال أيام وإعادة النظر في تعيينات المحافظين بحيث تشمل أعدادا من شباب الثورة ورموز العمل السياسي المعارض.. بالإضافة لانتخابات مبكرة بعد أو حتى معاصرة للانتخابات البرلمانية.. موضحا أن الغرض كان ألا تُترك السلطة السياسية شاغرة، لأن أي فراغ لن يملؤه إلا من يملك قوة السلاح إذا غاب من يمتلك قوة شرعية الإرادة الشعبية.
واستطرد: "خرج الرئيس المعزول في نهاية اليوم بخطابه الشهير.. الذي رغم طوله تضمن خطة طريق معقولة، وإن كان لم يُكاشف الشعب بالدعوة مباشرة لانتخابات مبكرة لأسباب لا أعلمها.. وربما أنه قدّر أن الجنرال ربما استغل ذلك لتبرير عزله بصورة قانونية بزعم أنه لا يجب أن يكون حاضرا في أي انتخابات تجري، ومن ثمّ الوصول لحالة الفراغ الدستوري التي يبحث عنها".
وقال وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية في حكومة هشام قنديل إن "فسحة من الوقت لعدة أيام كانت كفيلة بوضع تفصيل خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس.. لكن قوى الانقلاب كانت متعجلة لجني ثمار ترتيباتها والاستفادة من الانقسام المجتمعي الذي كان قد وصل لذروته".
وأضاف: "ربما أحمل كثيرا من وجهات النظر بشأن الأداء السياسي للرئيس مرسي وحكومته.. لكني لا أملك سوى أن أجدد ما قلته بشهادتي على العصر أن رفضه التماهي مع الانقلاب العسكري هو ما حفظ روح الثورة وضيق الخناق على الجنرال وجعله منقلبا.. وإلا لجاء رئيسا برضا عام.. بل وربما استند – وهو ما سعى لأجله – على دعم الإخوان أنفسهم.. وربما نكل بالمعارضين أولا (وما قضايا ك250 أمن دولة عليا إلا أمثلة لترتيبات التنكيل المستقبلي) قبل أن ينتقل للتنكيل بالإخوان لاحقا عندما يستغني عن دعمهم".
وأوضح محسوب أن رفض الرئيس المعزول محمد مرسي الاستجابة للجنرال ورفض الإخوان كذلك الدخول في تشكيل حكومته هو ما جعل عبدالفتاح السيسي يُغير من إستراتيجيته.. فيبدأ التنكيل بداعمي الشرعية ثم الانتقال لمن عارضهم فالنية كانت واضحة لكل ذي بصيرة ومبيتة لديه بأن يتخلص من كل ميراث ثورة يناير ومن شارك فيها ومن رفع مطالبها ومن حلم بحلمها.
وأشار إلى أنه بعد بيان الانقلاب على مرسي - أول رئيس شرعي منتخب- بعدة أيام جرى دعوته لحضور اللقاء مع من عُيّن رئيسا مؤقتا (عدلي منصور) وإذ لم يستجب فقد حكى لي حامل الدعوة نفس ما حكاه الدكتور الكتاتني من أنهم عُرض عليهم الاستمرار مع حكومة الجنرال لكنهم "تكبروا ورفضوا" بينما ما رآه كبرا، رأيته موقفا وطنيا يستحق الإشادة.. لأن التاريخ لا يرحم من وقف مع انقلاب أيا كانت مبرراته.. بحسب تعبيره.
وأضاف الدكتور محسوب أن "لا أحد يذكر مبررات من يقف مع انقلاب لكنه يذكر بالثناء من رفض مساندته، مهما كان قلقه وأرقه وخوفه لحظة الرفض وهو ما شاهدته في ملامح الدكتور الكتاتني بل ملامح كل من حضر اللقاء ولا أستثني منهم نفسي وهو ما شاهده كل الشعب في ملامح الرئيس مرسي في خطابه بنهاية اليوم.. فلم تُخفِ كلماته الشجاعة قلقه البادي خلف كل كلمة".
وختم: "حري بنا أن نرى الصورة كاملة.. حتى لا يذهب بعيدا من ينتقل من خانة النقد إلى خانة التخوين.. أو من خانة الاختلاف إلى تكريس الانقسام وحتى نتفرغ معا لبناء المستقبل الذي ينتظرنا جميعا لا فرادى ولا فِرقا.. متجاوزين كل ما وقع فيه أي من أطراف الجماعة الوطنية من أخطاء في الاجتهاد.. طالما لم يستطع أن يُحلق بعيدا عن ميدان الثورة فإنه يبقى شريكا فيها.. سواء من رفض الانقلاب عند الصدمة الأولى أو من تبرأ منه لاحقا عندما تبين له".
م.ب