بمشاركة نحو 5 آلاف شخص وتحت شعار «معاً مرة أخرى.. اقتصاد الواقع الجديد»، تنطلق اليوم فعاليات النسخة الـ 24 لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي 2021، بمدينة سانت بطرسبورج الروسية، والتي تستمر حتى 5 من يونيو الحالي.
ويتمحور الموضوع الرئيسي للمنتدى حول تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، أما شعاره فيشير إلى مرحلة ما بعد الجائحة، التي أصابت العالم السنة الماضية ووجهت ضربة موجعة للاقتصاد الدولي، ويشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في المنتدى، بدعوة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتن رئيس روسيا الاتحادية الصديقة، ويلقي سمو الأمير المفدى، كلمة بالجلسة الرئيسية عبر تقنية الاتصال المرئي يوم 4 يونيو الحالي، كما يشارك بالمنتدى عدد من أصحاب السعادة رؤساء الحكومات وكبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والخبراء ورؤساء الشركات من قطر وروسيا والعالم.
وأعربت سعادة السيدة لولوة الخاطر مساعد وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن الأمل في أن يشكل منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي فرصة لتعزيز العلاقات بين دولة قطر وروسيا الاتحادية.
وقالت الخاطر، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «أشارك في منتدى بطرسبورج هذا العام بصفتي المدير التنفيذي لمنتدى الدوحة، وهو منصة مفتوحة للحوار البنّاء بين قادة العالم والخبراء والأكاديميين والإعلاميين».
وأضافت سعادتها: «هذه هي المرة الأولى التي نأخذ فيها منتدى الدوحة إلى روسيا، ونأمل أن يشكل منتدى بطرسبورج فرصة لنا لتعزيز العلاقات خلال تواجد المنتدى في روسيا الاتحادية الصديقة».
وأشارت إلى أن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سيشارك في جلسة للمنتدى بعنوان «غرب آسيا وشمال أفريقيا: الطرق نحو السلام والازدهار»، لافتة إلى أنه سيلتقي أيضاً سعادة السيد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، للبناء على النقاشات حول المواضيع الثنائية وقضايا المنطقة، إضافة إلى لقائه بعدد من رجال الأعمال الروس لبحث فرص الاستثمار والتعاون المشترك.
وتشارك دولة قطر في المنتدى بوفد يضم ممثلين لأكثر من 50 مؤسسة قطرية، من كبار المسؤولين ورجال الأعمال وشخصيات سياسية ورؤساء هيئات ومنظمات مجتمع مدني، حيث تهدف مشاركة دولة قطر «ضيف المنتدى هذا العام»، إلى تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والشراكة بين قطر وروسيا بمختلف المجالات، لا سيما التجارة والاستثمار، وتبادل الخبرات بين البلدين الصديقين، ومن المتوقع أن يكون الوفد القطري من أكبر الوفود المشاركة بالمنتدى، الذي يجذب العديد من الخبراء، ويُعد منصة لتبادل الآراء والخبرات.
وخلال المنتدى، يعمل جناح دولة قطر الذي يمثل عدداً من الهيئات والمؤسسات الوطنية على تعزيز برنامج منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، وستعقد مناقشات حول الإمكانات الصناعية والاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية والثقافية والرياضية لدولة قطر، ويستضيف الجناح اجتماعات ثنائية ومناقشات وموائد مستديرة تتناول الشراكات الثنائية بين دولة قطر وروسيا، فضلاً عن باقي الدول، وستقام على هامش مشاركة دولة قطر بالمنتدى فعاليات ثقافية بأماكن مختلفة من مدينة سانت بطرسبورج، وفق برنامج مكثّف لتلك الفعاليات ليتم من خلالها إبراز الثقافة القطرية. وأكدت اللجنة التنظيمية للمنتدى أن الحدث الاقتصادي سيعقد هذا العام وجهاً لوجه مع مراعاة إجراءات الوقاية الصحية، وباستخدام تقنيات رقمية حديثة، ويُعد انعقاده بمثابة انتصار على جائحة كورونا، خاصة أنه تم إلغاء هذا الحدث العام الماضي بسبب الجائحة.
وفي سياق الاحتياطات الصحية، سيتم تطوير مجموعة من تدابير السلامة الوبائية لتطبيقها خلال المنتدى، وستتم مراقبة الحالة الصحية لضيوف المنتدى، على أن تستخدم أجهزة تهوية خاصة لقاعة المعرض المصاحب، أما مركز المؤتمرات فسيتم تزويده بأجهزة تعقيم.
ومن جهته، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، سيلقي كلمة في الجلسة العامة للمنتدى التي ستعقد يوم الجمعة المقبل، ويستضيف مديري كبريات الشركات الروسية والأجنبية، إضافة إلى سياسيين بارزين من مختلف دول العالم. وينقسم البرنامج الرئيسي للمنتدى إلى 4 مسارات هي: توحيد الجهود من أجل التنمية، وأهداف التنمية الروسية.. من المهام إلى النتائج، والناس في واقع جديد، الاستجابة للتحديات العالمية، والتقنيات الحديثة توسع الآفاق. ويُعد منتدى هذا العام أول حدث تجاري واسع النطاق بعد إجراءات التباعد الاجتماعي التي تم اتخاذها لمكافحة انتشار فيروس كورونا، كما يمثل منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي، وتشمل فعالياته أعمالاً مختلفة، مثل الطاولة المستديرة، وفعاليات ثقافية، مثلما سيعقد على هامشه منتدى للأعمال الحرة الصغرى والمتوسطة. ووفقاً لبيان صدر عن «روس كونجرس»، الشركة المنظمة لهذا الحدث الاقتصادي، فإن جزءاً كبيراً من برنامج المنتدى مكرّس لقضايا التعاون الدولي من أجل التنمية، مضيفة أنه ستتم خلاله مناقشة قضايا متعلقة بالاستثمار، ومناخ الاستثمار في روسيا، إلى جانب تنظيم أكثر من 130 جلسة حوار للخبراء التي ستعطي مجموعة واسعة من الموضوعات الاقتصادية.