وزير الثقافة يفتتح مهرجان «فريج الفن والتصميم»

alarab
المزيد 01 نوفمبر 2024 , 01:23ص
محمد عابد

افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، مساء أمس الخميس، فعاليات النسخة الأولى من «مهرجان فريج الفن والتصميم» الذي تنظمه وزارة الثقافة في مقر درب الساعي الدائم بمنطقة أم صلال، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء والسفراء لدى الدولة.
ورافق سعادة وزير الثقافة، أصحاب السعادة الوزراء والسفراء في جولة داخل درب الساعي اطلعوا خلالها على ما يتضمنه المهرجان من فعاليات متنوعة ومشاركات واسعة تعكس جوانب من الثقافة القطرية.
بهذه المناسبة، قال الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، إن الموسم الثقافي الذي دشنته الوزارة، وبدأ اليوم بمهرجان فريج الفن والتصميم يستهدف خلق منصة تفاعلية بين المثقفين والمبدعين والفنانين والشعراء والجمهور، وتأسيس حوار ثقافي مثمر، بما يسهم في دعم جهود التنمية الثقافية في الدولة.
وأضاف أن مهرجان فريج الفن يستقطب الجمهور العام والمهتمين بالفن والإبداع الثقافي من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات والمعارض والورش الفنية التي تسهم في تعزيز المشهد الثقافي في الدولة.
من جهته، أكد سعادة الدكتور أحمد الفكاك البدراني وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، أن مهرجان فريج الفن والتصميم يعتبر واجهة ثقافية يستفيد منها الزوار جميعهم، وأبرز ما جاء فيها هو تدريب الأطفال واليافعين والشباب على الأعمال المتنوعة التي تلامس الحياة الثقافية بمختلف تفاصيلها، مؤكدا ريادة التجربة الثقافية القطرية في العالم العربي، كما أنها تعتبر جسرا بين الماضي القطري والمستقبل.
ومن المعارض المهمة بمهرجان الفن والتصميم معرض إضاءات عربية الذي يجمع مجموعة فنانين من مشارب فنية مختلفة، كل واحد منهم له هويته البصرية الخاصة، التي تطل على بعض من مسارات فنيّة الراحلين وآخرين يواصلون الطريق.
ويهدف المعرض إلى ترسيخ أمثولة الفنون القادرة بنسفها الإبداعي على عبور الزمان، والتي يحتضنها الناس جيدًا وراء جيل. لا يحسن قراءة المشهد التشكيلي القطري والعربي دون الوقوف عند إرث الفنانين من رواد الحركة التشكيلية.
ويشارك في المهرجان 19 جهة مختلفة، وتقام على هامش المهرجان أربعة معارض فنية، وعروض مسرحية وورشة فنية، وندوات ثقافية وورش فنية للأطفال، إلى جانب استوديوهات فنية، ويتضمن المهرجان عدة أقسام منها، بيت الفن، فن وإلهام، عروض المسرح، وشارع مال لول، والحوش.

تدشين كتاب
وفي السياق ذاته، شهد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة تدشين كتاب « من عيون الفن القطري» في جلسة خاصة أقيمت على المسرح الرئيسي.
ويرصد هذا الكتاب تطور الفن التشكيلي القطري منذ بدايته في خمسينيات القرن العشرين بريادة الفنان الراحل جاسم زيني الذي وضع حجر الأساس لحراك فني تضافرت في تعزيزه جملة من العوامل المشتركة في سير وتجارب الفنانين الرواد.
ويقدم الكتاب تجارب الفنانين الرواد وهم جاسم زيني، حسن الملا، وفيقة سلطان، يوسف أحمد، علي حسن، سلمان المالك، الفنان الراحل يوسف الشريف، والفنانة الراحلة الدكتورة وفاء الحمد، الفنان محمد العتيق.
تقدير للفن
وثمن عدد من الفنانين المهرجان وتقديره للفن القطري والعربي، حيث قالت الفنانة التشكيلية القطرية هنادي الدرويش في تصريح لـ «العرب»، إن مشاركتها في «فريج الفن» تأتي بدعوة خاصة من مركز كتارا للفن، مشيرة إلى أنها تعرض مجموعة فنية أطلقت عليها “حائط الذكريات”.
وأوضحت أن هذه المجموعة التي تعمل عليها حالياً، تتضمن سلسلة من المعارض التي تستهدف عرض أعمالها الفنية للجمهور، بهدف تجسيد مفهوم الذاكرة الإنسانية بطريقة مبتكرة، مضيفة أن هذه السلسلة قد شملت حتى الآن عملين تم عرضهما في فندق الفورسيزون، وانها تخطط لمواصلة هذا المشروع الفني لتقديم تجربة متكاملة حول موضوع “الذكريات”، لافتة إلى حرصها على توسيع نطاق مشاركاتها في المحافل الفنية المختلفة.
وأشارت إلى أن هذا المشروع الفني يعكس اهتمامها بتوثيق المشاعر واللحظات الإنسانية عبر الفن التشكيلي، مؤكدة أن “حائط الذكريات” ليس مجرد سلسلة معارض، بل هو رحلة لاستكشاف التفاعل العاطفي بين اللوحات والجمهور، حيث تسعى إلى أن تكون كل لوحة تجسيداً لذكرى خاصة تعبر عن قصة أو شعور معين.
من جهته، أكّد الفنان التشكيلي القطري سلمان المالك أهمية الاحتفاء بالفن التشكيلي كعنصر أساسي يعكس اهتمام الدولة بالثقافة، مشدداً على دعمه لكل جهة رسمية أو خاصة تعتني بهذا الفن. وأوضح أن الثقافة البصرية تُعتبر ركيزة أساسية لأي مجتمع، وأن غيابها يعكس نقصاً في المشهد الثقافي، مما يجعل الدور الذي تؤديه وزارة الثقافة في هذا المجال إنجازاً يُحتفى به.
واعتبر المالك أن إصدار كتاب عن روّاد الفن التشكيلي القطري هو إنجاز آخر يجب الإشارة اليه، ووصف هذا المشروع بأنه خطوة نوعية تُضاف للمكتبة العربية، إذ يُساهم هذا الإصدار في توثيق التجارب الفنية الرائدة، وهو جانب يُعبر عن التحضر والاعتراف بأهمية التراث الفني. وأعرب المالك عن سعادته بإعلان نشر الكتاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً أن ذلك يتيح مساحة واسعة للأجيال الجديدة من الفنانين للاطلاع على إرث الرواد والاستفادة منه، ويدعم التواصل بين مختلف الأجيال الفنية.