جحيم وخوف في الرقة مع اقتراب الهجوم عليها
حول العالم
02 أبريل 2017 , 01:24ص
ا ف ب
في مخيم موحل يبعد أكثر من 50 كيلومترا شمال الرقة، يتذكر فارون من أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا الجحيم الذي تعيشه مدينتهم على وقع اقتراب هجوم قوات سوريا الديمقراطية عليها.
وفرّ المئات هذا الأسبوع من مدينة الرقة، فقطعوا طرقات وعرة في رحلة مخيفة، ليصلوا في نهاية المطاف إلى مخيم في بلدة عين عيسى، الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف المحافظة الشمالي.
يصف محمد محمود (38 عاما) حالة التوتر والخوف في مدينته الرقة -التي بقيت منذ سيطرة تنظيم الدولة عليها في عام 2014 هدفاً لقصف طائرات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن.- يدخن، وقد غطى الغبار وجهه وثيابه، سيجارة منعها مقاتلو تنظيم الدولة في مناطق سيطرتهم، ويقول لـ «فرانس برس»: «الأوضاع هناك جحيم وخوف وقصف». وأثار تنظيم الدولة قبل أيام المزيد من الذعر لدى سكان الرقة، حين أشاع أن سد الفرات على وشك الانهيار، نتيجة المعارك الدائرة قربه.
أنفاق وسواتر
ومنذ إطلاقها معركة الرقة في نوفمبر الماضي، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من قطع جميع طرق الإمداد الرئيسية للمتشددين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. ولم يبق أمام هؤلاء سوى الفرار جنوباً، عبر قطع نهر الفرات بالزوارق.
وفي المخيم- الذي يعيش فيه حالياً أكثر من ألفي نازح، بينهم 400 فروا خلال الأسبوع الحالي من مدينة الرقة- يتناول أطفال السندويشات، ويحملون عبوات مياه، بعد رحلة متعبة من الجوع والعطش، ويلعب آخرون بالقرب من خيم تحمل شعار مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
وأمام محل صغير للحلاقة، ينتظر رجال في الدور ليتخلصوا من ذقون طويلة أجبرهم التنظيم عليها. وفي مكان قريب يقف نازحون آخرون في طوابير طويلة لتسجيل أسمائهم والحصول على الخيم، وعلى احتياجاتهم الضرورية. وعند مدخل المخيم، يفتش عناصر الاسايش (قوى الأمن الكردية) في أمتعة الوافدين، فيما تصل شاحنة جديدة محملة برجال يطلقون لحى كثة ونساء منقبات وأطفال بدا تعب الرحلة واضحاً على وجوههم.
الخناق يضيق
يتذكر زهير -الذي فضّل أيضاً استخدام اسم مستعار، خوفاً على أقرباء له لا يزالون في الرقة- أحوال مدينته خلال الفترة الأخيرة. ويقول الشاب (في الـ 25 من العمر): «الظروف في الرقة صعبة في الفترة الأخيرة، فعناصر تنظيم الدولة يخافون كثيراً من الهجوم عليها».
سجن زهير مرات عدة، وتم جلده على يد عناصر التنظيم مرات عدة، لبيعه السجائر سراً في المدينة. ويتذكر الشاب، الذي يرتدي ألبسة رياضية صفراء اللون، وإلى جانبه ابنته «لو أنني لم أخاطر في بيع السجائر لما استطعت أن أعيش وأعين عائلتي».
وبدعم من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، تواصل قوات سوريا الديمقراطية عملياتها الرامية لاستعادة مدينة الرقة.
وتتركز المعارك حالياً على مدينة الطبقة وسد الفرات المحاذي لها في ريف الرقة الغربي، كون السيطرة عليهما تمكن تلك القوات من التقدم أكثر لإتمام حصار الرقة.
وتدور منذ 21 مارس معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة في محيط مدينة الطبقة. وقد أسفرت المعارك والقصف حتى الآن عن مقتل 110 مدنيين و68 متشددا، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويلخص مسؤول مخيم عين عيسى جلال العياف التطورات الميدانية وحركة النزوح الناتجة عنها بالقول: «كلما ضاق الخناق على تنظيم الدولة ازدادت أعداد النازحين».