نسعى لتحقيق الريادة وتعزيز مكانة قطر الثقافية إقليميا ودوليا
إدارة الثقافة حريصة على توفير فرص متساوية لجميع المبدعين
الموسم الثقافي غني بالفعاليات والتكامل بين الأنشطة لتحقيق رؤية الوزارة
أكد السيد عبدالرحمن بن عبدالله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، حرص إدارة الثقافة والفنون على تقديم منتج ومستوى ثقافي رفيع ركيزته الأساسية صون الهوية الوطنية من خلال رسالة الوزارة.. «إرث وأثر وتأثير» لتعزيز الإبداع في مختلف القطاعات.
وقال الدليمي في حوار خاص لـ «العرب» إن البرامج والأفكار والفعاليات التي تقدمها إدارة الثقافة مبنية على الأهداف والغايات القائمة على دفع قطاع الثقافة نحو الريادة الاجتماعية والاقتصادية من خلال تشجيع جميع أشكال التعبير الثقافي من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز مكانة قطر كوجهة ثقافية وإقليمية ودولية. وأضاف الدليمي أن إدارة الثقافة والفنون، تقدم دعمها للمبدعين من خلال الرعاية والاهتمام وتقديم المبدعين وأصحاب الابتكارات الفنية والثقافية التي تعزز الهوية والثقافة الوطنية والدفع بهم الى الأمام مساهمين في الحراك الثقافي والفني والإبداعي، منوها بتكامل الفعاليات في الموسم الثقافي الذي بدأته الوزارة الشهر الجاري، بحيث تنوع وتكامل بين الأنشطة الثقافية والفنية لتحقيق رؤية الوزارة.
وكشف مدير إدارة الثقافة عن اهتمام إدارة الثقافة بطرح أفكار لمسابقات لشعراء الفصحى عقب نجاح مسابقة مثايل للشعر النبطي، مثمنا في الوقت ذاته نجاح المراكز الثقافية المتخصصة في الشعر والمسرح والموسيقى وغيرها في أداء رسالتها الثقافية والفنية باقتدار.. وإلى التفاصيل:
نود في البداية التعرف على السيد عبدالرحمن الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة؟
البداية كانت في نطاق الأدب والثقافة ثم الفلسفة إضافة الى مساهمات في إعداد البرامج التلفزيونية والأمسيات الثقافية، كما قمت بإعداد عدة أوراق علمية وشاركت بها داخليا وخارجياً ذلك كان متزامنا مع العمل بعدة جهات في الدولة لمدة عشر سنوات، ثم نلت ثقة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة لأن أكون مديرا لإدارة الثقافة والفنون.
لو تطلعنا على دور إدارة الثقافة والفنون حاليا واستراتيجيتها في تعزيز المشهد الثقافي؟
- دور الإدارة هو دور قائم على صنع المشهد الثقافي والفني بشمولية تغطي كل أنواع الفنون لتعزز المشهد الثقافي من خلال تقديم منتج ومستوى ثقافي ركيزته الاساسية صون الهوية الوطنية من خلال رسالة الوزارة «إرث وأثر وتأثير».
وكيف يمكن أن تساهم إدارة الثقافة في تحقيق رؤية الوزارة ومنهجية العمل في الإدارة لتعزيز الإبداع في مختلف القطاعات؟ وكيف تستفيد الإدارة من الفرص المتاحة لتعزيز مكانة قطر كوجهة ثقافية إقليمية ودولية؟
- يمكن أن تساهم الإدارة في تحقيق رؤية الوزارة وذلك عبر العمل من خلال المشروعات والبرامج الفاعلة التي تصب في تحقيق الرؤية من خلال كيفية الاستفادة من الفرص والتحديات ليكون للمثقف دور ومسؤولية من خلال الفعل الثقافي.
أما منهجية العمل لتعزيز الابداع في مختلف القطاعات فهي مبنية على الأهداف والغايات القائمة على دفع قطاع الثقافة نحو الريادة الاجتماعية والاقتصادية من خلال تشجيع جميع أشكال التعبير الثقافي من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز مكانة قطر كوجهة ثقافية واقليمية ودولية وذلك عبر تفعيل الشراكات المحلية والإقليمية والدولية من خلال تنسيق محكم يخدم خطه الوزارة لتكون قطر وجهة ثقافية مفضلة إقليميا ودوليا وهذا ما نقوم به فعليا في إدارة الثقافة والفنون؛ وهو ما نقوم بترجمته على أرض الواقع ويظهر جليا في الموسم الثقافي الذي انطلق وبشكل موسع وفيه تكامل بين الأنشطة الثقافية والفنية لتحقيق هذه الرؤية.
