انطلقت صباح أمس الأحد في صبخة مرمي بسيلين منافسات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في نسخته الرابعة عشرة «مرمي 2023» ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻡ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻮﻋﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ ﺁﻝ ﺛﺎﻧﻲ ويستمر إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري وتنظمه جمعية القناص القطرية، حيث شهد اليوم الأول من المهرجان تأهل صقارين في بطولة الطلع و3 صقارين في بطولة هدد التحدي.
وأعطت بطولة الطلع، شارة الانطلاق وسط مشاركة لصقارين لامعين وآخرين يشقون طريقهم نحو المجد. بينما شهدت الفترة المسائية بدء أولى منافسات بطولة هدد التحدي وسط مشاركة محلية ودولية.
ويهدف مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد «مرمي» إلى توثيق وتعزيز تراث الصقارة المسجل في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية وفقا لمنظمة اليونسكو منذ نوفمبر عام 2010.
وكانت دولة قطر من أولى الدول التي تبذل جهودها لتعزيز الحفاظ على هذا التراث العالمي ليس في قطر فحسب، بل في العديد من الدول العربية والأجنبية.
وقال السيد محمد بن مبارك العلي، رئيس لجنة الطلع، إن قوانين البطولة هي نفسها التي كانت سارية في النسخة الماضية من المهرجان، حيث إن المسافة الفاصلة بين نقطة الانطلاق ومكان إطلاق الحبارى تقدر ما بين 2 كيلومتر و1800 و1900 متر، وذلك حسب الوجهة التي تختارها الحبارى إما تذهب شرقا أو غربا.
وأضاف العلي أن من قوانين المسابقة أيضا، هو تحديد 5 دقائق من لحظة إخبار المتسابقين في آن واحد إلى تفريع صقورهم (إزالة البرقع) من على رؤوسها، عبر جهاز اللاسلكي الذي يكون عند كل حكم يكون مرافقا للمتسابق داخل السيارة، وإذا طلع صقر وصاد، فإن سباق المجموعة ينتهي، وإذا طلع ولم يصطد، يتم استبعاد صاحب الصقر الذي طلع ولم يصطد، ويعاد السباق للباقين مع إعادة العداد إلى 5 دقائق أخرى (حيث إن المحاولتين: الأولى والثانية هي 5 دقائق لكل محاولة)، وفي المحاولة الثالثة، يتم إعادة السباق مع استمرار التوقيت الذي توقف عند الإعادة الثانية.
وتوقّع رئيس لجنة الطلع أن تتأهل الصقور القوية والتي أبانت عن مكانتها في البطولات السابقة، متمنيا التوفيق لجميع المشاركين.
من جهته، قال الصقار أحمد بن سالم الشاوي، إن مهرجان مرمي دائما يبهرنا، بتجهيزاته العالمية وكل سنة نرى تطورا كبيرا من حسن إلى أحسن. 
وأشار إلى أن صقره «ختال» جاهز وسهر على تدريبه تدريبا جيدا حتى يكون في مستوى التطلعات، متمنيا التوفيق له ولجميع المتسابقين.
من جهته، قال السيد هزاع علي النعيمي، إن تدريب الصقر يكون إما بصفة فردية أو عبر مجموعات، حيث إن الأمر يختلف بين الإثنين، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة ظهرت عدد من الفرق، وذلك حتى لا يكون هناك تضارب في موعد المسابقات مع الأشخاص، حيث يمكن التبديل، موضحا في الوقت نفسه، إلى أن بطولة الطلع تعطي المهرجان حماسا أكبر.
وأكد أن تدريب الصقر من أجل المشاركة في بطولة مثل هذه يحتاج تعبا واجتهادا أكبر من أجل الحصول على الصقر النادر الذي يكون في مستوى التطلعات، حيث إن بعض الصقارين يدربون زهاء ثمانية عشرة صقرا، وفي الأخير يرسون على صقر أو صقرين من أجل الدخول إلى المنافسة.
وحول لجوء بعض الصقارين إلى شراء صقر جاهز، نوه النعيمي إلى أن هذا الأمر قد يفي بالمطلوب أحيانا وقد لا يكون مثل ما يرجوه ويتمناه المشارك أحيانا أخرى.
فيما لخص مشارك تصريحه بالقول: «إن بطولة الطلع هي الوحيدة من التراث».
والمتأهلان إلى الأدوار المقبلة في بطولة الطلع عن اليوم الأول هما: شاهين سالم الدوسري وسلطان أحمد النعيمي.

إثارة وتحد
وخلال الفترة المسائية، انطلقت الإثارة والتحدي مع بطولة هدد التحدي، والتي جذبت أنظار الزوار منذ اللحظات الأولى، سواء من على المنصة الرئيسية للمهرجان، أو على جنبات ميدان السباق مع دخول متنافسين محليين أقوياء ونظرائهم الدوليين، بما يدل على مدى إشعاع هذه البطولة وجذبها اهتمام وأنظار الجميع.
وأوضح السيد علي سلطان ناصر الحميدي، رئيس لجنة هدد التحدي، أن البطولة نظرا لقوتها فإنها تجلب مشاركين كُثرا من دول عربية والخليجية، حيث إن عدد المسجلين بلغ 1000 صقر، وهم على أهبة الاستعداد.
ولفت الحميدي أنظار المتسابقين في بطولة هدد التحدي، إلى أن عملية «تزبين» الحمامة» من قبل الصقر، أصبحت لها آلي مختلفة عن السابق، حيث ينبغي للصقر أن يجبر الحمامة على «التزبين».
وأوضح رئيس لجنة هدد التحدي إلى أن اليوم الأول شهد تنافسا على غرار العام الماضي، حيث إن الصقارين أبدوا استعدادهم الكبير، وأنهم في مستوى التحدي مع عبدالله فخرو بحمامه الزاجل، وهو ما تجلى في اصطياد 3 صقور للحمام الزاجل. وأهاب بالصقارين بالحضور المبكر، وعدم الغياب حتى تزداد المنافسات إثارة ومتعة وتشويقا، مثلما كان عليه الأمر في النسخ السابقة للمهرجان، وكذلك من أجل تسهيل المأمورية على أعضاء اللجنة وباقي المشاركين.
والمتأهلون إلى نهائي بطولة هدد التحدي هم: محمد راشد العذبي وفريق المجد، ثم فريق أم الزبار.
ويفوز المتأهل إلى نهائي بطولة هدد التحدي بـ100 ألف ريال نظير التأهل، والمنافسة على سيارة اللكزس.
وأعرب المتأهلون إلى الدور قبل النهائي في بطولة الطلع، والفائزون والمتأهلون إلى نهائي بطولة هدد التحدي عن سعادتهم بما حققوه من إنجاز.
وشهدت فعاليات المهرجان حضورا جماهيريا خلال الفترة المسائية، حيث ساعد في ذلك، الطريق الصحراوية المعبدة المؤدية إلى موقع المهرجان.
وقال السيد حسام الذي جاء للمهرجان رفقة أسرته: «إن مهرجان مرمي رائع، ولا أفوت فرصة زيارته رفقة أسرتي سنويا، حيث يتعرف أبنائي على الصقور وعلى تراث دولة قطر الثري، كما أن الزيارة فرصة للتعرف على هذه الثقافة في أجواء عالمية بطريقة مباشرة».
وتجرى اليوم تصفيات الطلع للمجموعات من 6 إلى 11 خلال الفترة الصباحية، وتصفيات هدد التحدي للمجموعة الثانية بالفترة المسائية.