اختتمت يوم أمس الثلاثاء مسابقة شاعر الجامعات التي تقيمها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر «ديوان العرب» بالتعاون مع جامعة قطر والتي تستهدف طلاب الجامعات والكليات المدنية والعسكرية، بحضور الدكتور غانم بن مبارك العلي مستشار وزير الثقافة، والسيد حسن الدرهم رئيس جامعة قطر وعدد من الشخصيات البارزة والجمهور الكريم.
وتوج في المسابقة الشاعر عبد الرحمن النونان بالمركز الأول بينما حل الشاعر عيسى ال خليفة بالمركز الثاني والشاعر عبد المحسن الهميمي في المركز الثالث من فئة الشعر النبطي، بينما في فئة الفصيح فاز الشاعر طاهر مختار في المركز الأول، والشاعر عبد الله إسماعيل في المركز الثاني، والشاعر عبد الودود ايده في المركز الثالث.
وأقيمت مسابقة شاعر الجامعات التي انطلقت في 31 من شهر يناير الماضي واستمرت طيلة شهر فبراير، في إطار الحرص على إثراء الحركة الشعرية في دولة قطر، وذلك بين صفوف طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية، إيمانا من وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر بدعم المواهب الشعرية وتهيئة الأجواء الأدبية المناسبة للشعراء لإثراء الساحة بإبداعاتهم، وتمكن مركز قطر للشعر ولجنة التحكيم القائمة على المسابقة من اكتشاف مواهب شعرية جديدة في فئتي الشعر النبطي والفصيح، وهو ما يبشر بأن الساحة الشعرية سوف تشهد وصول وظهور شعراء جدد في المستقبل القريب، مما يسهم في إثراء الساحة الشعرية في الدولة، وخلال فقرة الارتجال تم اختيار موضوع دار الكتب القطرية للكتابة عنه من قبل الشعراء المشاركين ومنحهم عشر دقائق لكتابة ٣ أبيات شعرية.
ترحيب في بلاط الشعر
وفي هذا السياق قال السيد شبيب بن عرار - مدير مركز قطر للشعر - خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الختامي لمسابقة شاعر الجامعات: « السيد غانم مبارك العلي مستشار سعادة وزير الثقافة، والدكتور حسن الدرهم رئيسَ جامعةِ قطر، والحضورُ الكريمُ شَخصيّات أدبيَّة وسِياسيَّة وثَقافيَّة وتربوية، أَبناءَنا طَلبةَ كُلياتِ الجَامعاتِ في قطر بِشتّى تَخصُّصاتِها ومَجالاتِها العَسكريَّةِ والمَدَنِيَّةِ، أُرَحِّبُ بكُم في بلاطِ الشِّعْرِ.. وحُضورِهِ المَهِيبِ وهُو يَتزيّن بأحلى رَونقٍ وأجْملِ حلل.. هذا الشِّعْرُ.. دِيوانُ العَرَبِ ومَخْزَنُ أخْبارِهم ومَوْطِنُ مَفاخِرِهم.. به أعتقوا رقابا وأدانوا رقابا وحقنوا دماء وسفكوا أخرى، مَنْبِتِ تاريخِهم.. ووِعاءَ لحياتِهم سجّلُوا فيه أدقَّ تفاصيلِها، وعَدُّوا عيونَ القصائدِ منْهُ قِيمة أدبيَّة كبيرة ووسيلة دينيَّة مُهِمّة ووثيقة تاريخيّة وسياسيّة ورِباطا اجتماعيا مُتماسِكَ العُرى يُرسِّخُ القِيمَ الأخلاقيَّةَ العُليا ويُحيي الفضائلَ ويحُثُّ على مَكارمِ الأخلاقِ ومَعالي الأمورِ ويُنمّي الذائِقة «.
وأضاف: «جاءَت مسابقتُنا هذهِ استجابة لأهدافٍ ساميةٍ تُحفِّزَ الإلهام وتَروي حُبَّ اللغةِ العربيّةِ بماءِ الشّعر في بواكير الشَّبابِ، وتحثُّهم على التنافُسِ وفَصاحةِ اللُّغةِ وتَقويمِ اللِّسانِ، ولم يُشترَطْ فيها أنْ يكونَ المتسابقُ من تخصُّصٍ مُعيَّنٍ، بل أُطلِقَ فيها الحبْلُ بقَبولِ كلِّ التخصُّصاتِ ممن يُجيدُ نسْجَ الشِّعرِ ويعرِفُ له حقَّهُ.
