سفينة سياحية أمريكية تبحر إلى كوبا للمرة الأولى منذ نصف قرن
حول العالم
02 مايو 2016 , 10:33ص
أ.ف.ب
أبحرت سفينة سياحية للترفيه أمس الأحد من ميناء ميامي في ولاية فلوريدا الأمريكية متوجهة إلى كوبا في رحلة هي الأولى منذ نصف قرن، تأتي بعد الانفراج في العلاقات بين هافانا وواشنطن.
وغادرت السفينة "ادونيا دو فاتوم" التابعة للمجموعة الأمريكية كارنيفال، وعلى متنها 700 راكب، ميامي معقل المهاجرين الكوبيين في الولايات المتحدة، عند الساعة 16,00 (20,00 ت ج). ويفترض أن تصل اليوم الاثنين إلى هافانا محطتها الأولى في جولة تستمر أسبوعا في كوبا.
وقررت شركة فاتوم تنظيم رحلتين مماثلتين شهريا بهدف تطوير المبادلات الثقافية بين البلدين في إطار التقارب بين عدوى الحرب الباردة الذي بدأ في 2014.
وفي مرفأ ميامي حيث استقبلت فرقة موسيقية كوبية المسافرين عند صعودهم إلى السفينة، صرح رئيس مجموعة كارنيفال الأمريكية ارنولد دونالد بأن "دخول التاريخ والإعداد لمستقبل أفضل شرف كبير لأي شركة".
وقالت ايزابيل بوزنيغو التي ولدت في كوبا قبل 61 عاما وتعود إلى الجزيرة مع زوجها للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن "كان والدي يرغب في الذهاب (إلى كوبا) لكنه توفي وجئت باسمه. أشعر بالسعادة".
أما ريجينا باترسن الأمريكية البالغة من العمر 58 عاما، فقد رأت أنها "رحلة تاريخية" إلى الجزيرة. لكنها أضافت "أنه مكان أردت زيارته منذ زمن طويل لأرى كيف يعيشون وأتعرف على موسيقاهم وطعامهم ولأتسوق".
" صعوبات إدارية "
وواجهت الشركة المنظمة للرحلات صعوبات إدارية إلى أن رفعت حكومة راؤول كاسترو الأسبوع الماضي القيود الأخيرة على الرحلات البحرية للكوبيين المتوجهين من وإلى الولايات المتحدة.
كانت "كارنيفال" قد رفضت أولا أي حجوزات لكوبيين أمريكيين نظرا للقيود التي فرضت في أجواء الحرب الباردة عندما كان النظام الكوبي يخشى وصول معادين لكاسترو. وأثارت هذه النقطة جدلا.
وفي مواجهة انتقادات المناهضين لنظام كاسترو وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تراجعت المجموعة الأولى في العالم لرحلات الترفيه، عن قرارها وقبلت حجوزات لأشخاص مولودين في كوبا. وبعد ذلك حصلت على رفع القيود من قبل النظام الشيوعي.
جاء هذا التطور نتيجة مفاوضات مثمرة جرت بصورة مكثفة في إطار عملية التطبيع الأمريكية- الكوبية التي توجت في مارس بزيارة للرئيس أوباما إلى كوبا.
وأصبح بإمكان الكوبيين التوجه من الجزيرة وإليها كمسافرين أو أفراد طواقم سفن للبضائع أو للرحلات الترفيهية.
وقالت "كارنيفال" إن الكوبيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة قبل 1971 يحتاجون إلى تأشيرة خاصة. أما الذين غادروا الجزيرة بعد هذا التاريخ فيمكنهم السفر بجواز سفر كوبي مثل المسافرين في الرحلات الجوية.
ويشمل برنامج السفينة ادونيا نشاطات ثقافية في عدد من المرافئ، من هافانا الاثنين إلى سيينفويغوس الخميس وسانتياغو دي كوبا الجمعة، تشمل لقاءات مع فنانين وموسيقيين ودروسا في الرقص وزيارات منظمة.
وبذلك يمكن للأمريكيين السفر إلى الجزيرة على الرغم من الحظر الاقتصادي الأمريكي الذي يفرض عليهم حتى الآن تحقيق معايير 12 فئة من الرحلات المصرح بها (الدينية والجامعية والرياضية والثقافية خصوصا).
و"كارنيفال" هي أول مجموعة أمريكية يسمح لها من قبل الولايات المتحدة وكوبا معا بتنظيم رحلات بحرية بين البلدين، في سابقة منذ حظر السفر إلى الجزيرة الشيوعية بعد الثورة الكوبية في 1959.
وتبلغ كلفة الرحلة لكل راكب 1800 دولار للمقصورة، ويمكن أن تصل إلى سبعة آلاف للجناح.
وإلى جانب رحلات الترفيه والعبارات التي لم تستأنف بعد، يفترض أن تبدأ هذه السنة الرحلات الجوية النظامية بين البلدين للمرة الأولى منذ 53 عاما.
وهذه الرحلات سيستفيد منها خصوصا مليونا كوبي لاجئين في الولايات المتحدة بينما يأمل معظم سكان الجزيرة في أن يسمح وصول هؤلاء السياح الجدد بإنعاش الاقتصاد وزيادة مداخيلهم.
م.ب/م.ب