نود أن نناقش معكم أهم القضايا التي تشغل المبدعين في القطاعات المختلفة التي تدخل تحت مظلة الإدارة ولنبدأ بتقييمك للواقع المسرحي في قطر حاليا في ضوء مشاهدة لمهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين؟ وما الأسس التي يمكن أن نبني عليها لتعزيز الإبداع المسرحي الجاد؟
- مثل هذا المهرجان فرصة عظيمة للمسرحيين القطريين حيث شهد حراكا فنيا فاعلا، أيضا فرصة سانحة لالتقاء الأجيال المختلفة. وتم تقديم عدد من النجوم الجدد للمسرح القطري كما تم تقديم أعمال جديدة شارك بعضها خارجيا عقب ختام فعاليات المهرجان، ومن ذلك مشاركة «مسرحية بين قلبين» التي فازت بجائزة أفضل عمل متكامل بالمهرجان وجوائز أخرى في مهرجان قرطاج المسرحي الدولي بتونس في المنافسة الرئيسة.
أما الأسس التي يمكن أن نبني عليها لتأسيس حراك ثقافي في هذا المجال مستمر؛ فتنطلق من أن مركز شؤون المسرح يمثل رأس الرمح الثقافي في ذلك بما لديه من أنشطة وبرامج مستمرة ومبتكرة تتنوع بين العروض المسرحية والورش والمسابقات إضافة للشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص الواعد. كذلك نجد الاهتمام المتعاظم بمسرح الطفل الذي يساهم في دعم اللغة العربية الفصحى للأطفال.
دعنا ننتقل إلى قطاع الكتابة والتأليف وكيف تدعم إدارة الثقافة المبدعين في هذا المجال؟
- لا شك أن أهل الابداع من الكتاب والمؤلفين هم رواد العمل الثقافي المنتج، والإدارة من واقع مسؤوليتها تهتم بهذه الشريحة المبدعة من خلال رعاية الأعمال التي يقومون بتأليفها واتاحة الفرصة لهم للمشاركة في معارض الكتاب داخليا وخارجيا، وحاليا تجد في كل الفعاليات الكبرى التي تقام لابد أن يكون هنالك تدشين لمؤلف جديد أو إعادة طباعة كتاب ثقافي وكذلك تيسير الفرص لهؤلاء المبدعين للإطلالة عبر أجهزة الاعلام المختلفة؛ فالفرصة متاحة لجميع المبدعين وبشكل متساوٍ.
وما الجديد في مجال الشعر مع اقتراب ختام مسابقة مثايل للشعر النبطي وهل نتوقع مسابقات أخرى في الشعر الفصيح؟
- مسابقة مثايل تجاوزت المحلية في تقديرنا الى العالمية رغم أنها خاصه بالشعر النبطي لكن وجدنا مشاركات من كل قارات العالم وهذا مؤشر واضح على نجاح هذه المسابقة في دورتها الحالية حيث ربطت الأجيال المختلفة بالموروث الشعري القطري وستظل لهذه المسابقة خصوصيتها هذه.
- ولدينا رؤية في الفترة القادمة بطرح مسابقات شعرية متخصصة من بينها الشعر الفصيح. كذلك لابد ان نشير الى اهتمام الوزارة بالشعراء القطريين وتوثيق أعمالهم ونشر إنتاجهم الشعري ودواوينهم واتاحة الفرصة لهم في المشاركات الخارجية، فكان الشعر القطري حاضرا بقوة في معرض الرياض الدولي للكتاب، كما تألق في معرض الجزائر الدولي للكتاب مؤخرا.
نجد اهتماما من الإدارة بفن الموسيقى من خلال مركز شؤون الموسيقى.. فما تقييمك للموسيقى القطرية حاليا وكيف يتم اكتشاف المواهب وتعزيز القدرات في هذا المجال؟
- مركز شؤون الموسيقى منذ تأسيسه عام 2016 يقوم بدور كبير من خلال نشر الوعي بالثقافة الموسيقية والتعريف بأهمية الفنون ودورها في المجتمع وظل يرفد الساحة الفنية القطرية بالعديد من المبدعين في مختلف المجالات الفنية. وللمركز بصمته الواضحة في تعزيز وجود الموسيقيين القطريين في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية. وكانت للمركز مؤخرا مشاركة خارجية مميزة في دولة أوزبكستان من خلال دمج الفنون البحرية ضمن الفنون الكلاسيكية في خطوة فنية وجدت الإشادة من الجميع.
وبالنسبة للمواهب فإن المهرجانات والاحتفالات تمثل فرصة عظيمة لاكتشاف وابراز هذه المواهب ومن ثم رعايتها وتدريبها والدفع بها في القنوات الخاصة لتأخذ دورها في الحراك الثقافي والفني في قطر.
