«الإمام الدوري» حاضنة تربوية لتعاهد «القرآن الكريم»

alarab
محليات 01 ديسمبر 2022 , 12:50ص
الدوحة - العرب

خليل محمود: تنشئة الطلاب على حب كتاب الله وتطبيق أوامره

محمد أمين: لمست الخلق الحسن والتعامل الطيب لدى الحافظين

محمد إسماعيل: البيت له دور مكمل للمركز في متابعة الحفظ

واصل مركز الإمام الدوري لتعليم القرآن الكريم الذي تقام حلقاته بمسجد محمد عبدالرحمن الزمان -رحمه الله- رقم (م. س 60) بمنطقة أسلطة الجديدة، جهود تعليم النشء كتاب الله وغرس قيم الإسلام ومبادئه وآدابه.
وقال الشيخ سامي عبد رب النبي، رئيس المركز والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن المركز يلتحق به 135 طالبا موزعين على عشر حلقات، منها ثلاث حلقات للدروس الهجائية وحلقة أخرى مرنة يحضر الطلاب بها يومين أو ثلاثة في الأسبوع، لافتاً إلى أن الحلقات الست بها مستويات مختلفة في الحفظ من المراحل التأسيسية والمتوسطة والتكميلية، وأن هناك ستة طلاب بالمركز ختموا حفظ كتاب الله وهناك من قرب على ختمه، وأوضح أن من يحفظ القرآن فإن الله يحفظهم بتعهدهم للقرآن.
وحث أولياء الأمور على تنشئة أبنائهم على هدي القرآن وأخلاق القرآن، وأوصى طلابه بتقوى الله عز وجل والحرص على وجودهم بهذه البيئة الطيبة التي أكرمهم الله بها واصطفاهم وخصهم بحفظ كتابه وأن يشكروه تعالي على هذه النعمة وأن يعملوا بأحكامه وآدابه.
وأكد أن القرآن سبب لتميز الطلاب وتوسعة مداركهم وزيادتهم بركة وهداية، وأن المراكز القرآنية بيئة خصبة لهذه التربية الصالحة التي ينشأ عليها أبناؤنا.
وقال «لمسنا أثر القرآن على أخلاق وسلوك الكثير من الطلاب الحاليين وممن كانوا ملتحقين سابقا بالمركز وأصبحوا الآن في وظائف وأعمال مختلفة فحينما نلتقي بهم يذكرون أثر القرآن عليهم وعلى أخلاقهم وتعاملهم الطيب مع من حولهم ويقدمون الشكر لكل من ساهم في تعليمهم كتاب الله وحثهم على التمسك بآدابه.

دور الأسرة.. وخلق القرآن 
وقال المدرس محمد إسماعيل، يدرس في المراكز القرآنية على مدى عقدين من الزمان بهذا المركز»إن البيت له أهمية في متابعة حفظ الطالب ومراجعة المحفوظ حتى يستمر في المسيرة القرآنية بخطى سريعة ويتقن الحفظ ويتعلم الأحكام والآداب في المركز.
وأضاف: أنه يدرس في حلقته لعشرة طلاب على فترتي العصر والمغرب، منهم ثلاثة طلاب ختموا حفظ كتاب الله، والبقية في مستويات مختلفة منهم من يحفظ عشرة أجزاء وآخرون في مستويات مختلفة، لافتا إلى أنه يحرص على توجيه الطلاب وإرشادهم إلى الأخلاق الحسنة والسلوك القويم والآداب الإسلامية التي يتعامل بها مع الناس والمجتمع وتجعله محبوبا بين من حوله وينال رضا الله وفضله.
وذكر المدرس خليل محمود، أنه كان في مركز هشام بن المغيرة ثم التحق حديثاً بهذا المركز، ويدرس بحلقته الطلاب في المرحلتين التأسيسية والمتوسطة، وقال إن تنشئة الطلاب على حب القرآن يغرس في نفوسهم منذ الصغر حب الله وتطبيق أوامره ومعرفة ما يرضاه الله ويحبه وما يبغضه وينهى عنه، حتى ينشأ على الخلق الحسن وتترسخ لديه الأخلاق النبيلة أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن. 

أحكام وآداب 
وأكد المدرس محمد أمين، أنه يعمل في المراكز القرآنية منذ خمسة عشر عاما، وأن من أجل شيء في الحياة هو القرآن الكريم الذي يحمل في آياته الأخلاق الحميدة التي نغرسها في أبنائنا ويتعلم الإنسان منه الأحكام والآداب، ويدرس بحلقته عشرة طلاب في الفترة الأولى وخمسة في الفترة الثانية وهم في مستويات مختلفة فمنهم من يحفظ القرآن كاملا ومنهم في أجزاء مختلفة من الحفظ عشرة أجزاء وخمسة عشر جزءا وغير.
وذكر أنه يلمس الخلق الحسن والتعامل الطيب فيمن يحفظ القرآن فقط كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض، والطلاب الذين يحرصون على المداومة على الحضور للمراكز القرآنية يكونون دائما متميزين وله أثر إيجابي في حياتهم وسلوكهم، ويوسع مداركهم ويزيدهم حفظا وإتقانا.
وحث جميع الطلاب على حفظ كتاب الله والعمل به بالقول من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن.

