سانشيز فاجأ بها الجميع في التصفيات الأوروبية.. استراتيجية وشخصية جديدة لـ «الأدعم»

alarab
رياضة 02 أبريل 2021 , 12:40ص
الدوحة - العرب

رغم نجاح الإسباني فليكس سانشيز مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، في المحافظة على التشكيل الأساسي للفريق للعام الثاني على التوالي، ومنذ فوزه بكأس آسيا 2019، فإنه فاجأ الجميع بتطور كبير في استراتيجية وشخصية الأدعم خلال التصفيات الأوروبية، وفي أسلوبه وأدائه الذي جاء مخالفاً تماماً لما ظهر عليه منذ عامين، حيث ظهر العنابي بشكل جديد بشكل عام، وفي الجانب الهجومي بشكل خاص.
لم يعُد العنابي الفريق الذي يقاتل في الدفاع ثم يتحول للهجوم المرتد، ويخطف المباريات والنقاط ويحقق الانتصارات، وأصبح فريقاً أكثر تنظيماً، وأصبح فريقاً له شخصيته الخاصة.
ولم يعُد العنابي الذي يعتمد على طريقة واحدة أو خطة واحدة طوال المباريات، ولم يعُد صاحب الأداء الواحد، أو الأداء العشوائي، وأصبح أيضاً فريقاً جريئاً في الجانب الهجومي، وقادراً على الضغط على المنافس في ملعبه.
في كأس آسيا اعتمد سانشيز على رأس حربة واحد هو المعز علي، ومعه أيضا عدد من اللاعبين أمثال أكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبد العزيز حاتم وكريم بوضياف، صحيح أن التحرك كان جماعياً، وهو ما أظهر العنابي بأنه يلعب بأكثر من رأس حربة، لكن الأمر اختلف الآن كما ظهر في المباريات الأولى لتصفيات أوروبا لكأس العالم قطر 2022.
اعتمد سانشيز للمرة الأولى في مباريات التصفيات الأوروبية على رأسَيْ الحربة المعز علي ومحمد مونتاري، ومن خلفهما عدد آخر من اللاعبين الذين يتحركون عبر الأجناب أو من العمق، وهو ما يفسر تسجيل منتخبنا في مباريات لوكسمبورج وأذربيجان وأيرلندا، وإحرازه 4 أهداف في 3 مباريات فقط، وهى نسبة جيدة من الأهداف لم تكن موجودة من قبل.
لم يكن العنابي جرئياً في هجومه كما كان في التصفيات الأوروبية، ولم يعتمد على رأسَيْ حربة منذ زمن طويل مثلما اعتمد في هذه المباريات، وهو ما يؤكد أن سانشيز لم يتوقف عن العمل، وأنه سعى لتطوير أداء وتغيير استراتيجية الفريق، وإعادة تشكيل شخصيته التي أصبحت أكثر جرأة.
التغيير الذي طرأ على العنابي والتطور الذي شهدناه بدأ من الدفاع، بوجود الثالوث بوعلام وطارق سلمان وبسام الراوي في الدفاع، وأمامهم في الوسط الظهيران بيدرو مفاجأة التصفيات الأوروبية، وعبد الكريم حسن، وفي الوسط الثالوث حسن الهيدوس وكريم بوضياف وعبد العزيز حاتم. 

أكثر اللاعبين مشاركة
شارك في المباريات الثلاث من بدايتها إلى نهايتها 6 لاعبين، وهؤلاء اللاعبون يمثلون العناصر والهيكل الأساسي للمنتخب، في مقدمتهم سعد الشيب حارس المرمى، وثالوث الدفاع بقيادة بوعلام وبيدرو وبسام الراوي، الذي خرج في الدقائق الأخيرة من مباراة أيرلندا، والمعز علي وحسن الهيدوس الذي خرج في الدقائق الأخيرة في المباريات الثلاث. 
وهناك لاعبون شاركوا في التشكيل الأساسي لمباراتين وهم: طارق سلمان وعبد الكريم حسن وعبد العزيز حاتم وكريم بوضياف ومحمد مونتاري، وهناك من شارك أساسياً في مباراة واحدة أمام أذربيجان وهم: أحمد علاء ومحمد وعد وعبد الله الأحرق وهمام الأمين.

الجماعية سرّ القوة
أثبت العنابي في الجولة الأوروبية الأولى أن الجماعية هي سرّ الأداء في المقام الأول، وأن العنابي لا يعتمد على لاعب بعينه أو على نجم محدد، ورغم غياب أكرم عفيف أحسن لاعب في آسيا 2019، وأفضل صانع ألعاب في كأس آسيا، إلا أن العنابي لم يتأثر وظهر قوياً وقدم مستويات طيبة.
وغياب أكرم عفيف رغم أهميته وضرورة وجوده مع العنابي،  
 
صورة مشرفة
أعطى الأدعم صورة رائعة عن الكرة الآسيوية؛ كونه بطل القارة منذ 2019، وسيظل حتى النسخة المقبلة 2023، وأيضاً أثبت كفاءته وقدرته على مجاراة المنتخبات الأوروبية.
إلى جانب كل ذلك حقق الأدعم ما هو أهم أيضاً، بالاحتكاك والاستفادة وكسب الخبرة من مدارس أوروبية مختلفة، في طريقه للاستعداد من جميع النواحي لأول مونديال في الشرق الأوسط، 
وحقق منتخبنا أيضاً نجاحاً مختلفاً، وهو ما يتمثل في قدرته على مواجهة ومقارعة المنتخبات الأوروبية، حيث ظهر أفضل بكثير من لوكسمبورج وأذربيجان، وأيضاً من المنتخب الأيرلندي «42 عالمياً»، وكان قريباً من الفوز عليه وتحقيق الانتصار الثالث على التوالي.