وماذا عن قطاع الفنون البصرية والتشكيل وأهم المبادرات هي المبادرات والبرامج التي تنفذها الإدارة لدعم الفنانين القطريين؟
- المتابع للساحة الفنية الإقليمية والدولية يلحظ التواجد المستمر للتشكيليين القطريين الذين صارت لهم مدرسة فنية لها بصمتها وسماتها الخاصة من خلال إنتاج خط تشكيلي معين في هذه الفنون البصرية، فهناك حضور للتشكيل القطري دوليا من خلال عرض أعمال لفنانين قطريين في متاحف عالمية فمتاحف تقتني أعمال الفنانين الكبار مثل يوسف أحمد وسلمان المالك وغيرهما من المبدعين الذين أصدرت وزارة الثقافة مؤخرا كتاب يوثق هذا التألق والإبداع يحمل عنوان «من عيون الفن القطري» الجزء الأول، كما يشارك فنانو قطر بحضورهم القوي في البيناليات والمسابقات الدولية التي يصعب حصرها. أما على الصعيد المحلي فنجاح مهرجان فريج الفن والذي اقيم في الفترة من 31 اكتوبر وحتى 7 نوفمبر 2024 في درب الساعي، فهذا النجاح يتحدث عن نفسه من حيث تنوع المشاركات واهتمام الزوار على الصعيد الرسمي والشعبي والجاليات وما تم تقديمه من ورش فنية وكذلك المشاركات الخارجية
ويعتبر مهرجان فريج الفن أحد البرامج والمبادرات التي تدعم المبدع القطري وهناك العديد من الفعاليات الفنية القادمة إن شاء الله. والإدارة تقدم دعمها للمبدعين من خلال الرعاية والاهتمام وتقديم المبدعين وأصحاب الابتكارات الفنية والثقافية التي تعزز الهوية والثقافة الوطنية والدفع بهم الى الأمام مساهمين في الحراك الثقافي والفني والإبداعي.
وكيف تضمن الإدارة تحقيق تكافؤ الفرص وتعزيز مشاركة الفنانين الشباب في المشاريع الثقافية؟ وما مدى اهتمامكم بتعزيز الثقافة لدى الفئات العمرية من الأطفال واليافعين؟
- لدى الادارة معايير فنية تصنف بها المبدعين وفقا لحراكهم ومساهماتهم ولدينا العديد من المبادرات الثقافية تتمثل في المشاريع الثقافية ومناشط الادارة المختلفة عبر المراكز المتخصصة إضافة لإحاطة الإدارة بالنشاطات التي يقدمها الفنانون الشباب، كل ذلك يجعل الرؤية واضحة لدينا في مساله توزيع الفرص وتكافؤها عبر المشاركات المحلية والإقليمية وفق التخصص الفني الثقافي المطلوب.
أما فيما يتعلق باهتمام الإدارة بتعزيز الثقافة لدى الفئات العمرية من الاطفال واليافعين فإن هذه الفئات العمرية تحظى باهتمام واسع ولها برامج واضحة في كل نشاطات الوزارة فلن تجد أي مشروع أو فعالية او احتفالية الا وللأطفال واليافعين وجود فيها وذلك لتعريفهم على المنشط الثقافي واكتشاف الموهوبين منهم ورعايتهم.
نجد حرصا من إدارة الثقافة على تعزيز التنوع الثقافي من خلال احتضان العديد من الفعاليات الثقافية للجاليات فكيف تجدون أثر هذه الفعاليات في المجتمع القطري؟
- المجتمع القطري منذ نشأته معتز بهويته وموروثه ومنفتح على الغير فهو شعب مضياف ولله الحمد، وهذه الصفات يسرت نجاح الفعاليات الثقافية للجاليات المختلفة لذلك تجد تفاعل المواطن القطري بها ومشاركته لهذه الجاليات في احتفالاتهم، بل كذلك تشارك قطر في معظم الفعاليات الثقافية والفنية التي تقيمها تلك الدول سواء كان عبر الشراكات الثقافية الثنائية او من خلال المهرجانات والمعارض الإقليمية والعالمية. وسيكون لهم دور بارز ضمن خطة العام 2025.
وما أبرز المشاريع والمبادرات المخطط لها في المستقبل لتعزيز القطاع الثقافي والفني في قطر؟
خطه الإدارة مستقاة من الخطة الاستراتيجية للوزارة من حيث الأهداف العامة والتي تترجم من خلال البرامج والمناشط والفعاليات والتي انطلق بعضها في الموسم الثقافي والذي بدأ بمهرجان فريج الفن ثم تلاه مهرجان الدوحة الدولي للتصوير ولدينا فعاليات كبرى قادمة ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني وسوف تتصل الفعاليات دون انقطاع، ان شاء الله، وصولا الى معرض الدوحة الدولي للكتاب في منتصف العام القادم 2025 إن شاء الله وكذلك هنالك مساحة مهمة للمشاركات الخارجية المختلفة لتصب محصلة ذلك كله في تعزيز القطاع الثقافي والفني القطري. وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية نؤكد أن الثقافة تقود الحياة من خلال تعزيز القيم والهوية الوطنية والثقافية فالرؤية المستقبلية قائمة على تقديم محتوى ثقافي فني يجمع بين الأصالة والمعاصرة في تواصل للأجيال وعلاقات تبادلية ثقافية. والاستفادة من كافة الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة لقيام الفعاليات المختلفة لتكون قطر هي الوجهة المفضلة ثقافيا.