تشارك وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية في الاحتفال باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد الذي يوافق الثاني من أبريل سنوياً. وقد قامت دولة قطر بدور مهم في رفع الوعي باضطراب طيف التوحد على المستوى الدولي، ففي عام 2007، قدمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، دعمها للحملة التي دعت إلى تحديد اليوم العالمي للتوعية بالتوحد خلال الدورة الـ 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تمت الموافقة عليها بالإجماع من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتتمثل مشاركة وزارة الصحة العامة والشركاء في هذه المناسبة بتنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية لتعزيز الفهم والقبول والتواصل بين جميع المشاركين من خلال مجموعة من الأنشطة المخططة بعناية والتركيز على دعم الأشخاص ذوي التوحد بشكل كبير، وخلق مناخ إيجابي وداعم للعائلات التي يوجد لديها أطفال من ذوي التوحد.
وقال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية في وزارة الصحة العامة: إن تعزيز التعاون بين القطاع الصحي والجهات المعنية بدولة قطر يساهم بدوره في تحسين جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي التوحد، وزيادة إمكانية الوصول والشمول والدعم للخدمات المخصصة لهم.
وأضاف: إن الوزارة تولى اهتماما خاصا بالأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وتحرص بالتعاون مع شركائها على تحسين حياة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم.
وقالت الدكتورة نوف الصديقي قائد صحي للخطة الوطنية للتوحد في وزارة الصحة العامة: تساهم الأنشطة والفعاليات التي ينظمها القطاع الصحي بدولة قطر بمناسبة اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد في تعزيز بناء الوعي وتوفير رؤى ومعلومات قيمة حول التوحد، لتعزيز فهم أكبر وتعاطف أعمق مع الأشخاص ذوي التوحد، مؤكدة أن التوعية السليمة والتثقيف القائم على الأدلة العلمية خطوة أساسية لدمج الأشخاص ذوي التوحد في المجتمع.
وأضافت أن الوزارة سوف تنظم في إطار الاحتفال بالتعاون مع مؤسسة قطر فعالية بعنوان «وحدة العقول» وهي عبارة عن ورش عمل افتراضية لتدريب أولياء الأمور في مؤسسة قطر-أكاديمية العوسج.
وقالت الدكتورة صدرية الكوهجي، مساعد المدير الطبي لخدمات صحة الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن عيادات الطفل السليم بالمراكز الصحية التابعة للمؤسسة تتولى تقديم خدمات فحص اضطراب طيف التوحد للأطفال الصغار عند عمر الـ 18 شهرًا والـ 30 شهرًا، لافتة إلى أن التأهيل الصحيح يبدأ من الكشف المبكّر لاضطراب طيف التوحد.
وأن تأهيل التوحد الشامل والتخصصي يتضمن التشخيص، وعلاج النطق، والعلاج الوظيفي والحركي، والسلوكي، والتربية الخاصة وغيرها الكثير، مؤكدة أن خطة الدعم المتكاملة للأشخاص ذوي التوحد تبدأ من الكشف المبكر، ثم التشخيص والتأهيل، والدمج المدرسي والمجتمعي ولاحقاً الوظيفي.
وقال الدكتور عمار حسين أبو شاهين القائد السريري لبرنامج التوحد العلاجي بمركز المها للرعاية التخصصية للأطفال بمؤسسة حمد الطبية: إن التدخلات الطبية التأهيلية والنفسية والتعليمية، منذ مرحلة الطفولة المبكرة، تساهم في تحسين الصحة والرفاهية ونوعية الحياة للأشخاص ذوي التوحد، وتحسين قدرتهم على التواصل بشكل فعال والتفاعل الاجتماعي وضمان استفادتهم من الخدمات والفرص المتاحة في مجالي الصحة والتعليم ودعمهم طوال حياتهم، مؤكداً أهمية تصميم التدخلات لهؤلاء الأشخاص وتقديمها بمشاركة أسرهم لضمان الفائدة القصوى من هذه الخدمات.
وأضاف: «ان مركز المها للرعاية التخصصية للأطفال بمؤسسة حمد الطبية يقوم بتقديم الرعاية الطبية المتخصصة والتطورية والتأهيلية للأطفال من ذوي التوحد أو من ذوي الاحتياجات الخاصة المصمّمة حسب احتياجات كل حالة، ويتم من خلال المركز توفير كل هذه الاحتياجات الطبية المتنوعة في موقع واحد وبشكل فريد.
ويشار إلى أن التوحد هو حالة تستمر مدى الحياة تؤثر على كيفية تواصل الفرد وتفاعله مع الآخرين، وعلى كيفية إدراكه للعالم المحيط به، ويُستخدم في وصف هذه الحالة تعبير «طيف التوحد» نظرًا لأن الأشخاص ذوي التوحد يتأثرون بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة، والسبب في معظم الحالات غير معروف.