تشجيع وتحفيز 
وقال خالد أبو عباس الجابر ولي أمر إن ابنه جاسم ملتحق بالمركز منذ صغره في بداية دراسته التعليمية، حيث حرص على تواجده في هذه البيئة الإيمانية بمركز الدوري، وأن يتعلم كتاب الله على يد مدرس متخصص لينشأ على حب القرآن والآداب الفاضلة التي يكتسبها من مدرسه وتوجيهات رئيس المركز.
وأضاف: نشأ جاسم على حب الحضور للمركز وتعلم القرآن، وأنه يجد الرعاية والاهتمام من القائمين على المركز، وذكر أن متابعة ولي الأمر لابنه أمر مهم وتشجيعه وتحفيزه على الحفظ والمراجعة وتعلم أحكام القرآن وآدابه والتخلق بها في حياته كلها مع والديه وإخوته وأصدقائه، لافتا إلى أنه تعلم الحروف الهجائية منذ صغره بالمركز وتأسس على تعلم القراءة الصحيحة والتلاوة بالأحكام فأصبح متقنا للغة العربية الفصحى وساعده ذلك على تميزه في مراحل دراسته، وقد شارك في عدة مسابقات قرآنية وحصل على مكافآت ومراكز متقدمة.
وتقدم الجابر بالشكر إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والقائمين على توفير هذه المحاضن التربوية وبالمجان لجميع من يعيش على أرض قطر، التي تحفظ أوقات أبنائنا الطلاب وتوفر لهم تعليم القرآن واللغة العربية والآداب الإسلامية مع وجود الصحبة الطيبة التي تساعدهم على التخلق بالقرآن.

فهم الأحكام 
ويدرس الطالب الزبير شمسان الكوري، في مدرسة طارق بن زياد بالصف الحادي عشر، التحق بالمراكز القرآنية في قطر وعمره أربع سنوات وانتقل إلى مركز الدوري قبل ثلاث سنوات، وقد منّ الله عليه بختم حفظ كتاب الله وعمره 11 عاما، حيث يتابع والده معه الحفظ والمراجعة بشكل مستمر.
وأكد أن القرآن الكريم مصدر السعادة في الدنيا لكل من يحفظه ويعمل به، وأوضح أن البيئة المتوافرة بالمسجد مناسبة للحفظ تعلم القرآن بين هذه الحلقات التي يتسابق الجميع فيها على تعلم كتاب الله وفهم أحكامه.
وأضاف: أنه قبل الختم كان يحفظ ثلاث صفحات جديدة كل يوم ويراجع عشر صفحات فأكثر وبعد أن ختم الحفظ يراجع كل يوم بين جزء أو ثلاثة أجزاء، وحث أقرانه على أن يجتهدوا في حفظ القرآن وأن يداوموا على الحضور للمركز لما له من أثر طيب على الحفظ المتقن وتعلم الآداب والأخلاق.
ويدرس الطالب أمين عمار الجوادي، في جامعة قطر بكلية طب الأسنان، وقد بدأ الحفظ مع والده في البيت حتى وصل عشرة أجزاء ثم التحق بالمركز قبل عدة سنوات وبدأ من سورة العنكبوت مع تصحيح التلاوة وإتقان المحفوظ، والآن يحفظ نحو 29 جزءا ليختم بمشيئة لله حفظ الجزء الأخير خلال أسابيع قليلة.
وقال «من المهم أن يتعلم الطالب الحفظ في المركز مع المدرسين وبين الطلاب في حلقات جميعها تعلم القرآن والأخلاق وتتدارس كتاب الله، وأوضح ضرورة العمل بالقرآن وتدبر آياته، وأن يحرص كل طالب أن يفرغ وقتا من يومه لتعلم كتاب الله.
وقال الطالب عبدالله عبدالجميل، الذي يدرس في الصف الحادي عشر بالقسم العلمي بمدرسة أحمد بن حنبل، وقد التحق بالمركز مع بداية دراسته، واستفاد كثيرا من المركز في تعلم الحروف الهجائية وإتقان اللغة العربية والتلاوة الصحيحة للقرآن، وقدم الشكر لمدرسيه في المركز الذين علموه ودرسوه كتاب الله وفهم آياته من خلال جميع مستويات الحفظ، وحتى أكرمه الله بختم حفظ كتابه العزيز.
وأوضح الطالب جاسم خالد الجابر، يدرس في أكاديمية الجزيرة في الصف العاشر، وملتحق بالمركز قبل نحو سبع سنوات، ويحفظ ثمانية أجزاء من القرآن، وأن تعلم القرآن ساعده على حسن الكلام والقراءة الجيدة واللغة العربية الفصحى.
 وقال إنه يجب على كل طالب أن يلتحق بمركز قرآني ليدرس كتاب الله على يد أحد المدرسين المتخصصين، لأن القرآن هو منهاج حياة ولابد أن ينهل كل مسلم منه ما يساعده في مسيرة حياته.