سفير اليابان: شراكة شاملة بين الدوحة و طوكيو قريباً
حوارات
01 ديسمبر 2015 , 01:53ص
اسماعيل طلاي
أكد سعادة السيد شينجو تسودا، سفير اليابان لدى قطر، في حوار خاص لـ«العرب»، أن البلدان يتمتعان بعلاقات دبلوماسية ممتازة منذ عام 1971، ويتشاركا وجهات نظر متقاربة بشأن القضايا الدولية والإقليمية، كما تعد قطر ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى اليابان، وثالث أكبر مورد للنفط الخام، وبناءً على هذه الأهمية، تم الاتفاق بين البلدين على «الشراكة الشاملة» لتنويع علاقاتهما الثنائية خارج نطاق مجال الطاقة إلى مجالات أخرى مثل الأمن والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا والمجالات الإنسانية.
وأشار السفير إلى أن تسجيل زيادة تصاعدية في أعداد المقبلين على التسجيل للحصول على تأشيرة دخول إلى اليابان من أبناء الشعب القطري، سواء للسياحة أو العمل في السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد القطريين الذين حصلوا على تأشيرة دخول إلى اليابان حتى نهايةنوفمبر الماضي حوالي 1500 زائر مع زيادة بنسبة %20 عن العام الماضي، وتحدث عن الكثير من جديد علاقات البلدين في الحوار التالي مع «العرب»:
¶ تحتفل اليابان بالعيد الوطني، ماذا يمثل لكم هذا اليوم؟
- اليوم الوطني لليابان يوافق عيد ميلاد جلالة الإمبراطور أكيهيتو، إمبراطور اليابان الذي ولد في 23 ديسمبر عام 1933، وهو عطلة رسمية في اليابان، وفي هذه المناسبة المميّزة يفتح القصرُ الإمبراطوري أبوابه لاستقبال المهنّئين من عامة الشعب، ويَظهر الامبراطورُ مع العائلة الإمبراطورية في شرفة القصر لإلقاء التحية على الوافدين الذين يلوّحون بعلم اليابان ويُعبّرون عن سعادتهم واعتزازهم بوطنيّتهم وسط أجواءٍ احتفالية تغمرها البهجة، ويمثل يوم ميلاد الإمبراطور فرصة للشعب الياباني لإظهار احترامهم للإمبراطور الذي يعد رمزا لليابان ووحدة شعبها.
¶ كيف تقيّمون العلاقات السياسية والدبلوماسية بين اليابان وقطر؟
- تتمتع قطر واليابان بعلاقات دبلوماسية ممتازة منذ عام 1971، حيث يتشارك البلدان وجهات نظر متقاربة بشأن القضايا الدولية والإقليمية، وفي هذا السياق، تولي اليابان أهمية كبيرة للتعاون مع قطر، أيضا، قطر شريك مهم لأمن الطاقة في اليابان حيث إن قطر هي ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وثالث أكبر مورد للنفط الخام، وبناءً على هذه الأهمية، تم الاتفاق بين قطر واليابان على «الشراكة الشاملة» لتنويع علاقاتهما الثنائية خارج نطاق مجال الطاقة إلى مجالات أخرى مثل الأمن والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا والمجالات الإنسانية.
¶ شهد البلدان تبادل زيارات عديدة على أعلى مستوى لمسؤولي البلدين، هل تعتقدون أن العلاقات بين البلدين تعكس هذا الزخم من الزيارات؟
- العلاقات الممتازة بين اليابان وقطر قائمة منذ فترة طويلة على أساس متين من الطاقة والتجارة في إطار الثقة والاحترام المتبادلين، ظهر التطور الكبير في العلاقات الثنائية خلال «مشروع قطر اليابان 2012» الذي صمم للاحتفال بمرور 40 عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية، وفيه تم اختيار اليابان لتكون الشريك الأول للأعوام الثقافية بقطر التي بدأتها متاحف قطر بهذا المشروع عام 2012، وفي السنة التالية عام 2013، زار رئيس وزرائنا شينزو آبي قطر، حيث أُعلنت اتفاقية مشتركة حول إقامة شراكة شاملة بين البلدين نحو الاستقرار والازدهار، وتعزيز العلاقات الثنائية من خلال رفع مستوى التعاون في مختلف المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والرياضية والعلوم والتكنولوجيا. أما بالنسبة لقطاع الأعمال والتجارة، فقد انخرطت الشركات اليابانية في قطاع النفط والصلب في قطر بداية من عام 1970، وفي أواخر عام 1980، كانت اليابان قد بدأت في تطوير أولى مشاريع الغاز الطبيعي المسال في قطر رغم أن مستقبل صناعة الغاز الطبيعي المسال كان لا يزال غير مؤكد في ذلك الوقت، خلال عملية التطوير، وقعت شركة الكهرباء اليابانية «تشوبو إلكتريك» عقدا طويل المدى لشراء وبيع الغاز الطبيعي المسال، وشارك كلا من القطاعين العام والخاص في اليابان في المشروع من خلال الاستثمار والتمويل والبناء والشحن، وهكذا، كانت اليابان واحدة من رواد تطوير صناعات الغاز الطبيعي المسال في قطر، وبهذه المناسبة أود أن أكرر شكرنا لقطر على دعمها لجهود إعادة الإعمار في اليابان بعد كارثة الزلزال والتسونامي عام 2011 بعدة طرق مثل إنشاء صندوق الصداقة قطر.
