عبدالرحيم الصديقي: الوزارة حريصة على جمع المسرحيين لدراسة ما يسهم للارتقاء بالمسرح
د. حسن رشيد: مطلوب ورش ودورات تصقل المواهب الفنية للمسرحيين
عبدالله غيفان: نتمنى الاستمرارية لتقديم أعمال مسرحية جادة ورائدة
احتفت وزارة الثقافة باليوم العالمي للمسرح والذي يوافق السابع والعشرين من مارس كل عام. وأقامت الوزارة بالمناسبة غبقة رمضانية مساء أمس الأول الأحد، نظمها مركز شؤون المسرح في النادي الدبلوماسي جمعت المسرحيين من مختلف الأجيال.
وتلا الفنان الشاب محمد الملا هذا العام كلمة اليوم العالمي للمسرح الذي كتبها الكاتب النرويجي يون فوسيه، وجاءت تحت عنوان « الفن هو السلام» تماشيا مع ما يشهده العالم حالياً من صراعات وحروب مدمرة، أكد فيها أن الحرب هي المعركة ضد ما يكمن في أعماق الكتاب والفنانين من قيم، وهي أيضا معركة ضد الفن، ضد ما يكمن في أعماق كل الفنون.
تقليد سنوي
وأكد الكاتب عبد الرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح في كلمة له على هامش الاحتفالية، حرص المركز على إقامة الاحتفال بهذه المناسبة كتقليد سنوي راسخ يجمع المسرحيين القطريين الذين كانوا في طليعة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث كان القطريون أول من احتفل بهذه المناسبة عام 1980م، مشيرا إلى وجود ارتباط على مدى السنوات السابقة بين احتفالية اليوم العالمي للمسرح وبين مهرجان الدوحة المسرحي، ليأتي هذا العام اليوم العالمي للمسرح مواكبا لشهر رمضان المبارك ومغايرا لتاريخ إقامة المهرجان حيث يقام في شهر مايو المقبل وعقب انتهاء معرض الدوحة للكتاب ويستمر لأوائل يونيو ومن المرتقب أن يتنافس فيه 11 عرضا مسرحيا.
وأضاف أن تجمع المسرحيين بهذه المناسبة وإن غاب عنها عرض مسرحي هذه السنة بسبب شهر رمضان، فهو فرصة لتبادل الأفكار والتقاء مختلف الأجيال لدراسة ما يسهم في الارتقاء بالمسرح القطري، وهو ما تحرص عليه وزارة الثقافة.
جهود «الثقافة»
من جانبهم عبر المسرحيون عن سعادتهم بهذه الاحتفالية التي تبرز اهتمام وزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح بإحياء هذه المناسبة التي تلهم الفنانين مزيدا من الإبداع المسرحي، مثمنين جهود الوزارة في الارتقاء بالمسرح القطري في سبيل استعادة بريقه وتاريخه المشرق.
وقال الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد لـ «العرب» إن احتفالية اليوم العالمي المسرحي تذكرنا باهتمام المسرح القطري المبكر بهذه المناسبة، وقدمنا العديد من الفنانين الذين ارتبطوا بهذا اليوم.
وأضاف رشيد: إننا بحاجة إلى إعادة اللحمة للحراك المسرحي وبذل المزيد من الجهود التي تساهم في تقدم ونهوض المسرح في قطر من خلال المهرجان السنوي والموسم المسرحي وإقامة الورش والدورات التي تصقل المواهب الفنية للمسرحيين.
إنجازات مسرحية
بدوره ثمن الفنان عبدالله غيفان، في تصريحه لـ «العرب» جهود وزارة الثقافة للاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يؤكد ارتباط الفنانين القطريين بالمسرح، مضيفا نتمنى أن تكون هناك استمرارية لتقديم أعمال وانجازات مسرحية ولابد أن يكون المسرح القطري في الصدارة وأن يواصل دوره الفكري والثقافي في المجتمع.
المهندس عبدالله دسمال الكواري مصمم الديكور ورئيس فرقة الدوحة المسرحية سابقا قال: إن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح فرصة للالتقاء بالمسرحيين ومناقشة القضايا المتعلقة بالمسرح، فهو فيه إحياء لذكرياتنا، لكن لم نكن نكتفي باللقاء فقط، بل يكون الاحتفال باليوم العالمي مسرحيا من خلال تقديم الأعمال الجادة والتجارب المسرحية المتميزة، والتي يتم ترشيح منها ما يمثل المسرح القطري في المهرجانات الخليجية والعربية، معربا عن أمله في أن تكون هذه الاحتفالية تمهيدا لمهرجان الدوحة ولنشهد أعمال متميزة تحقق آمال المسرحيين.
الدور التنويري للمسرح
من جهته قال الفنان القدير غازي حسين إن هذه الاحتفالية تظهر عشق الفنان القطري للمسرح وإدراكه لأهمية المسرح باعتباره أبى الفنون ودوره التثقيفي والتنويري في المجتمع حيث يرتبط تقدم ورقي الشعوب بتقدم فنونها وخاصة المسرح، معربا عن أمله في أن تعكس هذه التجمعات أعمالا رصينة على خشبة المسرح القطري فيما بعد.
وأوضح المخرج سعد بورشيد أستاذ مشارك في قسم الفنون المسرحية بكلية المجتمع، أن احتفالية اليوم العالمي للمسرح تعكس اهتمام الأجيال المتعاقبة في المسرح القطري بهذه المناسبة حيث بدأ الاحتفال بها في قطر عام 1980، كما يظهر اهتمام لوزارة الثقافة بالتواصل مع المسرحيين بما ينسجم مع رؤيتها في وجود حراك مسرحي يتجسد في مهرجان الدوحة المسرحي ونشاط مسرحي متواصل في الدولة.
مزيد من الدعم
وقال الفنان والشاعر علي ميرزا محمود من فرقة الوطن المسرحية، في تصريح لـ «العرب»: إننا بحاجة إلى تثبيت ما حققناه تاريخيا على مدى 55 عاما لتحقيق النهضة المسرحية وتعزيز المستقبل المسرحي في بلادنا التي نتمنى أن يكون زاخرا بالأعمال المسرحية، وأن نرى شبابا مؤهلين لقيادة الحركة المسرحية وأن يكون هناك موسم مسرحي كل عام مع توفير الدعم اللازم لمسيرة المسرحيين لأداء دورهم المرتقب.
واتفق مع هذا الرأي الفنان يوسف سلطان قائلا: إننا نريد عروضا مسرحية تعبر عنا في هذه المناسبة وأن تكون هناك فرص لعمل الفنانين خاصة الشباب.
بدورها قالت الفنانة هدية سعيد: أتقدم بالشكر إلى سعادة وزير الثقافة، لحرصه وكافة المسؤولين بالوزارة على أن يقام هذا التجمع المسرحي في هذه المناسبة العالمية، بما يظهر ارتباط الفنان القطري وجدانيا بالمسرح، كما أنه فرصة لتعزيز اللحمة بين المسرحيين القطريين لاستعادة الزخم المسرحي في الدوحة وتعزيز حضور المسرح القطري خليجيا وعربيا.
وقال الفنان محمد البلم إن هذا التجمع للمسرحيين مهم في تعزيز الارتباط بين مختلف عناصر العمل المسرحي، وهو أمر مهم في تحقيق التكامل بين الجميع للمساهمة في دفع الحراك المسرحي باعتباره مسؤولية مشتركة، فيما تكون مهمة مسؤولي الدولة توفير البيئة الصالحة للعمل المسرحي من خلال المقرات للفرق وخشبة مسرح للعروض وأرشيف وورش مسرحية وغيرها.