خبراء وأكاديميون: الذكاء الاصطناعي يقلل مهارات الباحثين في التفكير النقدي

alarab
د. عبد الله حمد المريخي
المزيد 01 ديسمبر 2024 , 01:21ص
الدوحة- قنا

حذر عدد من الخبراء والأكاديميين من الآثار السلبية الناتجة عن الاعتماد المفرط على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إعداد البحوث العلمية والأكاديمية مما يقلل من كفاءات الباحثين ومهاراتهم في التحليل والتفكير النقدي والإبداعي. وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أنه على الرغم من قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل بيانات في دقائق معدودة، فإن هناك تخوفا من الاعتماد المطلق عليها الأمر الذي يؤدي إلى ظهور جيل منخفض في الذاكرة والتحصيل الأكاديمي والمدرسي وفق دراسة حديثة تشير إلى أن استخدام الطلاب المفرط لبرنامج شات جي بي تي يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع التحصيل الدراسي.
وقال الدكتور عبد الله حمد المريخي مساعد العميد لشؤون الطلاب في جامعة قطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إن استخدام مستحدثات تكنولوجيا التعليم بصورة صحيحة تعتبر إضافة للعملية التعليمية، مشيرا إلى وجود ربط سلبي أحيانا بمجرد ذكر الذكاء الاصطناعي حيث يتبادر إلى الذهن أن هذا سيؤدي إلى اتكالية الطالب عليه في كل أموره وأنه سيقوم بحل الواجبات والتكليفات وإجراء البحوث نيابة عنه، وهذه نظرة أحادية والسبب هو نظام التعليم التقليدي والذي لا يزال يعتمد على نمط التكليفات التقليدية مثل الواجب المنزلي، الاختبارات التقليدية التي تقوم على مهارة التذكر والحفظ.
ودعا إلى مراجعة وتطوير أساليب التدريس والتقييم والتقويم والقياس لتتناسب مع المستحدثات في العملية التعليمية، لأن الذكاء الاصطناعي أداة تكنولوجية ومساعدة وليست بديلاً عن التفاعل البشري بين المعلم والمتعلم الأمر الذي يفرض وضع ضوابط لضمان أنه يُستخدم بطرق أخلاقية وآمنة ومصداقية في عدم تحيز التطبيقات لبيانات ومعلومات لا تناسب ثقافة المتعلم.

إيجابيات وجوانب سلبية
ومن جهته قال الدكتور خالد وليد محمود باحث متخصص بالسياسة السيبرانية، في تصريح مماثل لـ «قنا» في ظل تسارع ثورة التكنولوجيا الرقمية لا يستطيع أحد اليوم أن ينكر أهمية وفضل استخدام الذكاء الاصطناعي في البحوث العلمية حيث شكّلت أدواته نقلة نوعية في منهجيات البحث التقليدية؛ ففي المرحلة الجامعية، ثمة تزايد بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إعداد الأبحاث والمقالات الأكاديمية، إذ يمكن للطلاب الاستفادة من أدوات تساعد في جمع البيانات وتحليلها، وتنظيم المراجع تلقائيًا، وحتى في صياغة مسودات أولية، وفي مرحلة الدراسات العليا، يظهر الاستخدام الأكثر تعقيدًا، حيث يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل مجموعات البيانات الكبيرة، واستخدام الخوارزميات لتحليل النتائج، بل وحتى التنبؤ بظواهر وسيناريوهات معينة، إضافة إلى تقنيات تعلم الآلة والترجمة التي تساهم في تحسين دقة النتائج وتفسيرها.
وأوضح أن هذا الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي له تأثيرات متباينة على الباحثين ونتائج الأبحاث فمن جهة، يساهم في زيادة الكفاءة عبر توفير أدوات تساعد في توفير الوقت والجهد، لكنه حذر في الوقت ذاته من جوانب سلبية للاستخدام المفرط لأدوات الذكاء الاصطناعي من بينها التبعية التقنية، حيث يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل مهارات الباحثين الأساسية في التحليل والتفكير.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بتقنين استخدام الذكاء الاصطناعي في البحوث، من خلال وضع المؤسسات الأكاديمية والعلمية سياسات وقوانين وضوابط واضحة تُحدد كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أخلاقي.
ومن جهته قال الدكتور عمار رياض أكاديمي متخصص في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات واعدة لتحسين العملية التعليمية في جميع مراحلها. فمن خلاله، يمكن للمعلم أن يخصص المناهج التعليمية بما يتناسب مع احتياجات كل طالب على حدة، وتوفير تجارب تفاعلية تتيح للطلاب المشاركة بفعالية أكبر وإمكانيات تعليمية متقدمة، مثل تحليل أداء الطلاب وتقديم توجيهات مخصصة، مما يسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي.
وشدد على أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل التعليمية قد يحمل مخاطر فالعملية التعليمية تتطلب تفاعلًا إنسانيًا يعزز مهارات التواصل ويطور التفكير النقدي لدى الطلاب.