¶ هل أنتم راضون عن حجم المبادلات التجارية بين قطر واليابان، وما القطاعات التي يمكن تطوير الاستثمارات فيها مستقبلا؟
- رغم البعد الجغرافي، فقد نجحت قطر واليابان في بناء شراكة حقيقية خاصة في مجالات الطاقة والتجارة، حيث إن قطر مورد رئيسي للطاقة إلى اليابان، من الناحية الإحصائية، قطر تحتل المرتبة الثانية كأكبر مورد للغاز الطبيعي المسال لليابان وثالث أكبر مورد للنفط الخام، مع إجمالي واردات تصل لحوالي 16 مليون طن من إنتاج قطر الكلي البالغ 75 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وبلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 35 مليار دولار في عام 2014 «الواردات إلى اليابان تشمل الغاز الطبيعي المسال والنفط، بينما الصادرات من اليابان تشمل السيارات والمعدات الكهربائية».
وبعيداً عن قطاع النفط والغاز، اليابان تساهم بخبراتها التكنولوجية في القطاع الاقتصادي القطري مثل البنية التحتية، والزراعة، والرعاية الطبية والمصانع، وحيث إن قطر تعمل على قدم وساق لبناء المرافق الرياضية والسكك الحديدية استعداداً لكأس العالم لكرة القدم 2022، فهناك فرص كبيرة للشركات اليابانية العاملة في هذه المجالات لتفعيل خبراتهم الواسعة لتطوير البنية التحتية في قطر، ويعد الابتكار والبحث العلمي مجالين آخرين واعدين للتعاون بين اليابان وقطر، وانطلاقاً من هذه الحقيقة، قامت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بزيارة اليابان في أبريل 2014، لتمهيد الطريق لتنويع علاقتنا خارج نطاق قطاعي الطاقة والتجارة من خلال مناقشة التعاون المستقبلي مع معاهد الأبحاث الرائدة اليابانية والجامعات، ووضع الأساس لمزيد من التعاون الأكاديمي والعلمي، لذا، كما هو واضح، يسعى كلا الجانبين لتنويع العلاقات المشتركة لتعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين في إطار «شراكة شاملة»، الذي يمتد خارج نطاق العلاقات الاقتصادية لتشمل جميع أنواع المجالات.
¶ تبدو حركة الأشخاص والسياح بين البلدين ضعيفة، وليس هناك سياح قطريون بكثرة في اليابان أو العكس؛ لماذا برأيكم؟
- هناك ثلاث رحلات يومية على خطوط الطيران القطرية تربط بين الدوحة واليابان.. اثنتان منها تصل إلى طوكيو، بالإضافة إلى كانساي، وتتفق كل من قطر واليابان على أن إقامة علاقات في مجالات جديدة سيؤدي بالضرورة إلى تعزيز الشراكة الشاملة الموجودة بينهما، لذا، أكد الجانبان خلال الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى اليابان في فبراير 2015 على أهمية تعزيز التعاون في مجال السياحة حيث تم التوقيع على مذكرة تعاون في مجال السياحة بين البلدين إلى جانب عدة مذكرات تعاون بهدف تعزيز التبادل الثقافي والإنساني.
¶ كم عدد التأشيرات التي تمنحها سفارتكم للمواطنين القطريين لغرض السياحة أو الاستثمار؟
- في الواقع، هناك زيادة تصاعدية في أعداد المقبلين على التسجيل للحصول على تأشيرة دخول إلى اليابان من أبناء الشعب القطري سواء للسياحة أو العمل في السنوات الأخيرة، ووفقا للإحصاءات، بلغ عدد القطريين الذين حصلوا على تأشيرة دخول إلى اليابان حتى تاريخ نوفمبر 2015 حوالي 1500 زائر مع زيادة بنسبة %20 عن العام الماضي، مع العلم أنه هناك زيادة حسية في أعداد الزائرين القطريين إلى اليابان كل عام.
¶ كم عدد الجالية اليابانية في الدوحة، والقطاعات التي تنشط بها؟ وما دورها في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
- تضم قطر حالياً جالية يابانية تصل إلى حوالي 1000 نسمة، كثير منهم يعملون بالشركات اليابانية العاملة في الدوحة، وبالنسبة للجالية اليابانية في قطر، العيش في بلد حيث نمط الحياة مختلف في كثير من الجوانب عما تعودوا عليه، قد شكل لهم تجربة مثيرة، حقيقة أنهم يعيشون في بلد مسلم مثلت فرصة جيدة لمعرفة المزيد عن دين وثقافة وتقاليد مختلفة. كما أن أبناء الجالية أيضاً يلعبون دوراً رئيسياً في تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تفاعلهم مع باقي المواطنين في حياتهم اليومية.
¶ قطر تراهن على تنظيم نسخة تاريخية لمونديال 2022، في مواجهة حملة إعلامية وسياسة منذ اختيارها لاستضافة الحدث الكروي العالمي، فما موقف اليابان من تلك الحملة، وكيف تتوقعون التنظيم القطري لأكبر تظاهرة رياضية عالمية؟
- تستضيف اليابان على أرضها دورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو، ثم تستضيف قطر كأس العالم 2022 بعدها بعامين، لذا نحن ننظر إلى هاتين الفعاليتين كونهما حافزاً للتقريب بين بلدينا والتوافق على التعاون الوثيق وتبادل المعرفة والخبرات من أجل ضمان نجاح كل من قطر واليابان باعتبارهما الدولتين المضيفتين، واليابان تدعم قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وقد أسهمت الشركات اليابانية لبناء الدولة الحديثة في قطر من خلال مشاريع مثل مطار حمد الدولي، مترو الدوحة، نظام الكشف عن سرطان الثدي، القمر الصناعي السهيل 2، ومصنع راس أبوفنطاس لتحلية مياه البحر وغيرها من المشاريع، وقطر دولة ذات إمكانات كبيرة، وهي مخولة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لتلعب دورا هاما في جميع مختلف المجالات بما يتماشى مع الرؤية الوطنية 2030.