قطع الإنترنت «واسطتي» للتمتع بروحانيات رمضان
باب الريان
02 يونيو 2017 , 08:37ص
احمد سعيد
حين تطورت التكنولوجيا، احتدمت المواجهة بينها وبين روحانيات الشهر الكريم، فكان لزاماً أن يطرح أحد على شباب ذلك الجيل، الذي لا يخطو خطوة بدون تلك التقنيات الحديثة وجهة نظره، لما يراه من طريقة للتمتع بروحانيات الشهر الفضيل، وللتعرف على أي الطرفين يحبذون، وإلى أي الفريقين ينتمون.
«العرب» حاورت السيد خالد بن عبدالله الغالي المري، عضو المجلس البلدي المركزي، ممثل الدائرة 22، أحد أبناء جيل الشباب القطري الواعد، والذي كشف عن إرادة حقيقية في مواجهة مغريات التكنولوجيا، في سبيل الاستمتاع بروحانيات شهر رمضان الفضيل، حيث يكشف في السطور المقبلة عن أطرف المواقف التي واجهته خلال الصيام، سواء كان ذلك داخل قطر، أم خلال رحلاته خارج وطنه، والتي تزامنت مع شهر الصيام.
بداية.. هل صادف وقضيت رمضان خارج البلاد؟
- بالفعل حدث منذ 5 سنوات، حيث تصادف سفري إلى لندن.
وكيف كان الصيام في بلاد الصقيع؟
- الفرق شاسع، فشهر رمضان داخل قطر، أو البلاد الإسلامية تزينه الروحانيات، وأصوات المآذن، والتقاليد الإيمانية العطرة، ناهيك عن وجودك وسط الأسرة والأهل والأصدقاء، وتأديتك لصلاة التراويح وقيام الليل، وغيرها من الفروض، كما أنك تصوم وسط شعب مسلم، وبالتالي تجد أن شهر رمضان يرتبط ارتباطاً نفسياً وروحانياً ببلاد المسلمين.
هل واجهتك صعوبات أخرى في لندن خلال الصيام؟
- المدة الزمنية بين وقت الإفطار، وأذان الفجر لا تتجاوز 5 ساعات، مما يعني أنك غير قادر على تناول طعام السحور، لانتهائك تواً من الإفطار، كما أن صلاة التراويح غالباً ما تفوتك لعدم انتشار المساجد بالشكل الكافي، مثلما هي منتشرة في بلاد المسلمين.
وما هي أكثر المواقف طرافة خلال صيامك في أوروبا؟
- حينما أعلنت دول الخليج عن موعد شهر رمضان الكريم، وأنا في لندن، اتصلت بعدد من الجهات المعنية لأسألهم عما إذا كان هذا الموعد يتوافق مع المسافرين إلى دول أوروبا، فكان الرد «لا نعلم»، فاندهشت، وكررت السؤال، واتصلت بأكثر من جهة، حتى لا يفوتني صوم أول أيام الشهر الكريم، وفي النهاية قالوا لي: «التزم بمواعيد الصيام في بلدك»، وبالفعل فعلت ذلك، لكن الطريف أنه كان أشبه بـ «صيام النية..».
كما لاحظت ظاهرة طريفة في لندن، وهي وجود عدد من الجماعات الإسلامية التي تختلف في توقيتات بدء الصيام، خاصة وأن الصيام في أوروبا قد يصل إلى 20 ساعة، إلا أن ما يساعد الصائمين هناك هو الطاقة التي يمنحها الله -سبحانه وتعالى- لهم.
ما رأيك في تأثير التكنولوجيا على روحانيات شهر رمضان؟
- الروحانيات صناعة إنسانية، بمعنى أن الصائم هو المسؤول عن صناعة الروحانيات، وليس العكس، وبالتالي لا يمكن للتكنولوجيا التأثير على الروحانيات الرمضانية، إلا إذا رغب الصائم في ذلك، وذلك بتجاهل ترتيب أوقات لقراءة القرآن الكريم، والتنزه بين الأحاديث النبوية الشريفة، والتفاسير، والاستماع إلى كبار المشايخ، وغيرها من الخطوات التي تساعد الفرد على صناعة البهجة الروحانية الرمضانية.
هل تفتقد المسحراتي؟
- بدأ اختفاء المسحراتي، منذ ما يقارب 40 عاماً، وبالتالي لا أفتقده، لأنني لم أعاصره.
حدثنا عن تفاصيل يومك الرمضاني.
- أحرص بشكل كبير على التزاور، فالتواصل مع الأصدقاء والأهل والجيران، صفة عظيمة أوصانا بها ديننا، كما أحب تناول الإفطار بصحبة هؤلاء، في حين أختص أسرتي بطعام السحور.
وما هي أشهر الوجبات التي تُزين مائدتك الرمضانية؟
- أتجنب الوجبات الدسمة، حتى أستطيع أداء صلاة التراويح وقيام الليل بشكل مريح، في حين أحرص على تناول التمر والماء واللبن، وهي الوجبات التي تعد سنة عن النبي محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-، ثم تناول الشوربة، وأداء صلاة المغرب، وبعدها بفترة يمكن تناول قليل من الهريس أو الثريد أو «أم بريد»، حتى لا يؤثر الطعام على نشاطي، وبالتالي أتمكن من أداء الصلاة والفروض بشكل مريح.
كيف تُجنب أطفالك سلبيات التكنولوجيا في شهر الصيام؟
- منذ 3 سنوات، كنت معتاداً على قطع خدمات الإنترنت تماماً خلال شهر رمضان، وذلك حتى لا يشغلني شاغل عن روحانيات وشعائر الشهر الفضيل، إلا أنني اصطدمت مؤخراً بتداخل التكنولوجيا وكل تفاصيل الحياة، فأصبح من المستحيل الاستغناء عن خدمات الإنترنت، خاصة وأن كافة الأعمال اليومية تدار بالإنترنت، فلم يعد أمامي سوى تقنين استخدامه، لذا أطالب جميع الآباء بترتيب برنامج توعوي ودعوي ديني لأبنائهم، وحضور دروس الدين التي تقام في المساجد بعد صلاة العصر، وما يليها من قراءة القرآن حتى أذان المغرب.
حدثنا عن أطرف موقف تعرضت له في طفولتك؟
- كان عمرى 13 عاماً، وأذكر أنني كنت أنافس جاري وعمره فوق الـ 70، على ختم القرآن دون أن يشعر، حيث أنظر إلى أي الأجزاء يقرأ من القرآن الكريم، محاولاً تخطيه، إلا أنني اكتشفت بعد فترة من منافسته أنه اقترب من ختم القرآن الكريم، في حين ما زلت أنا في الأجزاء الأولى.
رسالة توجهها إلى الآباء.
- شجعوا أولادكم على ختم القرآن الكريم، بالهدايا والجوائز الرمزية، وأستشهد بصديق كان لحرصه الشديد على شعائر شهر رمضان الكريم، يؤجل إجازته السنوية لتتزامن مع شهر رمضان، حتى يتمكن من الاختلاء بكتاب الله وختمه أكثر من مرة مردداً: «أحاول شراء آخرتي».
وفى النهاية أوجه شكري إلى جريدة «^» على تقديمها ملحق رمضان الذى يعد كتاباً مكتملاً في شكل جريدة، لمحتواه الذي يذخر بالمعلومات الدينية، وأتمنى لجميع قراء الجريدة صوماً مقبولاً، وأن يعتقنا الله وإياهم من النار.