%50 من المضادات الحيوية «غير ضرورية»
محليات
02 أبريل 2017 , 01:57ص
الدوحة - العرب
حذرت مؤسسة حمد الطبية الجمهور من سوء استخدام المضادات الحيوية، مشيرة إلى دراسة مرجعية نشرت في المجلة الدولية للأمراض الانتقالية، وكشفت أن نصف المضادات الحيوية تقريبا التي يتم وصفها في العيادات الخارجية الخاصة في قطر قد تكون غير ضرورية. وركزت الدراسة على أن سوء استخدام المضادات الحيوية يهدد فوائد هذه الأدوية الهامة.
وقام فريق مؤلف من أطباء وباحثين من مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة وجامعة قطر، تحت قيادة البروفيسور أديل أجود بات نائب رئيس شؤون الهيئة التدريسية في قسم الباطنة ومدير وحدة البحوث الإكلينيكية في مجال الوبائيات بمؤسسة حمد الطبية، بتقييم أكثر من 75 ألفا من مطالبات التأمين الصحي المتعلقة بوصفات المضادات الحيوية، فوجد هذا الفريق أن %45 منها قد وصفت لعلاج حالات لا تتطلب عموما استخدام المضادات الحيوية.
وفي هذا السياق قال البروفيسور بات: «كشفت نتائج هذه الدراسة أن معظم المطالبات كانت لمضادات حيوية تم وصفها بشكل خاطئ لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي يكون سببها فيروسات لا تحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية أصلا».
وشددت هذه الدراسة التي نظرت في النمط المتبع في وصف المضادات الحيوية للمرضى في العيادات الخاصة بقطر خلال الفترة بين مايو 2014 وديسمبر 2015 على أهمية عدم الإفراط في وصف هذه الأدوية، لاسيما في الحالات التي تكون فيها الالتهابات قابلة للشفاء تلقائيا بعد فترة زمنية محددة.
أبوسمرة: أمراض الاستخدام الخاطئ «خطيرة»
أوضح البروفيسور عبدالبديع أبوسمرة رئيس قسم الباطنة بمؤسسة حمد الطبية أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يؤدي إلى ظهور التهابات مقاومة لهذه الأدوية مما يزيد من مخاطر انتقالها إلى أشخاص آخرين مسببة لهم أمراض خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة نتيجة مقاومة هذه الجراثيم للمركبات الدوائية أو مسببات المرض.
وأضاف الدكتور أبوسمرة : «تعد المضادات الحيوية من أكثر الوسائل فعالية لمكافحة الالتهابات التي تهدد حياة المريض، فهي تقضي على الالتهابات التي كانت تودي بحياة المريض سابقا مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي. إلا أن الاستخدام الخاطئ أو المفرط للمضادات الحيوية يسهم في تزايد مقاومة الميكروبات لهذه الأدوية المضادة. والاستمرار في سوء استخدام مضادات الميكروبات سينال من قدرتنا على معالجة المرضى الذين يعانون من أمراض والتهابات مميتة».
وأكد أبوسمرة على ضرورة التزام المرضى بتوصيات الطبيب موضحا أن مفعول المضادات الحيوية ينحصر في علاج الالتهابات التي تتسبب بها الميكروبات وليس الالتهابات الناشئة بسبب الفيروسات.
ودعا البروفيسور أبوسمرة المرضى إلى توخي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية وذلك للحؤول دون تزايد مقاومة الميكروبات لها وعدم تناولها إلا في الحالات التي تستدعي ذلك ووفقا لتوجيهات الطبيب.
كما شدد على أهمية تناول المرضى لكامل الكمية والجرعة الموصوفة من المضاد الحيوي، قائلا: «يشعر أحيانا المريض بالتحسن قبل أن يتم القضاء على البكتيريا بشكل كامل فيتوقف عن تناول الدواء. إلا أن المضادات الحيوية تتطلب عادة أيام عديدة وأحيانا أسابيع للتخلص من الالتهاب بشكل كامل وذلك تبعا للحالة الطبية التي يعاني منها المريض».