د. محمد راشد المري: لا إيمان لمن لا صبر له

alarab
محليات 01 ديسمبر 2018 , 02:44ص
الدوحة - العرب
تحدث فضيلة الداعية الدكتور محمد بن راشد المري في خطبة الجمعة أمس، بجامع المعيذر، عن عاقبة الصبر على البلاء، وقال فضيلته «إن الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له»، وأضاف: «إنه ما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر، وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم، وبين ذوي الجبن والضعف والخور»، ونوه بأن الصبر من مقامات الأنبياء والمرسلين، وحلية الأصفياء المتقين، وأنه أنواع منها على طاعة الله، وهي أن يلزم الإنسان نفسه بطاعة الله وعبادته؛ ويؤديها كما أمره الله تعالى، وأن لا يتضجر منها أو يتهاون بها أو يدعها.

وقال: «إن الصبر عن معصية الله؛ يكمن في أن يمنع الإنسان نفسه عن الوقوع فيما حرم الله عليه؛ مما يتعلق بحق الله أو حقوق عباده، وأوضح أن القسم الثالث من الصبر هو على أقدار الله المؤلمة، ومعناه أن يستسلم الإنسان لله فيما يقع عليه من البلاء والهموم والأسقام والمصائب، وأن لا يقابل ذلك بالتسخط والتضجر، منوهاً بأن الله هو المتصرف بعباده كما يشاء، فلا اعتراض عليه».

وأوضح أن المؤمن يعلم أن لدفع البلاء ولرفعه أسباباً من أعظمها لجوؤه ودعاؤه وتضرعه إلى مولاه، والمؤمن يعلم أن ما ينزله الله بعبده المؤمن رحمة وخيراً وحكمة ورفعة للدرجات وتكفيراً للسيئات؛ ولذلك يكون راضياً بما قدره الله، مسلماً أمره إلى الله، محتسباً الأجر والخلف من الله الكريم.

وتحدث فضيلته عن التوجيهات النبوية حول الرضا بأقدار الله، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؛ وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم عن أبي هريرة.

ودعا فضيلته إلى التفكر في حكم الله في تصريف الأمور، وأنه المحمود على ذلك، وأن أي شدة صغيرة أو كبيرة خاصة أو عامة إنما فرجها بيد من هو على كل شيء قدير، مشدداً على ضرورة حسن الظن بالله، وعدم القنوط من رحمة الله، وأن نرضى بما قدره، وأن نتذكر مع نزول أية مصيبة كثرة نعمه علينا ولطفه بنا، وذلك من أعظم ما يهون المصائب.