الركود يضرب نشاط سوق الذهب المحلية
اقتصاد
01 ديسمبر 2015 , 12:01ص
ماهر مضيه
أبدى تجار الذهب المحليون قلقهم من طول أمد ركود مبيعات محالهم، رغم توالي هبوط ثمن المعدن النفيس.
وقدر هؤلاء نسبة تراجع مبيعاتهم الراهنة بمستوياتها لذات الفترة من السنة الماضية بواقع %60. وبيّن هؤلاء لـ«العرب» أن أسعار الذهب قد انخفضت مجددا بمقدار 3 إلى 7 ريالات في الجرام الواحد بمختلف العيارات، حيث إن الهبوط مستمر على صعيد المبيعات والأثمان.
ووصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 124 ريالا، وهبط العيار 21 إلى 108 ريالات، وعيار 18 وصل إلى 92 ريالا، أي ما يشكل انخفاضاً على الأسعار بالمقارنة بالأسبوع الفائت.
اختلال الآلية
وأوضح التجار أن هناك خللا في معادلة العرض والطلب، وأنه من الغريب أن تحصل حالة ركود مشابهة وتترافق مع تدني الأسعار إلى هذا الحد، فقد جرت العادة أن ترتفع المبيعات بمجرد هبوط الذهب، إلا أن الوضع الحالي يدل على بداية أزمة مالية.
واعتبر التجار أن شهري أكتوبر ونوفمبر هما الأسوأ على مستوى المبيعات، حيث إن الطلب قد هبط إلى أدنى المستويات منذ 7 سنوات وحتى الآن، الأمر الذي سبب حالة من استياء أصحاب المحال التجارية في سوق الذهب والعاملين فيها.
وأضاف التجار أنهم يعلمون أن كافة المجالات والأعمال قد تدنت مبيعاتها خلال هذه الفترة، مشيرين إلى الإكسسوارات والملابس وبعض القطاعات التي تعد رافدا يوميا لحاجيات المنازل، مثل المواد الغذائية والأسماك واللحوم وغيرها.
وأشار التجار إلى أن غالبية المبيعات في الوقت الحالي تتمثل بالقطع الصغيرة ذات الأوزان البسيطة التي لا تتجاوز 5 إلى 7 جرامات، والتعليقات من عيار 18 و21، بالإضافة إلى الهدايا بمناسبة الأعياد الفردية، مثل مناسبة الميلاد أو ولادة طفل وغيرها.
وتكلم البعض ممازحا: «على ما يبدو لا يوجد هناك من يتزوج، الناس بطلوا يتزوجوا»، إذ إن هذه الكلمات تعني أن بعض المحال التجارية في سوق الذهب لم تبِع شبكة واحدة منذ مطلع أكتوبر الماضي وحتى الآن.
وتمنى التجار أن تنتهي حالة الركود القاسية في السوق، معربين عن عدم قدرتهم على توقع النمو أو الهبوط في المستقبل، وذلك بسبب أن المعطيات والإشارات لا تدل على ما يجري في السوق حاليا، فمن الغريب جدا أن يهبط سعر المعدن الأصفر إلى هذا الثمن ولا تحقق المبيعات نموا كبيرا، لذلك رفض التجار إبداء أي توقعات.
تعمق حالة الركود
وفي هذا الشأن، قال التاجر عبدالله الحميري إن حالة الركود الشديدة التي تعاني منها سوق الذهب تعتبر الأصعب والأعمق منذ 7 سنوات؛ إذ لم تهبط المبيعات إلى هذا الحد أبداً منذ تلك الفترة.
وأضاف أن الغريب في الأمر يتمثل بهبوط مستمر على أسعار المعدن الأصفر، والذي يترافق مع حالة انخفاض المبيعات بنسبة تعدت %60 بالمقارنة بذات الوقت من العام الماضي.
وبين الحميري أن أسعار المصنعية للمصوغات الذهبية مستقرة السعر منذ بداية العام، إذ إن القطع البحرينية التراثية تتراوح بين 30 و35 ريالا للجرام، والمحلية الصنع لا تقفز عن 25 ريالا، والعيار 18 من الموديلات والأشكال الحديثة «التركية والإيطالية» لا تزيد عن 45 ريالا.
وأشار الحميري إلى أن غالبية الطلب في الوقت الحالي على القطع الصغيرة ذات الثمن القليل، والتي تتمثل بالمصوغات ذات الوزن الذي لا يتجاوز 5 إلى 7 جرامات، والتي تكون على شكل هدايا بسيطة لمناسبات فردية، مضيفا بروح الدعابة «على ما يبدو لا يوجد هناك من يتزوج، عزوف عن الزواج».
وفي ذات الشأن، قال التاجر وضاح البكري إن السوق تعاني من حالة غريبة؛ إذ إن هناك كثرة في العرض وهبوطا في الأسعار وانخفاضا شديدا في حجم الطلب، الأمر الذي ينافي كافة معادلات المبيعات والتجارة.
وأضاف أن حالة الركود الحالية تعتبر الأعمق منذ 7 سنوات؛ إذ لم تهبط المبيعات إلى هذا المستوى منذ زمن، الأمر الذي يولد شكوكا حول نمو البيع والشراء خلال الفترة المقبلة.
وأشار البكري إلى أن غالبية الأسواق في القطاعات الأخرى تعاني من الهبوط ذاته، إلا أن سوق الذهب تعاني من ركود عميق على مستوى أعلى من غيرها.
وأوضح البكري أن هبوط الأسعار للمعدن الأصفر ما زال مستمرا وبشكل يومي، حيث وصل إلى مستويات متدنية ومشجعة جدا للراغبين في شراء المصوغات الذهبية.
ونوه البكري إلى صعوبة التوقع في ظل الظروف الحالية، حيث إن المعطيات تشير إلى تحسن ونمو كبير في المبيعات، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الآن، حيث تعاكست كل الإشارات والبراهين التي تمر بها السوق خلال شهر نوفمبر الماضي.
وما زالت حالة من الركود العميق تداهم المحال التجارية في سوق الذهب، حيث إن هبوط الأسعار وكثرة العرض يجب أن تدفع المبيعات إلى النمو، إلا أن التجار قد تحدثوا بغير ذلك.