وتابع: لقدْ أردْنا أنْ ينبتون نباتا حَسنا في ظِلٍّ ظليلٍ، فجَنَيْنا السَّعادةَ ونـحنُ نرى ونسمع حضورهم المبهر وهم يُشاركونَ بإبداعاتهم في مَحْفِلِنا هذا، متوجها بالشكُرُ كلَّ من ساهَمَ في هذهِ المسابقةِ، من رُعاةٍ ومُنظِّمينَ وطلبةٍ وحُكّامٍ وحُضورٍ، سائلا اللهَ العظيمَ أنْ يكتُبَ ذلك عندَهُ في صَحائِفِ الخيرِ، وأنْ يُوفِّقَ الجميعَ، ويُسبِغَ نِعمَه على بلدِنا العزيزِ قطر وأهلِها، ويجعلَ راياتِها خفّاقة في ظلِّ حضرةِ صاحبِ السُّموِّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.
من جانبه قال علي المسعودي: «الحمدُ للهِ الذي عَلا في ارتفاعِ مَجْدِه عن أعراضِ الهِممِ، وخلا باتِّساعِ رِفْده عن اعتراضِ التُّهمِ، وجلا قلوبَ أوليائِه بينابيعِ الحِكَمِ، وصلى اللهُ وسلَّم على القائلِ: «وإنّ منَ الشعرِ لحكمة وإنَّ من البيانِ لسحرا، وإنَّ مِنَ القولِ عِيَالا»، وإنّ أصدقَ كلمةٍ قالَها شاعرٌ قولُ لبيدٍ: ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ، كلمةٌ خالدةٌ تبقى مُتربّعة على عرشِ الكلماتِ الشعريّةِ الصادقةِ بحسَبِ الوصفِ النبويِّ، ويؤيدُها قولُ حسّانٍ:
وَإِنَّما الشِّعرُ لُبُّ المَرءِ يَعرِضُهُ
عَلى المَجالِسِ إِنْ كَيسا وَإِن حُمُقا
وَإِنَّ أَشعَرَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُ
بَيتٌ يُقالَ إِذا أَنشَدتَهُ صَدَقا
وإنَّ أحسنَ الشعرِ ما دلّكَ على محاسنِ الخلُقِ ومكارمِ الآدابِ.. وما جاءَ في مكانِه ووقتِه تماما، وقد قالَ الفضيلُ رحمَهُ اللهُ: رأسُ الأدبِ عندَنا أنْ يعرفَ الرجلُ قدْرَه، فلا يتجاوزُ الحدَّ الذي يليقُ به، ولا يتجاوزُ عليه أحدٌ بما لا يليقُ بهِ».
وتوجه بالتحية لأعضاء لجنةِ التحكيمِ الأساتذة الأجلّاء: محمد إبراهيم السادة، لحدان الكبيسي، مبارك آل خليفة، وزايد بن كروز. ومهنئا مَنْ وصلَ إلى هذا المستوى المتقدِّمِ من الشُّعراءِ.. داعيا بالخيرِ لمنْ لم يكملْ من شعراءَ خرجُوا من المسابقةِ بنصفِ درجةٍ أو أقلَّ.. فهكذا هي الحياةُ قد ترفعُكَ نصفُ درجةٍ.. وقد تهوي بكَ نصفُ درجةٍ.
صاحب المركز الأول
الشاعر عبدالرحمن آل نومان الذي فاز بالمركز الاول في فئة الشعر النبطي عبر لـ»العرب» عن فرحته بفوزه بالمرتبة الأولى، وقال إن فرحته بنجاح هذه المسابقة تفوق فرحته باللقب. وقال ال نومان إن مشاركته في المسابقة ما كانت لتتم لو أنه ماكان متأكدا من فوزه بالمرتبة الأولى، وليس ذلك من باب الغرور أو انقاص من قدر المشاركين في المسابقة لكن من باب الثقة في ما يقدمه.
وأثنى الشاعر ال نومان على المواضيع التي تم اختيارها للمسابقة، وقال إنها كانت جديدة في عالم الشعر النبطي فمن خلال بحثه لم يجد قصائد في الشعر النبطي عن اللغة العربية ولا عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا قصيدة واحدة مشهورة.
منافسة قوية
بدوره قال عبد العزيز المالكي رئيس جائزة شاعر الجامعات لـ»العرب» إن الجائزة هذا العام كانت مميزة وحظيت بشعراء فطاحلة وأوقوياء سوف يثرون الساحة الأدبية العربية والمحلية، واعتبر أن هذه الطبعة حظيت بزخم إعلامي كبير سلط الضوء على الجهود المبذولة فيها، لا سيما في وساءل التواصل الاجتماعي التي استطاعت أن توصل المسابقة إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وأضاف المالكي أن الجائزة عرفت إقبالا غير مسبوق.